المشكلة عندي الخوف تكرر مأساة 67 و يقع الجيش أسرى . ما قلتليش هم عملوا ايه في الأسري اللي الدبابات دهستهم ؟ طبعا لا حس و لا خبر ، ولاد الكلب عشان كلب أسمه جلعاد أقاموا الدنيا و لم يقعدوها و موافقين علي أن يفدوه ب 1000 أسير فلسطيني . و من قبل أخذت رمم مش فاكر كام كلب مقابل جميع أسري لبنان . و احنا لا حول و لا قوة إلا بالله عساكرنا انفرمت بالدبابات و لا حياة لمن تنادي .و تقولي روح حارب ، هو في حد حيسأل عني و ألا يقول راح فين ؟ أرفض أن أكون عسكري لا قيمة له . و بعدين إذا كنت أنا عسكري لا قيمة لي فلا داعي لذهابي إلي الحرب . نادي اللي ليهم قيمة أبن الوزير فلان ، و أبن الوزير علان و أبن الباشا ترتان و أبن شهبندر التجار . قولي ليه ما سمعناش عن أبن ترتان أو أبن علان أو أبن فلان أنه مات في الحرب ؟ انت عارف ليه ماسمعتش ؟ لأنهم أصلا ما بيدخلوش الجيش ، و اللي بيدخل و بيموت أحنا بس و هم بعد الحرب يشتروا الأراضي في شرم الشيخ و راس محمد و .. .و ... و هات يا مشاريع في السياحة و المسائل تروق و تحلي . أصل هم أولاد سارة و أحنا اولاد البطة السودا . أحنا نموت و هم يعملوا مشاريع و سياحة في سينا اللي بنموت عشان كل حبة رمل فيها . الله يسهلك يا با روح .
الأحد، 23 مايو 2010
النفير 4
جلست المذيعة المتألقة إلي مقعدها و رحبت بالأستاذ عريان الطيز و سألته عن الموقف الآن و النفير مازال يدوي .
و تحدث الجهبذ العلامة و لكن أسلوب الشمتان ، و الكبر يملئه و كأنه يتكلم إلي الآخرين من عل .
- و الله في الحقيقة أنا قلت منذ زمن بعيد أن لا أمان لهؤلاء ، و أن الموقف يجب أن يتغير ، نزيد من علاقاتنا مع دول أفريقيا التي لعبت في منابع النيل و كانت النتيجة كما نري ، انخفاض حصة مصر في مياه النيل . و أنا طلبت من قبل مرارا و تكرارا أن نوثق علاقاتنا مع الدول العربية حتى التي سُميت ب دول الممانعة . اليوم نحاول أن نتواصل مع هذه الدول و لكن كما تري ، كل دولة تقول أنا قلت من زمان و تركتمونا ، ليبيا قالت أنتم بعتمونا وقت حصار الغرب لنا مدة 10 سنوات رغم كل المحاولات من جانبنا حتى تكونوا منفذنا للخارج و فشلنا و بقيتم في الحضن الأمريكي . و السودان تركناه لمصيره الأسود حتى أنفصل جنوبه و صار دولة لها تأثير علي حصة مصر في مياه النيل . و العراق تركتموه نهبا للأمريكان – أنا لست مع صدام و لكني ضد الأمريكان ، فلم نر منهم شيئا حسنا .النهاردة العراق لا تملك أن تفعل من أجلك أي شيء . السعودية كانت معاك عل طول الخط ، و انسحبت معنا من المواجهة أمام الصهاينة ، و انكفأت علي البترول و اليوم لا تملك لك سوي الاتصالات بالأمريكان و كل عام و أنتم بخير . دول المغرب يتهمونك يا مصري يا يهودي بسبب علاقاتك مع أولاد الكلب و حصارك غزة و تجويع الفلسطينيين ، و المتاجرة بالقضية ، حتى أصحاب القضية تاجروا بها لمصالحهم الشخصية . سيدتي اليوم لا أستطيع أن أدفع ثمنا لما لم أحصل عليه .
- في نهاية برنامجنا ، شكرا المفكر الكبير الأستاذ عريان الطيز .
- و الله في الحقيقة أنا قلت منذ زمن بعيد أن لا أمان لهؤلاء ، و أن الموقف يجب أن يتغير ، نزيد من علاقاتنا مع دول أفريقيا التي لعبت في منابع النيل و كانت النتيجة كما نري ، انخفاض حصة مصر في مياه النيل . و أنا طلبت من قبل مرارا و تكرارا أن نوثق علاقاتنا مع الدول العربية حتى التي سُميت ب دول الممانعة . اليوم نحاول أن نتواصل مع هذه الدول و لكن كما تري ، كل دولة تقول أنا قلت من زمان و تركتمونا ، ليبيا قالت أنتم بعتمونا وقت حصار الغرب لنا مدة 10 سنوات رغم كل المحاولات من جانبنا حتى تكونوا منفذنا للخارج و فشلنا و بقيتم في الحضن الأمريكي . و السودان تركناه لمصيره الأسود حتى أنفصل جنوبه و صار دولة لها تأثير علي حصة مصر في مياه النيل . و العراق تركتموه نهبا للأمريكان – أنا لست مع صدام و لكني ضد الأمريكان ، فلم نر منهم شيئا حسنا .النهاردة العراق لا تملك أن تفعل من أجلك أي شيء . السعودية كانت معاك عل طول الخط ، و انسحبت معنا من المواجهة أمام الصهاينة ، و انكفأت علي البترول و اليوم لا تملك لك سوي الاتصالات بالأمريكان و كل عام و أنتم بخير . دول المغرب يتهمونك يا مصري يا يهودي بسبب علاقاتك مع أولاد الكلب و حصارك غزة و تجويع الفلسطينيين ، و المتاجرة بالقضية ، حتى أصحاب القضية تاجروا بها لمصالحهم الشخصية . سيدتي اليوم لا أستطيع أن أدفع ثمنا لما لم أحصل عليه .
- في نهاية برنامجنا ، شكرا المفكر الكبير الأستاذ عريان الطيز .
الباشا و تاجر الأصواف
مر صديقنا XX يوما بالمدافن ، و رأي من بين ما رأي لوحات رخام علي بعض المدافن ، مكتوب علي بعضها .... تاجر الأصواف ، مدفن عائلة ..... بك ، مدافن .... باشا . و تساءل صديقي هل تاجر الأصواف مازال تاجر أصواف ؟ و هل الباشا الذي كانت ترتج له الدنيا مازال باشا ؟ و جاءه رد من نفسه أظن و بعض الظن من حسن الفطن أنه لا بقي تاجر أصواف و لا تاجر حمير و لا الباشا مازال باشا . و سرح عقل صديقي في حال الباشا و تاجر الأصواف وغيرهما ممن هم تحت التراب و الدود يسير علي جفنه و يأكل رموشه ثم يتسلي علي عينيه و هات يا مزمزة ، هل له قدرة الدفاع عن عينيه أو أنفه الذي كان يوما في السماء ؟ و المصيبة لو جاءه كلب أبن كلب و شمشم في القبر ثم رفع أحدي قدميه الأربع و إي إي – تبول علي القبر و علي من فيه . و تخيل صديقي أن الباشا و البك و تاجر الأصواف يرون ما يحدث لهم و بهم ، و لكن لا قدرة علي فعل شيء . قد صار الجميع إلي حيث لا يُعرف الأمير من سواق الحمير . نسأل الله العفو و العافية . ثم تطور الموضوع مع صديقي حين رأي من سرق أو نهب ، لماذا ؟ من أجل جنيهات أكل بها و شرب و ملء بطنه ، ثم أكله الدود و انفجرت بطنه . ما أخيب الإنسان .
السبت، 8 مايو 2010
الرحلة إلي ...
- آلو ، أنت في البيت ؟
- أيوه ، أنا لسه ما خرجتش .
- كويس أنا جاي لك ، عشر دقايق و أكون عندك ، سلام .
و جاء صديقي XX و حاله أسوأ مما سبق ، و بدء يروي شيئا جديدا ، أسمحوا لي أن أرويه بأسلوبي علي لسان صديقي :
النهاردة 6 / 5/ 2010 . رأيتني وابني M في البلد ، و مشينا من الدار إلي فم الترعة علي البحر ، و لكن السكة عند هذه النقطة تفرعت ، وجدت نفسي في مفترق طرق . الحل يا ولاد أنا رايح سيدي شبل ، لكن من أي طريق ؟ سبق لي أن ذهبت إلي سيدي شبل عديد من المرات و أعرف الطريق جيدا ، و لكني نسيت . فحدثت نفسي بأن لا داعي لاتخاذ قرار و لكن الأفضل أن أسأل . قابلت رجلا و سألته ، رد و هو يشير بيده لا من هنا و لا من هنا ، انت شايف الباب ده ؟ أدخل منه . و أخذني من يدي و وجدت بابا كبيرا ، أدخلني فوجدت دواليب كثيرة كل دولاب له ضلفتان مغلقتان ، و داخل كل دولاب شخص ميت ، واقف علي قدميه مرتديا ملابسه و ليس مكفن و جسده سليم تماما ، تسألني كيف رأيت الأشخاص داخل الدواليب رغم أنها مغلقة عليهم ؟ أقول لك : لا أعرف .
المهم لا أخفيكم ، كنت في حالة خوف شديد و الواد M معايا . سألت نفسي : أروح سيدي شبل أزاي ؟ دخل أخوان كتير و معهم الدف و أقاموا حلقة ذكر ، و الحال اللي حاطط علي هو الصلاة علي النبي بقوة و سرعة و صوت عال – صلي الله عليه و سلم - ذكرني يوم وقفت علي غسل الحاج T رحمة الله – أبو زوجته - ، فقد كانت المرة الأولي لي التي أحضر فيها غسل متوف ، فظللت طوال الغسل أصلي علي النبي بقوة غير عادية و صوت مرتفع جدا و سرعة عالية ، فكان هذا هو حالي و أنا بين هذه الدواليب أو التوابيت ، سمها ما شئت . و أُُحضر نعش و له كذلك ضلفتان ، فُتحتا و نزلتُ و M معي فوجدت أن لا قعر لها ، و لكنها مفتوحة إلي أسفل ، حيث طريق أسفلتي ناعم كأنه حرير – ك للتشبيه فقط – و وجدت كاريتا يجرها حصان ، و هذه ما ستقلني إلي سيدي شبل ، و قبل أن اركب وجدت رجلا بدينا بعض الشيء سيركب معي ، هذه الكاريتا مناسبة لي و محمود من حيث أحجامنا و سعتها ، لكن لا مانع من ذهابه معي ، و ركبنا ، الرجل و العبد لله و M و انطلقت بنا المركبة ، و لاحظت أن الرجل صار بجانبي و محمود علي الطرف الأخر و معه شبيهه ، و كانت الكاريتا ضيقة بعض الشيء ، إلا أنها انطلقت بنا و كأنها السهم ، وصلنا سيدي شبل ، فحمدت الله . و اتصل بي الشيخ A ليطمئن علي وصولي . و أخبرته أن الرحلة كانت سهلة ،و أنني أوصلت الرجل ، و وصلت أنا الأخر بسلام ، و أنني راجع إليكم بعد ما عرفت السكة عشان أخد الأخوان واحد واحد و أوصلهم سيدي شبل . أنتهي كلام صديقي . ما عدت أدري ما أقول له ، خاصة بعد ما أخبرني أنه قال لزوجته كل شيء ، فخيم الحزن و حطت الكآبة علي المنزل ، حتى أنها قالت له : لم أعد أشعر بلذة آي شيء . فكان ما قالته – حسب تعبيره هو - أصدق تعبير عن حاله ، فلم يعد يشعر لا بحلاوة الأشياء و لا مرارتها . و حاولت مرة أخري أخراجه مما فيه ، و لكن هيهات أن أنجح . و خرج صديقي و أنا أردد ليس كل ما يُعرف يُقال . الله يجازيك يا XX بكل خير ، و يرحمك في الدنيا مما تري و يرحمك في الآخرة إن كان ما رأيته حق .
- أيوه ، أنا لسه ما خرجتش .
- كويس أنا جاي لك ، عشر دقايق و أكون عندك ، سلام .
و جاء صديقي XX و حاله أسوأ مما سبق ، و بدء يروي شيئا جديدا ، أسمحوا لي أن أرويه بأسلوبي علي لسان صديقي :
النهاردة 6 / 5/ 2010 . رأيتني وابني M في البلد ، و مشينا من الدار إلي فم الترعة علي البحر ، و لكن السكة عند هذه النقطة تفرعت ، وجدت نفسي في مفترق طرق . الحل يا ولاد أنا رايح سيدي شبل ، لكن من أي طريق ؟ سبق لي أن ذهبت إلي سيدي شبل عديد من المرات و أعرف الطريق جيدا ، و لكني نسيت . فحدثت نفسي بأن لا داعي لاتخاذ قرار و لكن الأفضل أن أسأل . قابلت رجلا و سألته ، رد و هو يشير بيده لا من هنا و لا من هنا ، انت شايف الباب ده ؟ أدخل منه . و أخذني من يدي و وجدت بابا كبيرا ، أدخلني فوجدت دواليب كثيرة كل دولاب له ضلفتان مغلقتان ، و داخل كل دولاب شخص ميت ، واقف علي قدميه مرتديا ملابسه و ليس مكفن و جسده سليم تماما ، تسألني كيف رأيت الأشخاص داخل الدواليب رغم أنها مغلقة عليهم ؟ أقول لك : لا أعرف .
المهم لا أخفيكم ، كنت في حالة خوف شديد و الواد M معايا . سألت نفسي : أروح سيدي شبل أزاي ؟ دخل أخوان كتير و معهم الدف و أقاموا حلقة ذكر ، و الحال اللي حاطط علي هو الصلاة علي النبي بقوة و سرعة و صوت عال – صلي الله عليه و سلم - ذكرني يوم وقفت علي غسل الحاج T رحمة الله – أبو زوجته - ، فقد كانت المرة الأولي لي التي أحضر فيها غسل متوف ، فظللت طوال الغسل أصلي علي النبي بقوة غير عادية و صوت مرتفع جدا و سرعة عالية ، فكان هذا هو حالي و أنا بين هذه الدواليب أو التوابيت ، سمها ما شئت . و أُُحضر نعش و له كذلك ضلفتان ، فُتحتا و نزلتُ و M معي فوجدت أن لا قعر لها ، و لكنها مفتوحة إلي أسفل ، حيث طريق أسفلتي ناعم كأنه حرير – ك للتشبيه فقط – و وجدت كاريتا يجرها حصان ، و هذه ما ستقلني إلي سيدي شبل ، و قبل أن اركب وجدت رجلا بدينا بعض الشيء سيركب معي ، هذه الكاريتا مناسبة لي و محمود من حيث أحجامنا و سعتها ، لكن لا مانع من ذهابه معي ، و ركبنا ، الرجل و العبد لله و M و انطلقت بنا المركبة ، و لاحظت أن الرجل صار بجانبي و محمود علي الطرف الأخر و معه شبيهه ، و كانت الكاريتا ضيقة بعض الشيء ، إلا أنها انطلقت بنا و كأنها السهم ، وصلنا سيدي شبل ، فحمدت الله . و اتصل بي الشيخ A ليطمئن علي وصولي . و أخبرته أن الرحلة كانت سهلة ،و أنني أوصلت الرجل ، و وصلت أنا الأخر بسلام ، و أنني راجع إليكم بعد ما عرفت السكة عشان أخد الأخوان واحد واحد و أوصلهم سيدي شبل . أنتهي كلام صديقي . ما عدت أدري ما أقول له ، خاصة بعد ما أخبرني أنه قال لزوجته كل شيء ، فخيم الحزن و حطت الكآبة علي المنزل ، حتى أنها قالت له : لم أعد أشعر بلذة آي شيء . فكان ما قالته – حسب تعبيره هو - أصدق تعبير عن حاله ، فلم يعد يشعر لا بحلاوة الأشياء و لا مرارتها . و حاولت مرة أخري أخراجه مما فيه ، و لكن هيهات أن أنجح . و خرج صديقي و أنا أردد ليس كل ما يُعرف يُقال . الله يجازيك يا XX بكل خير ، و يرحمك في الدنيا مما تري و يرحمك في الآخرة إن كان ما رأيته حق .
المعرفة و عدمها
و دق جرس الباب – و ما أدراك ما دق ، معناه عندنا أن جديدا طرأ ، إما ... و إما . فتحت و دخل صديقي XX ، وجهه عليه سحابة من الكآبة ، واضح أنه متوتر عصبيا ، حتى أنه بادرني بأن لا داعي للشاي ،و كان يتكلم بسرعة حتى أنه ليأكل الكلام ، و أنه يريدني مستمعا فقط ، فقد حان السفر . و بدء يروي :
كان لي خال و زوجة رحمهما الله ، كانت أرضعتني ، و يقال إنني رضعت منها قبل أمي ،و كنت أناديها ب أما و أنادي أمي ب ماما ، و كان لخالي أبن يكبرني بعام تقريبا فرضعت معه ، و صار أخي هذا من أقرب المقربين ، حتى أنني كنت أقدمه علي نفسي .
أمس 28 / 4 / 2010 رأيتني في بلدتنا ، و في الشارع رأيت H الأخ الأصغر لأخي في الرضاعة و قال لي : أمك ماتت ، فوقع في نفسي أنه يقصد أمه هو – من أرضعتني – بكيت و لكن ليس بحرقة ، قالوا لي أدخل شوفها – بيني وبين نفسي أنا جُنب ، و لابد من الاستحمام ، فقد سبق أن رأيت أني أتيت أهل بيتي و لكن لم ينزل ماء . المهم قلت لهم أتوضأ و أرجع ، ذهبت دارنا و لم أجد ماء ، و رجعت عندهم لقيت باب حديد و هم يضعون عليه قفلين ، قلت لهم : افتحوا أدخل أتوضأ – لكني أريد الاستحمام في الحقيقة – و فتحت أنا الباب الحديد و دخلت ، و أُغلق الباب من خارج ، ماذا وجدت ؟ أكوام رتش فقط لا حنفية مياه و لا دورة مياه ، و لكن فقط فتحات عديدة في السقف سمحت بدخول النور ، فصار المكان منيرا ، حتى أنني أستطيع تمييز و رؤية كل شيء واضحا . صحوت من نومي فعرفت أن كل شيء قد انتهي . و أن ما كنت فيه هو التربة و أن الميعاد قد حان . الله يرحمني . أنتهي صديقي من حكايته ، و أشعل سيجارة آخذا نفسا عميقا ، و كأنه قد أزاح عن كاهله حملا ثقيلا ، حاولت أن أشرح له أن ليس كل ما يُرى هو رؤيا حق ، و لكن قد تكون أضغاث أحلام ، و ظللت أتكلم معه عسي أن أنسيه ما رأي و ما قال ، و طالت الجلسة و هو علي ما هو عليه ، لم يتغير و لم أفلح في أقناعه ، خرج صديقي و لم يجد عندي ما يطلبه من الراحة التي كان ينشدها . جلست بيني و بين نفسي و تذكرت (( لو علمتم الغيب و هو معرفة ما سيحدث لاخترتم الواقع و هو عدم العلم )) .
كان لي خال و زوجة رحمهما الله ، كانت أرضعتني ، و يقال إنني رضعت منها قبل أمي ،و كنت أناديها ب أما و أنادي أمي ب ماما ، و كان لخالي أبن يكبرني بعام تقريبا فرضعت معه ، و صار أخي هذا من أقرب المقربين ، حتى أنني كنت أقدمه علي نفسي .
أمس 28 / 4 / 2010 رأيتني في بلدتنا ، و في الشارع رأيت H الأخ الأصغر لأخي في الرضاعة و قال لي : أمك ماتت ، فوقع في نفسي أنه يقصد أمه هو – من أرضعتني – بكيت و لكن ليس بحرقة ، قالوا لي أدخل شوفها – بيني وبين نفسي أنا جُنب ، و لابد من الاستحمام ، فقد سبق أن رأيت أني أتيت أهل بيتي و لكن لم ينزل ماء . المهم قلت لهم أتوضأ و أرجع ، ذهبت دارنا و لم أجد ماء ، و رجعت عندهم لقيت باب حديد و هم يضعون عليه قفلين ، قلت لهم : افتحوا أدخل أتوضأ – لكني أريد الاستحمام في الحقيقة – و فتحت أنا الباب الحديد و دخلت ، و أُغلق الباب من خارج ، ماذا وجدت ؟ أكوام رتش فقط لا حنفية مياه و لا دورة مياه ، و لكن فقط فتحات عديدة في السقف سمحت بدخول النور ، فصار المكان منيرا ، حتى أنني أستطيع تمييز و رؤية كل شيء واضحا . صحوت من نومي فعرفت أن كل شيء قد انتهي . و أن ما كنت فيه هو التربة و أن الميعاد قد حان . الله يرحمني . أنتهي صديقي من حكايته ، و أشعل سيجارة آخذا نفسا عميقا ، و كأنه قد أزاح عن كاهله حملا ثقيلا ، حاولت أن أشرح له أن ليس كل ما يُرى هو رؤيا حق ، و لكن قد تكون أضغاث أحلام ، و ظللت أتكلم معه عسي أن أنسيه ما رأي و ما قال ، و طالت الجلسة و هو علي ما هو عليه ، لم يتغير و لم أفلح في أقناعه ، خرج صديقي و لم يجد عندي ما يطلبه من الراحة التي كان ينشدها . جلست بيني و بين نفسي و تذكرت (( لو علمتم الغيب و هو معرفة ما سيحدث لاخترتم الواقع و هو عدم العلم )) .
الأحد، 2 مايو 2010
النفير 3
يخرج شاب في ال30 من عمره ، عيناه حمراوان بلون الدم ، ليس بكاء و إنما من سيجارتين بانجو ،اصطباحة .
- علي فين يا سيد ؟
- نازل الشغل .
ابننا سيد شغال في العتبة ، بياع علي الرصيف . ينزل يوميا من المنشية علي العتبة بعد السيجارتين ، ضارب شعره جيل ، ولابس بنطلونه الجينز الأبيض الضيق و القميص المقلم أحمر بالطول .
- الحرب قامت يا أبني .
- و أنا ما لي ، أنا نازل شغلي ، أنت عارف لو ما نزلتش العيال مش حيلاقوا ياكلوا ، مين يوكلهم ؟ المأمور اللي كل يوم يجري ورانا و ياخد دا حبس و دا مش عارف أيه . كاننا مطاريد و الاملا - جمع أمين شرطة – اللي كل يوم ع الصبح يجمعوا 5 جنيه من كل بياع ، و أضرب يجي في 1000 بياع ، و بعد الضهر 5 تانية ، و لما اتمسك و تتاخد مني الفرشة يتعمل لي محضر ، اروح ادفع الغرامة و اجي استلم الفرشة الاقي البضاعة اللي كانت بتسوي 1000 جنية بقت تسوي 600 أو 700 جنيه ، قال الأمين دا عجبه جوزين شربات و دا عجبه بنطلونين و دا خد و دا خد و أنا أتخرب بيتي . أنت بقي عايزني أدافع عن دول ؟ يا راجل اللي عنده حاجة يدافع عنها ، و إذا كنت أنا مش عارف أدافع عن المراية – الملاية / الفرشة – تقول لي أدافع عن البلد ؟ أنت عارف يا اسطي أنا لو دخلوا ماليش دعوة غير بفرشتي ، اللي راح يجي نواحيها حقتله ، و ما افتكرش أن هم يهمهم الفرشة . علي رأي جحا ، قالوا له ال... داير في البلد قال لهم طالما بعيد عن ... ماليش دعوة .
بدأ صوته يعلو و يخبط يد علي الأخرى ، و يستخدم يده في دفعي بعيدا عنه .
- خلاص مات الكلام ، روح لاطلع ديك أمك علي الصبح ، خلينا نشوف ورانا أيه ،خلصنا ، خلاااااص .
بيني و بين نفسي منعا للأهانة ، بصوت لا يسمعه هو و لا غيره . هم جميعا من بلد واحدة في أسيوط ممكن يقتلوني و لم ير أحدُ شيئا .
- خلصت روحك يا بعيد .
واحد من أقربائه ، أقترب مني واضعا يده علي كتفي و مطيبا خاطري .
- أنت بتزعل ليه ؟ هو دلك ع الحقيقة . طيب مين يوكل عياله ؟ لو منزلش ، ما يلقاش ياكل الصبح حتى عيش حاف ، النصيبة في العيال ، يعمل أيه وياهم ؟ طب أنت عارف ؟ امبارح ظابط القسم واقف في الشارع شاف عيل عنده 10 سنين ،صرخ فيه : تعالي يا له أنت بتعمل أيه ؟ الوله كان بيبيع مناديل ورق ، أخده عل القسم . و لما دينا – يقصد جئنا - نخرجه قالوا شهادة الميلاد ، و فوق دا كله دفعنا 140 جنيه .
الناس هنا ياسطي معذورة .الله يسهلك بحد تاني .
- علي فين يا سيد ؟
- نازل الشغل .
ابننا سيد شغال في العتبة ، بياع علي الرصيف . ينزل يوميا من المنشية علي العتبة بعد السيجارتين ، ضارب شعره جيل ، ولابس بنطلونه الجينز الأبيض الضيق و القميص المقلم أحمر بالطول .
- الحرب قامت يا أبني .
- و أنا ما لي ، أنا نازل شغلي ، أنت عارف لو ما نزلتش العيال مش حيلاقوا ياكلوا ، مين يوكلهم ؟ المأمور اللي كل يوم يجري ورانا و ياخد دا حبس و دا مش عارف أيه . كاننا مطاريد و الاملا - جمع أمين شرطة – اللي كل يوم ع الصبح يجمعوا 5 جنيه من كل بياع ، و أضرب يجي في 1000 بياع ، و بعد الضهر 5 تانية ، و لما اتمسك و تتاخد مني الفرشة يتعمل لي محضر ، اروح ادفع الغرامة و اجي استلم الفرشة الاقي البضاعة اللي كانت بتسوي 1000 جنية بقت تسوي 600 أو 700 جنيه ، قال الأمين دا عجبه جوزين شربات و دا عجبه بنطلونين و دا خد و دا خد و أنا أتخرب بيتي . أنت بقي عايزني أدافع عن دول ؟ يا راجل اللي عنده حاجة يدافع عنها ، و إذا كنت أنا مش عارف أدافع عن المراية – الملاية / الفرشة – تقول لي أدافع عن البلد ؟ أنت عارف يا اسطي أنا لو دخلوا ماليش دعوة غير بفرشتي ، اللي راح يجي نواحيها حقتله ، و ما افتكرش أن هم يهمهم الفرشة . علي رأي جحا ، قالوا له ال... داير في البلد قال لهم طالما بعيد عن ... ماليش دعوة .
بدأ صوته يعلو و يخبط يد علي الأخرى ، و يستخدم يده في دفعي بعيدا عنه .
- خلاص مات الكلام ، روح لاطلع ديك أمك علي الصبح ، خلينا نشوف ورانا أيه ،خلصنا ، خلاااااص .
بيني و بين نفسي منعا للأهانة ، بصوت لا يسمعه هو و لا غيره . هم جميعا من بلد واحدة في أسيوط ممكن يقتلوني و لم ير أحدُ شيئا .
- خلصت روحك يا بعيد .
واحد من أقربائه ، أقترب مني واضعا يده علي كتفي و مطيبا خاطري .
- أنت بتزعل ليه ؟ هو دلك ع الحقيقة . طيب مين يوكل عياله ؟ لو منزلش ، ما يلقاش ياكل الصبح حتى عيش حاف ، النصيبة في العيال ، يعمل أيه وياهم ؟ طب أنت عارف ؟ امبارح ظابط القسم واقف في الشارع شاف عيل عنده 10 سنين ،صرخ فيه : تعالي يا له أنت بتعمل أيه ؟ الوله كان بيبيع مناديل ورق ، أخده عل القسم . و لما دينا – يقصد جئنا - نخرجه قالوا شهادة الميلاد ، و فوق دا كله دفعنا 140 جنيه .
الناس هنا ياسطي معذورة .الله يسهلك بحد تاني .
يُتبع . البقية العدد القادم .
النفير 2
شاب في ال40 من عمره يحدث نفسه .
- دلوقت بنقول المقاتلين و المجاهدين ؟ المجاهدين كانت بتتقال علي كل إرهابي ، كانت المرادف لإرهابي . دم أيه اللي عاوزيني اتبرع به ؟ أنا أمي لما جت تعمل عملية و احتاجت نقل دم ، دوخوني بين مستشفي ال.. و بنك الدم و .. ، و في الاخر لما لقيت ، اشتريت كيس الدم – أحد مشتقات الدم – ب 270 جنيه و أمي بتموت ، و أنا علي قد حالي ، و ال270 جنيه كنت مستلفهم . آه يا بلد ، اتبرع و انتم تبيعوه و تكسبوا من دم الغلابة ؟ دي أكبر تجارة بعد السلاح و المخدرات تجارة الدم . و أنا لا باشتغل فيها و لا لي فيها ، أمي ماتت خلاص و أبويا كمان .
- يا أستاذ ، اتفضل ، اتفضل تعالي .
- ليه ؟ حتدفع كام ؟
- أدفع ؟ أدفع أيه ، دا تبرع للمقاتلين المجاهدين ، الناس اللي بتدافع عني و عنك ، عن أبني و أبنك ، و بنتي و بنتك ، بتدافع عن البلد .
- أنا أمي ماتت ، و أنتم بتاجروا فيه و بعتم و اشتريتم في و في غيري عشان كيس دم ، و النهارده و بكره و امبارح بتستغلوا الشعب ، باسلوب العطف ، اصله شعب عاطفي و متدين .
- روح غور في داهية ، أنت حتهرب اللي واقفين ، روح مش عاوزين من وش أمك حاجة ، غور داهية تاخدك .
صوت ميكرفون الجامع . حي علي الجهاد ، حي علي الجهاد .
شاب ذو لحية كثيفة ، و جلباب أبيض ، يحدث نفسه :
- جهاد مين يا شيخ ؟ أنت ما ذكرت الجهاد مرة في خطبة من خطبك ، باسمعك من 20 سنة لم تذكر الجهاد ، و كأنه باب أُغلق نهائيا . المشكلة ان اللي حكم لم يحكم بم أنزل الله ، و لكن شغلوا دماغهم في القوانين . و أنا لما أتخرجت و كنت من أوائل الدفعة لم أجد من يسأل عني ، ناس أقل مني في الدفعة بكتير ، كتير جدا ، لان ليهم وسايط اشتغلوا . اللي كان خايب بقي صحفي . و الله و أحنا في سنة 4 في الكلية ما كان عارف معني كلمة فلسفة و أحنا كنا في قسم فلسفة ، و التاني أشتغل في حزب بتاع أخوة ، اه و الله ، و لما أنا ربيت دقني - سُنة – قالوا لي أنت إرهابي و قبضوا علي ، و كل ما تحصل حاجة ، أي قلق في البلد يقبضوا علي . ليه ؟ مش عارف . إرهابي . أزاي ؟ برضه مش عارف . النهارده عاوز مني أحارب ؟ أدافع عن مين ؟ عن اللي بيقبض علي و يهيني و يمسح بكرامتي الأرض .يا راجل مرة قبضوا علي ، و عشان يكسروا نفسي عملوا لي محضر تسول ، و عشان لو حد فتش القسم يبقي وجودي رسمي .عاوزيني أدافع عن مين ؟ عن اللي أشتغل صحفي و بيمسح جوخ لكل من هب و دب و أنا مرمي في الشارع ؟ حتى لما اشتغلت سواق تاكسي لقيت دفاتر المخالفات مع الأمناء و عساكر الدرجة الأولي كمان و أنا تحت رحمة من لا يرحم ، حتدفع و إلا ؟ أنت يا له واقف كده ليه ؟ و ايده علي الدفتر و لسان حاله بيقول حتدفع يا أبن الصرمة و إلا ..؟ و أنا مضطر إما أدفع بالتي هي أحسن أو أترك الزبون و أمشي ؟ يا ولاد الكلب معايا مؤهل عالي و فوق العالي و انتم كبيركم معاه ثانوية عامة ، حتى اللي دخل كلية الشرطة منكم لا يعرف غير الضرب و الشتيمة و أمك و أبوك و يا أبن اللي أبصر أيه عملاه و لا هم فاهمين حاجة . و تقول لي نفير ؟ نفير مين يا عم ؟ روح دافع أنت عن ممتلكاتك . علي الأقل أنا ما تاجرتش في ديون البلد ، و لا مصيت دم الغلابة .
و مازال صوت الشيخ يعلن من ميكرفون الجامع : حي علي الجهاد ، حي علي الجهاد .
- لما قلنا الجهاد هو الفريضة الغائبة ، قلتم أنت إرهابي و حبستوني و كهربتوني و مدتوني علي رجلي و أتعلقت في مروحة السقف من رجلي و ربطوا في ايدي انبوبتين بوتجاز لما مفاصل جسمي اتفككت من بعضها .
صوت المذياع ، و الله زمان يا سلاحي ، اشتقت لك في كفاحي ، انده و قول أنا صاحي يا حرب و الله زمان .
يُتبع . البقية العدد القادم .
- دلوقت بنقول المقاتلين و المجاهدين ؟ المجاهدين كانت بتتقال علي كل إرهابي ، كانت المرادف لإرهابي . دم أيه اللي عاوزيني اتبرع به ؟ أنا أمي لما جت تعمل عملية و احتاجت نقل دم ، دوخوني بين مستشفي ال.. و بنك الدم و .. ، و في الاخر لما لقيت ، اشتريت كيس الدم – أحد مشتقات الدم – ب 270 جنيه و أمي بتموت ، و أنا علي قد حالي ، و ال270 جنيه كنت مستلفهم . آه يا بلد ، اتبرع و انتم تبيعوه و تكسبوا من دم الغلابة ؟ دي أكبر تجارة بعد السلاح و المخدرات تجارة الدم . و أنا لا باشتغل فيها و لا لي فيها ، أمي ماتت خلاص و أبويا كمان .
- يا أستاذ ، اتفضل ، اتفضل تعالي .
- ليه ؟ حتدفع كام ؟
- أدفع ؟ أدفع أيه ، دا تبرع للمقاتلين المجاهدين ، الناس اللي بتدافع عني و عنك ، عن أبني و أبنك ، و بنتي و بنتك ، بتدافع عن البلد .
- أنا أمي ماتت ، و أنتم بتاجروا فيه و بعتم و اشتريتم في و في غيري عشان كيس دم ، و النهارده و بكره و امبارح بتستغلوا الشعب ، باسلوب العطف ، اصله شعب عاطفي و متدين .
- روح غور في داهية ، أنت حتهرب اللي واقفين ، روح مش عاوزين من وش أمك حاجة ، غور داهية تاخدك .
صوت ميكرفون الجامع . حي علي الجهاد ، حي علي الجهاد .
شاب ذو لحية كثيفة ، و جلباب أبيض ، يحدث نفسه :
- جهاد مين يا شيخ ؟ أنت ما ذكرت الجهاد مرة في خطبة من خطبك ، باسمعك من 20 سنة لم تذكر الجهاد ، و كأنه باب أُغلق نهائيا . المشكلة ان اللي حكم لم يحكم بم أنزل الله ، و لكن شغلوا دماغهم في القوانين . و أنا لما أتخرجت و كنت من أوائل الدفعة لم أجد من يسأل عني ، ناس أقل مني في الدفعة بكتير ، كتير جدا ، لان ليهم وسايط اشتغلوا . اللي كان خايب بقي صحفي . و الله و أحنا في سنة 4 في الكلية ما كان عارف معني كلمة فلسفة و أحنا كنا في قسم فلسفة ، و التاني أشتغل في حزب بتاع أخوة ، اه و الله ، و لما أنا ربيت دقني - سُنة – قالوا لي أنت إرهابي و قبضوا علي ، و كل ما تحصل حاجة ، أي قلق في البلد يقبضوا علي . ليه ؟ مش عارف . إرهابي . أزاي ؟ برضه مش عارف . النهارده عاوز مني أحارب ؟ أدافع عن مين ؟ عن اللي بيقبض علي و يهيني و يمسح بكرامتي الأرض .يا راجل مرة قبضوا علي ، و عشان يكسروا نفسي عملوا لي محضر تسول ، و عشان لو حد فتش القسم يبقي وجودي رسمي .عاوزيني أدافع عن مين ؟ عن اللي أشتغل صحفي و بيمسح جوخ لكل من هب و دب و أنا مرمي في الشارع ؟ حتى لما اشتغلت سواق تاكسي لقيت دفاتر المخالفات مع الأمناء و عساكر الدرجة الأولي كمان و أنا تحت رحمة من لا يرحم ، حتدفع و إلا ؟ أنت يا له واقف كده ليه ؟ و ايده علي الدفتر و لسان حاله بيقول حتدفع يا أبن الصرمة و إلا ..؟ و أنا مضطر إما أدفع بالتي هي أحسن أو أترك الزبون و أمشي ؟ يا ولاد الكلب معايا مؤهل عالي و فوق العالي و انتم كبيركم معاه ثانوية عامة ، حتى اللي دخل كلية الشرطة منكم لا يعرف غير الضرب و الشتيمة و أمك و أبوك و يا أبن اللي أبصر أيه عملاه و لا هم فاهمين حاجة . و تقول لي نفير ؟ نفير مين يا عم ؟ روح دافع أنت عن ممتلكاتك . علي الأقل أنا ما تاجرتش في ديون البلد ، و لا مصيت دم الغلابة .
و مازال صوت الشيخ يعلن من ميكرفون الجامع : حي علي الجهاد ، حي علي الجهاد .
- لما قلنا الجهاد هو الفريضة الغائبة ، قلتم أنت إرهابي و حبستوني و كهربتوني و مدتوني علي رجلي و أتعلقت في مروحة السقف من رجلي و ربطوا في ايدي انبوبتين بوتجاز لما مفاصل جسمي اتفككت من بعضها .
صوت المذياع ، و الله زمان يا سلاحي ، اشتقت لك في كفاحي ، انده و قول أنا صاحي يا حرب و الله زمان .
يُتبع . البقية العدد القادم .
النفير 1
أيام كنت في الجيش مجند كان لما يحبوا يغيظوا مجند منوفي يقولوا ضرب البروجي في تلا جمعت شبين تلاتات سمعت قويسنا الخبر استدعت الأجازات ، و كان هذا علي اعتبار أن أغلب صف الضباط من المنوفية و كانوا يحبوا الميرى ، تُرى أ إذا ضرب البروجي اليوم ستجمع شبين و مصر كلها تحت العلم ؟
ضرب البروجي فعلا ، و النفير يعلو و يعلو و يعلو حتى أنه ليصم الأذان .
- أنت يا واد ، أنت ما سمعتش النفير ؟ إن شا الله تنطرش ، هو النفير لامي يا غجر ؟ امش يا ولا روح ، النفير علي أخره .
- نفير أيه ؟ يحدث نفسه - الراجل ده لسه فاكر نفسه عمده بجد و إن أحنا لسه شغالين عند ديك أمه في البلد . مش واخد باله أن فيه تغيير و تغيير كبير حصل ، فيرد باسلوب تهكمي سخرية من المتحدث ، مشيحا بيده رافضا -
- الحرب يا ولا ، الحرب ، ولاد الكلب بيهجموا علي حدودنا الشرقية .
- و أنا ما لي هو أنا كان ليه أيه فيها أبكي عليه ؟ ما أنت عارف ما ليش فيها حاجة . من يوم ما اخدت الدبلون و قعدت مع أبويا و أمي و اخواتي نزرع في ال13 قيراط اللي حيلتنا لا هم كافيين لينا و لا أحنا لاقيين شغل ، أبويا و أخواتي و أنا بنزرع في 13 قيراط و كل واحد من أخواتي قال عاوز يجوز ، و أبويا يقول لهم روحوا أجنزوا أحسن ، طب منين ؟ و كفرت في شغل عند دا و دا ، و اللي يسوى و اللي ما يسوى ، و في الأخر سافرت ايطاليا و ربنا كرمنى و بنيت البيت و جوزت أخواتي البنات الأتنين و جهزتهم أحسن جهاز ، و البيت بالمسلح 5 تدوار ، أمي و أبويا في دور و كل واحد من الصبيان في دور ، و كما بعد سنتين اخدت أخويا مصطفي معايا ايطاليا ، و اشتغلنا انا و هو هناك و حافظنا عل الجنيه و عملنا ورق أقامة ، أنا حياتي و عمري و كله في ايطاليا ، هناك اشتغلت و الناس عاملوني بني آدم ، إنسان مش عبد عندهم . و كسبت بصراحة من شغلي وياهم و كسبت كتير . المهم دلوقتي الطيران ، هي الطيرات وقفت ؟ نصيبة سودا لو كانت وقفت أو لو ما فيش طيران . أنا نازل أجازة 25 يوم ، أجازة سنوية .
- يا واد طيران أيه و هباب أيه ؟ الضرب شغال هناك و
يقطع الولد كلام الراجل الكبير ، مشيحا بيده .
- يا عم روح بقي أنت لسه فاكر ، هو أنا أخدت حاجة أدفع تمنها ؟ أنا اللي بنيته ده من عرقي بره ، ما لقيتش شغل هنا غير بالذل و الهون و ياريت حتى لقيت فلوس ، إلا شغل بفلوس يدوب ممكن توكلني عيش حااااف ،حااااف حااااف ، أنت سمعت ؟ حااااف ، أنا عاوز أشوف مصالحي ، أشوف شغلي ، أشوف طريقه أمشي بيها من هنا لو كانت الطيرات وقفت .
و يتركه مسرعا ، و الرجل غارق في يأسه ، و لا كلمة .
صوت المذياع : أبناء وطني أبناء مصر لقد قامت قوات العدو بمهاجمة الأراضي ال... و قامت الدبلوماسية ال ... بمطالبة دول مجلس الأمن للانعقاد الفوري لبحث تداعيات الموقف . و تُجري حاليا اتصالات ببعض الدول العربية و الأوربية و ..
يبدأ صوت المذياع في الابتعاد تدريجيا و كأنه صار في هامش الشعور . و النفير يتكرر ، انها الحرب . يظهر رجل وسيم في حلة أنيقة من حرير .
- يا نهار أسود ما طلعتلوش شمس ، حرب ! حرب ؟ حرب أيه . انتوا فهمتونا ان أخر الحروب كانت 73 و ما فيش حروب تاني خلاص . و ان دول مش أعدائنا و ان ايران هي العدو و ان السوريين مش فاهمين حاجة ، و الحكومات عندنا عملت معاهم اتفاقيات اقتصادية و أنا كمان عملت ، شغلي ، حتخرب بيتي ، أنا لي شغل معاهم ، أعمل أيه ؟ أعمل أيه ؟
يا سعيد ، أطلب لي كوهين .
- يا ريس أنا فعلا طلبته و لكن الخطوط كلها مقطوعة . أظن انه دلوقت لابس ميري و بيحارب معاهم ، أنت عارف يا ريس انهم جيش من الاحتياط ، يعني لو رحت سعادتك الجبهه ممكن تقابله هناك ، بس ضدك مش معاك .
يلتفت ذو الحلة الأنيقة و يصفع سعيد علي وجهه ، صفعة مدوية .
- أنت شمتان فيه يا ابن الكلب ، أمشي أطلع بره . أنا أتخرب بيتي ، أتخرب بيتي .
يحدث نفسه في عصبية و جنون .
- أنا قالوا لي دي أخر حرب و ان الشغل معاهم مكسب ، أنا حطيت كل اللي معايا .
يا خراب بيتك يا لمعي ، يا خراب بيتك يا لمعي .
الأغاني الوطنية شغالة في الراديو علي كيفك ، من أول خلي السلاح صاحي ، و شوية جاءنا البيان التالي من القوات المشلحة ، و اختفت أغاني هيفا و روبي و نانسي و من علي شاكلتهم . ظهرت أغاني أم كلثوم ، وقف الخلق ينظرون ، و عبد الحليم ، احلف بسماها و بترابها ، و خرجت الأغاني الوطنية من أدراج نسج العنكبوت عليها و رُدمت باشبار من الأتربة .
- يا خراب بيتي .
يكلم نفسه . – أروح الجبهه يمكن أقابل أبن الوسخة ده ؟ يرد علي نفسه . – أروح عشان أموت ؟ يبقي موت و خراب ديار . يا خراب بيتك ، يا خراب بيتك .
سيارات الإسعاف في الشارع تنادي للتبرع بالدم للمقاتلين ، للمجاهدين .
ضرب البروجي فعلا ، و النفير يعلو و يعلو و يعلو حتى أنه ليصم الأذان .
- أنت يا واد ، أنت ما سمعتش النفير ؟ إن شا الله تنطرش ، هو النفير لامي يا غجر ؟ امش يا ولا روح ، النفير علي أخره .
- نفير أيه ؟ يحدث نفسه - الراجل ده لسه فاكر نفسه عمده بجد و إن أحنا لسه شغالين عند ديك أمه في البلد . مش واخد باله أن فيه تغيير و تغيير كبير حصل ، فيرد باسلوب تهكمي سخرية من المتحدث ، مشيحا بيده رافضا -
- الحرب يا ولا ، الحرب ، ولاد الكلب بيهجموا علي حدودنا الشرقية .
- و أنا ما لي هو أنا كان ليه أيه فيها أبكي عليه ؟ ما أنت عارف ما ليش فيها حاجة . من يوم ما اخدت الدبلون و قعدت مع أبويا و أمي و اخواتي نزرع في ال13 قيراط اللي حيلتنا لا هم كافيين لينا و لا أحنا لاقيين شغل ، أبويا و أخواتي و أنا بنزرع في 13 قيراط و كل واحد من أخواتي قال عاوز يجوز ، و أبويا يقول لهم روحوا أجنزوا أحسن ، طب منين ؟ و كفرت في شغل عند دا و دا ، و اللي يسوى و اللي ما يسوى ، و في الأخر سافرت ايطاليا و ربنا كرمنى و بنيت البيت و جوزت أخواتي البنات الأتنين و جهزتهم أحسن جهاز ، و البيت بالمسلح 5 تدوار ، أمي و أبويا في دور و كل واحد من الصبيان في دور ، و كما بعد سنتين اخدت أخويا مصطفي معايا ايطاليا ، و اشتغلنا انا و هو هناك و حافظنا عل الجنيه و عملنا ورق أقامة ، أنا حياتي و عمري و كله في ايطاليا ، هناك اشتغلت و الناس عاملوني بني آدم ، إنسان مش عبد عندهم . و كسبت بصراحة من شغلي وياهم و كسبت كتير . المهم دلوقتي الطيران ، هي الطيرات وقفت ؟ نصيبة سودا لو كانت وقفت أو لو ما فيش طيران . أنا نازل أجازة 25 يوم ، أجازة سنوية .
- يا واد طيران أيه و هباب أيه ؟ الضرب شغال هناك و
يقطع الولد كلام الراجل الكبير ، مشيحا بيده .
- يا عم روح بقي أنت لسه فاكر ، هو أنا أخدت حاجة أدفع تمنها ؟ أنا اللي بنيته ده من عرقي بره ، ما لقيتش شغل هنا غير بالذل و الهون و ياريت حتى لقيت فلوس ، إلا شغل بفلوس يدوب ممكن توكلني عيش حااااف ،حااااف حااااف ، أنت سمعت ؟ حااااف ، أنا عاوز أشوف مصالحي ، أشوف شغلي ، أشوف طريقه أمشي بيها من هنا لو كانت الطيرات وقفت .
و يتركه مسرعا ، و الرجل غارق في يأسه ، و لا كلمة .
صوت المذياع : أبناء وطني أبناء مصر لقد قامت قوات العدو بمهاجمة الأراضي ال... و قامت الدبلوماسية ال ... بمطالبة دول مجلس الأمن للانعقاد الفوري لبحث تداعيات الموقف . و تُجري حاليا اتصالات ببعض الدول العربية و الأوربية و ..
يبدأ صوت المذياع في الابتعاد تدريجيا و كأنه صار في هامش الشعور . و النفير يتكرر ، انها الحرب . يظهر رجل وسيم في حلة أنيقة من حرير .
- يا نهار أسود ما طلعتلوش شمس ، حرب ! حرب ؟ حرب أيه . انتوا فهمتونا ان أخر الحروب كانت 73 و ما فيش حروب تاني خلاص . و ان دول مش أعدائنا و ان ايران هي العدو و ان السوريين مش فاهمين حاجة ، و الحكومات عندنا عملت معاهم اتفاقيات اقتصادية و أنا كمان عملت ، شغلي ، حتخرب بيتي ، أنا لي شغل معاهم ، أعمل أيه ؟ أعمل أيه ؟
يا سعيد ، أطلب لي كوهين .
- يا ريس أنا فعلا طلبته و لكن الخطوط كلها مقطوعة . أظن انه دلوقت لابس ميري و بيحارب معاهم ، أنت عارف يا ريس انهم جيش من الاحتياط ، يعني لو رحت سعادتك الجبهه ممكن تقابله هناك ، بس ضدك مش معاك .
يلتفت ذو الحلة الأنيقة و يصفع سعيد علي وجهه ، صفعة مدوية .
- أنت شمتان فيه يا ابن الكلب ، أمشي أطلع بره . أنا أتخرب بيتي ، أتخرب بيتي .
يحدث نفسه في عصبية و جنون .
- أنا قالوا لي دي أخر حرب و ان الشغل معاهم مكسب ، أنا حطيت كل اللي معايا .
يا خراب بيتك يا لمعي ، يا خراب بيتك يا لمعي .
الأغاني الوطنية شغالة في الراديو علي كيفك ، من أول خلي السلاح صاحي ، و شوية جاءنا البيان التالي من القوات المشلحة ، و اختفت أغاني هيفا و روبي و نانسي و من علي شاكلتهم . ظهرت أغاني أم كلثوم ، وقف الخلق ينظرون ، و عبد الحليم ، احلف بسماها و بترابها ، و خرجت الأغاني الوطنية من أدراج نسج العنكبوت عليها و رُدمت باشبار من الأتربة .
- يا خراب بيتي .
يكلم نفسه . – أروح الجبهه يمكن أقابل أبن الوسخة ده ؟ يرد علي نفسه . – أروح عشان أموت ؟ يبقي موت و خراب ديار . يا خراب بيتك ، يا خراب بيتك .
سيارات الإسعاف في الشارع تنادي للتبرع بالدم للمقاتلين ، للمجاهدين .
يُتبع . البقية العدد القادم .
السبت، 1 مايو 2010
رسالة إلي الغير أمين
الأستاذ المذيع الجميل .... مذيع .... ، نزل ميدان الأوبرا و كاميرات البرنامج معه و هات يا تصوير ، ماذا تصور يا عم ... ؟ فوضي المرور . سيارات ملاكي تعمل أجرة و سيارات فان ملاكي تعمل أجرة , و هات يا تصوير للزحمة التي سببتها هذه السيارات ، و استضاف من استضاف و هات يا رغي ، و كأن سائقوا الملاكي الأجرة قادمين من كوكب أخر أو أعداء ، و ترتب علي هذه الحلقة تهييج عش الدبابير – الداخلية – التي نزلت بقدها و قديدها علي أي و كل ملاكي أجرة ، و مصادرة للسيارات ، و ربنا ما يحكم عليكم بالمصادرة ، مصيبة سودا أرحم منها سحب الرخص ، فكل مصيبة تهون أمام مصادرة السيارة .
طيب يا عم .... يا جميل يا أبو وش مورد و أنت قاعد في التكيف علي الكرسي المنجد قطيفة ألم تسأل نفسك أو ضيوفك ما الذي أجبر هؤلاء علي تشغيل سياراتهم الملاكي أجرة ؟ هل هذا عمل شريف أم غير شريف ؟ هل وفرت الحكومة الجميلة التي تعيش في واد و الناس في واد آخر عمل لهؤلاء ؟ لو أن أي فرد منهم وجد قوت يومه لما نزل بسيارته الملاكي لتعمل أجرة . أنت تجلس في مكتبك الأنيق و علي مقعدك الوثير و لا تدري لا أنت و لا من تستضيفهم شيئا عن المطحونين . ممكن تقول لي كم يبلغ دخلك الشهري ؟ و كم دخل أي من هؤلاء ؟
الرحمة يا أستاذ ، هؤلاء لا يبحثون عن ثراء و لكن ما يسد حاجاتهم ، و هم ليسوا نواب قروض و لا نواب مخدرات و لا هم يطلبون من الداخلية ضرب متظاهرى 6 أبريل بالرصاص ، لأنهم يحبون مصر بجد ، الموضوع ليس بروباجندا ، فتش عن السبب ، هل تعلم أن تراخيص الأجرة توقفت منذ زمن بعيد ؟ و لا يوجد تراخيص جديدة ، هل تعلم أن أمين الشرطة يقبض من هؤلاء راتب و كذلك عسكرى المرور الدرجة أولي أعطته الداخلية دفتر مخالفات في يده ، ينظر لك ها تدفع ؟ ماذا و إلا ، القلم في يد و الدفتر في الأخرى ، هل تعرف لماذا سلمته الداخلية الدفتر ؟ لأن مرتبه لا يكفيه ، فما عليه سوى أن يبتز الناس في الشارع ، و يرجع أخر الوردية معه علي الأقل 500 جنيه ، و الله العظيم من أفواههم و هذا أبو ال500 أهيف أطيبهم و أرحمهم .
لا طيب الله ثراك و لا الحكومة .
طيب يا عم .... يا جميل يا أبو وش مورد و أنت قاعد في التكيف علي الكرسي المنجد قطيفة ألم تسأل نفسك أو ضيوفك ما الذي أجبر هؤلاء علي تشغيل سياراتهم الملاكي أجرة ؟ هل هذا عمل شريف أم غير شريف ؟ هل وفرت الحكومة الجميلة التي تعيش في واد و الناس في واد آخر عمل لهؤلاء ؟ لو أن أي فرد منهم وجد قوت يومه لما نزل بسيارته الملاكي لتعمل أجرة . أنت تجلس في مكتبك الأنيق و علي مقعدك الوثير و لا تدري لا أنت و لا من تستضيفهم شيئا عن المطحونين . ممكن تقول لي كم يبلغ دخلك الشهري ؟ و كم دخل أي من هؤلاء ؟
الرحمة يا أستاذ ، هؤلاء لا يبحثون عن ثراء و لكن ما يسد حاجاتهم ، و هم ليسوا نواب قروض و لا نواب مخدرات و لا هم يطلبون من الداخلية ضرب متظاهرى 6 أبريل بالرصاص ، لأنهم يحبون مصر بجد ، الموضوع ليس بروباجندا ، فتش عن السبب ، هل تعلم أن تراخيص الأجرة توقفت منذ زمن بعيد ؟ و لا يوجد تراخيص جديدة ، هل تعلم أن أمين الشرطة يقبض من هؤلاء راتب و كذلك عسكرى المرور الدرجة أولي أعطته الداخلية دفتر مخالفات في يده ، ينظر لك ها تدفع ؟ ماذا و إلا ، القلم في يد و الدفتر في الأخرى ، هل تعرف لماذا سلمته الداخلية الدفتر ؟ لأن مرتبه لا يكفيه ، فما عليه سوى أن يبتز الناس في الشارع ، و يرجع أخر الوردية معه علي الأقل 500 جنيه ، و الله العظيم من أفواههم و هذا أبو ال500 أهيف أطيبهم و أرحمهم .
لا طيب الله ثراك و لا الحكومة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)