الأربعاء، 18 أغسطس 2010

الدليل 2

و لمن أراد أن يعرف دور النصارى العرب في الحروب الصليبية فليستمع إلى بن الاثير و هو يذكر سبب قلة المتطوعين للجهاد في أثناء محاصرة الصليبين لعكا ، فقد قال رحمه الله في كتابه الكامل " كان على خزانة مال المسلمين قوم من النصارى ، و كانوا إذا جاءهم جماعة قد جندوا تعنتوا بأنواع شتى ، فتفرق بهذا السبب خلق كثير و كذلك جاء في كتاب الحملات الصليبية للدكتور محمود سعيد عمران ما يدل على عمالة النصارى العرب للصليبين الغربيين و هذا نص ما كتب " و قبض بعض المسلمين على بعض من النصارى و معهم كتب موجهة إلى صلاح الدين من والى القدس قريبة التاريخ يذكر فيها حاجة القدس إلى الغلال و العدة والرجال و أرادوا حملها إلي العدو الصليبي فقبض عليهم و ضربت أعناقهم ؛والتاريخ ملىء بخيانات النصارى من ذلك علي سبيل المثال لا الحسر ما حدث فى أثناء الحملة الصليبية الأولى و هو انضمام نصارى أنطاكيا العرب للنصارى الغربيين عام 278هـ مما أدي لسقوط المدينة في أيدي الصليبين وكذلك كان للنصارى العرب دور كبير في استيلاء الفرنج على معبر النعمان عام 491 – 1098 هـ تلك المدينة التي قتل الصليبيون بها مائة ألف مسلم وعندما أشتد الجوع والعطش بالصليبين المحاصرين لبيت المقدس عام 492هـ قام النصارى المحليين بدور المرشدين إلى مناطق الغابات والينابيع كما أنهم ساعدوا القائد منجل الفرنجى على حصار طرابلس 495 هـ " الكامل لأبن الأثير جـ8 صـ 446 أما دور النصارى العرب في عهد التتار فقد كان لهم دور رئيسي في إذلال المسلمين ، هذا ما ذكره الذهبى في كتابه العبر في تاريخ من غبر حيث قال رحمه الله " عندما دخل هولاكو دمشق ثار النصارى بدمشق ورفعت رؤسها ورفعوا الصليب ومروا به وألزموا الناس "المسلمين " القيام للصليب " وذكر بن كثير في البداية و النهاية حول سقوط دمشق " اجتمع ايل سيان – حاكم التتار على دمشق بقساوسة النصارى وكبرائهم فعظمهم كثيراً وزار كنائسهم وصارت لهم دولة وصولة .......فدخل النصارى من باب توما –أحد أبواب دمشق – ومعهم صليب منصوب يحملونه على رؤوس الناس وهم ينادون " ظهر الدين الصحيح دين المسيح " ويذمون الإسلام وأهله ومعهم أوان فيها خمر لا يمرون على مسجد إلا رشوا عند بابه خمراً ومعهم قمائم ممتلأة خمراً يرشون منها على أوجه الناس وثيابهم ويأمرون من يجتازون به في الأزقة والأسواق أن يقوموا لصليبهم ثم دخلوا الجامع بخمر فلما وقع ذلك اجتمع قضاة المسلمين والشهود والفقهاء ودخلوا القلعة يشكون الحال إلى ابل سيان زعيم التتار فأهانهم وطردهم شر طردة وقدم كلام النصارى على المسلمين ،فإن لله وإنا إليه راجعون "
أما نصارى مصر فقد ذكر الجبرتى في تاريخه ما يدل علي خيانة النصارى لأهل مصر عندما احتلت الحملة الفرنسية مصر في عام 1798حيث قام المعلم يعقوب النصراني بجمع ألفى جندي من نصارى الصعيد وانضموا للحملة الفرنسية وأذاقوا المسلمين المصريين الويلات وهذا نص كلام الجبرتى رحمه الله " أن يعقوب القبطي لما تظاهر مع الفرنسيين جعلوة سارى عسكر القبط وجمع شبابهم و حلقوا لحاهم وزياهم بزى مشابه لعسكر الفرنسيين وصيرهم سارى عسكره وعزوته وجمعهم من اقصى الصعيد وهدم الاماكن المجاورة لحارة النصارى التي هو ساكن بها خلف الجامع الأحمر و بني له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير "بل إن زعيمهم المعلم يعقوب حنا كان شغله الشاغل هو حرب زعيم المجاهدين في منطقة بُلاق حسن بك الجداوى. ويعقوب هذا الذى أستأمنه نابليون على حملة لتأديب صعيد مصر قادها الجنرال الدموى ديزيه حتى كان المصريون يسمون هذه الحملة بحملة المعلم يعقوب وكان له اليد الأنجس في هزيمة المماليك في معركة القوصية لذلك أهداه القائد الفرنسي ديزيه سيفاً كتب عليه معركة عين القوصية 24ديسمبر 1798 هذا وقد بادله يعقوب الهدية بأن أباح له ولجنوده قرى الصعيد يفعلون بها ما يشاءون فهُتكت الأعراض وامتلأت الأرحام بنطف الصليبين وسيقت الحرائر سبايا فى ركاب حملة يعقوب وظل يعقوب بعدها يحكم المسلمين فى القاهرة وينكل بهم ويسرق أموالهم ويهتك أعراضهم حتى أنسحبت الحملة الفرنسية 1801 فأنسحب معها يعقوب وهلك قبل أن تصل الحملة إلى فرنسا . ومن عملاء الفرنسيين أيضا القبطي المسمي بشكر الله الذي كان يجمع الضرائب للفرنسيين من المصرين وكان يستخدم مع المصريين كل أنواع القسوة من ذلك انه كان يهجم علي بيوت الفلاحين ويجمع كل أهل البيت في غرفة واحدة ويدخن عليهم بحطب القطن ليأخذ منهم أموالهم عدوانا وظلما وقد كانت للنصارى أيضا أعمال تخريبية منها ما ذكر الذهبى أيضاً في كتابه العبر في تاريخ من غبر " فى سنة 720 كان بالقاهرة الحريق الكبير المتتابع وذهبت الأموال ثم ظفر بفاعليه ، وهم جماعة من النصارى يعلمون قوارير ينقدح ما فيها ويحرق فقتل جماعة وكان أمراً عجيباً ، وقيل فعلوا ذلك لإخراب كنيسة لهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق