الأحد، 2 مايو 2010

النفير 3

يخرج شاب في ال30 من عمره ، عيناه حمراوان بلون الدم ، ليس بكاء و إنما من سيجارتين بانجو ،اصطباحة .
- علي فين يا سيد ؟
- نازل الشغل .
ابننا سيد شغال في العتبة ، بياع علي الرصيف . ينزل يوميا من المنشية علي العتبة بعد السيجارتين ، ضارب شعره جيل ، ولابس بنطلونه الجينز الأبيض الضيق و القميص المقلم أحمر بالطول .
- الحرب قامت يا أبني .
- و أنا ما لي ، أنا نازل شغلي ، أنت عارف لو ما نزلتش العيال مش حيلاقوا ياكلوا ، مين يوكلهم ؟ المأمور اللي كل يوم يجري ورانا و ياخد دا حبس و دا مش عارف أيه . كاننا مطاريد و الاملا - جمع أمين شرطة – اللي كل يوم ع الصبح يجمعوا 5 جنيه من كل بياع ، و أضرب يجي في 1000 بياع ، و بعد الضهر 5 تانية ، و لما اتمسك و تتاخد مني الفرشة يتعمل لي محضر ، اروح ادفع الغرامة و اجي استلم الفرشة الاقي البضاعة اللي كانت بتسوي 1000 جنية بقت تسوي 600 أو 700 جنيه ، قال الأمين دا عجبه جوزين شربات و دا عجبه بنطلونين و دا خد و دا خد و أنا أتخرب بيتي . أنت بقي عايزني أدافع عن دول ؟ يا راجل اللي عنده حاجة يدافع عنها ، و إذا كنت أنا مش عارف أدافع عن المراية – الملاية / الفرشة – تقول لي أدافع عن البلد ؟ أنت عارف يا اسطي أنا لو دخلوا ماليش دعوة غير بفرشتي ، اللي راح يجي نواحيها حقتله ، و ما افتكرش أن هم يهمهم الفرشة . علي رأي جحا ، قالوا له ال... داير في البلد قال لهم طالما بعيد عن ... ماليش دعوة .
بدأ صوته يعلو و يخبط يد علي الأخرى ، و يستخدم يده في دفعي بعيدا عنه .
- خلاص مات الكلام ، روح لاطلع ديك أمك علي الصبح ، خلينا نشوف ورانا أيه ،خلصنا ، خلاااااص .
بيني و بين نفسي منعا للأهانة ، بصوت لا يسمعه هو و لا غيره . هم جميعا من بلد واحدة في أسيوط ممكن يقتلوني و لم ير أحدُ شيئا .
- خلصت روحك يا بعيد .
واحد من أقربائه ، أقترب مني واضعا يده علي كتفي و مطيبا خاطري .
- أنت بتزعل ليه ؟ هو دلك ع الحقيقة . طيب مين يوكل عياله ؟ لو منزلش ، ما يلقاش ياكل الصبح حتى عيش حاف ، النصيبة في العيال ، يعمل أيه وياهم ؟ طب أنت عارف ؟ امبارح ظابط القسم واقف في الشارع شاف عيل عنده 10 سنين ،صرخ فيه : تعالي يا له أنت بتعمل أيه ؟ الوله كان بيبيع مناديل ورق ، أخده عل القسم . و لما دينا – يقصد جئنا - نخرجه قالوا شهادة الميلاد ، و فوق دا كله دفعنا 140 جنيه .
الناس هنا ياسطي معذورة .الله يسهلك بحد تاني .
يُتبع . البقية العدد القادم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق