الثلاثاء، 8 مارس 2011

الداخلية

كل يوم يمر يزداد خوفي ، و كلما كثرت المكاسب من الثورة كلما زاد قلقي . كيف ؟ الثورة كانت أعظم ما تمخضت عنه الشخصية المصرية علي مدار تاريخها كله تقريبا .و لكونها من أعظم الثورات في التاريخ و هذا بشهادة العالم شرقا و غربا ، فإن خوفي من ضياعها أصبح وسواس قهري ، حتي أنني قد أصحو من نومي أسأل : هل أمموا الثورة ؟ علي طريقة هم أمموا اللحمة ؟و لماذا الخوف ، الحمار الكبير غار و الجحش لن يأتي و تم حل الأستاذ سيد قراره و كذلك المجلس الذي لا دور له ، و تم تعديل مؤقت للدستور حتي تتم الإنتخابات ، و يوجد بالدستور مادة تلزم رئيس الجمهورية القادم بتشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد ، و لكن خوفي من مباحث أمن الدولة التي كانت تحمي النظام الفاسد و العرش و ورثة العرش و العائلة المالكة و كل من كان علي معرفة و أتصال بهم ، مقابل اطلاق يد أمن الدولة في كل كبيرة و صغيرة ، عشان تتعين لازم موافقة أمن الدولة ، عشان تبقي خادم في جامع لازم أمن الدولة ، دكتور في الجامعة لازم أمن الدولة ، فيد أمن الدولة في كل ركن و زاوية و خرابة و طيز . يا عم ريح أمي و قول لي من الأخر كده أنت عاوز تقول ايه ؟ أقول لسعادتك ، بداية من الانسحاب يوم الجمعة 25 يناير من كافة أرجاء مصر ، كي تعم الفوضي و هجوم البلطجية و تكسير المحلات و سرقة كل ما يمكن أن تطوله يد البلطجية الذين لولا أذن الداخلية لهم - البلد بتاعتكوا أعملوا كل أنتم عاوزينه -لما خرج هؤلاء البلطجية للنور و مارسوا كل ما الممنوعات التي كانت تتم في الخفاء أصبحت في عز الضهر ، كانت تهدف الداخلية أو قل أمن الدولة من وراء ذلك أشاعة الفوضي و الرعب في الشارع خصوصا بعد خروج عناصر الشرطة السرية النسائية لتشيع في المواصلات العامة أن هؤلاء البلطجية هاجموا ... و عملوا .. و خلوا .. فيكون رد فعل الشارع أن الثورة لم تجلب لنا سوي المتاعب و أحنا كنا مرتاحين ، و أن لا أحد يستطيع أن يوقف البلطجية سوي الشرطة ، الذين يعودون بناء علي طلب الجماهير و لكن العودة لها ثمن و هو أن الحس الجزمة ثانية و أطأطأ الرأس للسادة البشوات من أول عسكري قد لا يعرف القراءة و الكتابة إنتهاء بسيادة اللواء فلان الفلاني ، مرورا بالسادة الأمناء الذين لا يعيشون إلا سحت - و ما نبت من سحت فالنار أولي به - و لكن عندما فشلت هذه الخطة ، فتحت السجون و قيل إنه هجوم من الخارج - أهالي المسجونين - فهرب آلاف لا نعرف العدد بدقة ، و الغرض من هذا التصرف زيادة الفوضي و أنتشار الرعب و إرهاب خلق الله ، و لأن المسجون الهارب يعلم أنه مطلوب فقد هرب ، و لم يرهب أحدا لآنه هو نفسه خائف ، و حين فشلت الخطة الثانية و أزداد تمسك الثورة بحل أمن الدولة ، و لم يجد السادة مهرب لهم ، قرروا أحراق كل ما لديهم من مستندات و تركوا لنا ما قد يشغلنا عنهم ، و لكن اللعبة الكبيرة كانت الفتنة التي أوجعت قلبي ، خرج اليوم أهل الزرايب و قطعوا طريق الأوتوستراد و هاجموا سيارات لا دخل لها ، و كانت الحجة حرق كنيسة و سجن أحد القساوسة .
الكنيسة التي دمرت أو حرقت كانت في إطفيح و السبب أن شابا مسيحيا أعتدي علي بنت مسلمة و تقرر أخراجه من البلد و لكن من باب العند رجع و جلس في محله و كلما مر عليه أحد من المسلمين كان يتباهي بأنه عمل مع البنت المسلمة .. و .. يعني نوع من حرق الدم ، فما كان من أحد مشايخ المساجد سوي الهجوم علي الكنيسة التي وجد بها ملابس نسائية داخلية و خمور و .. مما جعله يخمن بأن المقساوسة في الكنيسة يقومون بعمل سحر للنساء المسلمات . فالموضوع في أصله موضوع شرف و ليس إضطهاد كما يدعي مسيحيوا مصر ، و إذا كان لهم الحق في الإضراب فليس لهم الحق في تدمير و إهلاك ممتلكات الغير . المهم أن هذا الموضوع لا أشك في أنه صناعة أمن الدولة بأمتياز ، و هذا سبب قلقي . خايف الجيش يصل لمحطة : لم أعد احتمل كل هذا ، فيهب و يقضي علي هذه الثورة الرائعة و يمسك بزمام الأمور لحسابه الخاص ، و نرجع لحكم العسكر ، و تبقي يا أبو زيد كأنك ما غزيت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق