اسف لأني اضطررت أن اكتب بالعامية ، لا لشيء إلا لأنني تركت القلم يكتب علي سجيته دون تدخل من عقلي ، فكان يكتب مسرعا دون عقل لأختيار الكلمات . فكانت الكتابة تعبير عن احساس متدفق سريع , و رغم اجادتي للغة إلا أن ذلك لم يسعفني , فكانت الكتابة بالعامية .
النهاردة كان يوم غريب شوية , نزلت الشغل كالمعتاد بعد صلاة العصر , و زرت ستنا السيدة زينب و من هناك علي الشغل , و أذن المغرب و انا كنت في المنشية – و ما ادراك ما المنشية – و كالمعتاد برضه ركنت العربية و طلعت اصلي المغرب في الجامع , لكن لما دخلت لقيت صندوق دفن الموتي – الخشبة – موضوع في اخر المسجد ، قلت في نفسي يمكن يكون متوفي و الناس حيصلوا عليه بعد صلاة المغرب ، و الناس هنا لا بيهمهم دفن بالليل و لا بالنهار ، و في النهاية كله دفن ، و اكرام الميت دفنه .
المهم دخلت للوضوء و خرجت اصلي المغرب ، لكن اللي جوه الصندوق شاغلني جدا ، لدرجة انه خدني من نفسي و من كل مما حولي فلم اشعر و لم افكر و لم احس بأي مما حولي من موجودات سواء كانت كائنات حية - انسان أو حيوان أو نبات - أو كائنات غير حية ، الميت ده اخدني من نفسي لدرجة ان انا كان نفسي افتح الصندوق و انام في حضن الميت ده شوية ، طب بلاش انام في حضنه ، ممكن ابوسة ؟ ليه ؟ ما اعرفش ! (( انا لا أعرف إن كان في الخشبة ميت أم لا ، ولا أعرف أذكر هو أم أنثي ، كبير السن أم صغيره )) كانت حالة أول مرة أتعرض لها ، و بعدين خطر في بالي و انا بأصلي المغرب أن المتوفي ممكن يكون بيحسدنا - لا أقصد المعني الشرعي - دلوقتي ان احنا قادرين نقف و بنصلي و أن لسان حاله بيقول : يا بختكم بتصلوا ، و ان هو كمان لو قادر يتكلم كان خرج و قال : صلوا يا اولاد ، صوموا ، زكوا ، الدنيا ما تستحق ، العملية كلها في الأخر ، الدنيا لو طالت حتكون كام سنة ؟ 60 ، 70 ، 80 ، 90 سنة علي اقصي تقدير ، انتم ممكن تقفوهم علي رجل واحدة في سبيل العبور إلي الجانب الأخر و انتم في حال حسن و انتم مطمئنين ، كل لحظة بتمر عليكم لازم تستغلوها في عمل أي طاعة - و ان كنت انا ضد كلمة استغلال - المهم كل ده و انا حاسس إن المتوفي عاوز يخرج يقول لنا كده ، و انا في صلاة المغرب – ما أعرفش صلاة ايه دي اللي الواحد سرحان عنها و مشغول بالميت و سايب الحي ، سايب الخالق و مشغول بالمخلوق – تقوم نفسي تقول لي آه لو واحد يروح الناحية التانية و يرجع يحكي لنا الموضوع و ايه اللي فيه . و افتكرت الواد هشام كنت انا و هو في الترب - المدافن - في البلد ، دخل يقول لهم : ازيكم ؟ و ازي حالكم و عاملين ايه ؟ شدوا حيلكم ، ادركت وانا في جامع المنشية معني شدوا حيلكم و ازيكم و عاملين ايه ؟
و ردت علي نفسي : ما هو حضرة النبي الصادق المصدوق لم يترك شيء إلا و أخبرنا به . إن سيدنا رسول الله قال لنا كل حاجة في الجانب الآخر و حكي لنا التفاصيل بالتفصيل ، و لم يترك لنا سؤال دون اجابة . ثم انت يا معلم أحمد – اسم شهرتي – قرأت في هذا الموضوع باستفاضة ، و تعرفه أكثر من كثير من الناس .
حمدت ربنا و كنت قد انتهيت من الصلاة – انا ما أعرفش هي مقبولة ام لا ؟ – قلت في نفسي يمكن يصلوا دلوقتي و لكن لا حياة لمن تنادي ، الظاهر كده ان الناس هم اللي ماتوا و الأموات هم اللي صاحيين .
نزلت و اتكلت علي الله و رجعت شغلي تاني و اثناء نزولي العتبة مررت بجامع ابو المكارم و الجامع ده عاملين فيه دار مناسبات للعزاء في الأموات العضمة الكبيرة – ليس المقصود كبار السن و لكن من كان له شان و شنشان في الدنيا و نفس الشيء في دار مناسبات الشرطة التي لا تبعد عن ابو المكارم كثيرا – المهم لقيت عزا زحمة جدا و راجل لواء شرطة ملو هدومه واقف ، و رتب شرطة متنطورة في الميدان غير الأمناء ممن لا حصر لهم ، و المرور كان من الصعوبة بمكان ، و الميدان واقف تماما عن الحركة ، رغم كل محاولات الضباط و الأمناء تسيل المرور إلا ان هذه المحاولات كانت فاشلة ، بسبب كمية العربيات التي تنبيء عن نوعية المعزيين – مرسيدس والكل علي نفس الشاكله ، يقوم واحد كان معايا يقول الظاهر كده ان الميت ده كان عضمة كبيرة ،
فخطر في بالي : انتم عاملين صوان و مقريْ ب 5000 جنيه / الليلة و لواء شرطة عل باب السرادق و ضباط و أمناء ليس لهم عدد ، يا تري يا ميت انت عامل اية دلوقت تحت ؟ هم فوق لابسين و معلقين الرتب و بدل و سيارات لا يعلم بعددها و نوعياتها إلا الله و التاني تحت بيتعمل فيه ايه ! هل بت هو ممكن يكون بينضرب بالجزمة دلوقت ، اغلب ظني ان زمانه دلوقتي بينضرب بالبلغ و الجزم و ما فيش حد يحوش عنه و لا حد يلحقه ، طيب ما بدل ما انتم واقفين كده منظرة الحقوا الراجل ده ، اقرأوا له أي حاجة تنفعه ، الحقوه يا أخونا ، الراجل مفيص تحت ، و تحت ما عندهمش يا امه ارحميني ، بدل ما انتوا واقفين عاملين هلمة بالأونطة و بروبجاندا الحقوه ، ده زمانه في عرض حد يقرأ له الفاتحة ، طيب أي حاجة .
آه لو رجع ثاني حيخرج يقول للعالم دي ايه ؟ ده قليل لو ضربهم بالجزمة ، و قال لهم يا أولاد ... و يا أولاد ... انا في عرض حد يقرأ لي آي حاجة تنفعني ، أخوكم مزنوق و العملية تحت مش زي فوق ، و انتم جايين جايين ، حاسبوا نفسكم ، انصحوا لنفسكم ، العملية موش سهلة ، الموضوع كبير .
سألت أمين واقف و انا سايق الهبل علي العبط : هو فيه لجنة ؟
فال : لا يا حاج ، دا عزا ميت . قلت له : هو عامل ايه ؟
رد : مين ؟ الراجل مفيص تحت و تحت ما عندهمش يا امه ارحميني ، بدل ما انتوا واقفين ع قلت : اللي تحت ، ده زمانه بينضرب بالبُلغ – جمع بُلغة –
فاجابني و هو زهقان و قرفان من الوقفة و الصلبه اللي هو فيها : انا عارف ؟ عدي يا حاج عدي .
و عديت و روحت و لكني لم انم .
النهاردة كان يوم غريب شوية , نزلت الشغل كالمعتاد بعد صلاة العصر , و زرت ستنا السيدة زينب و من هناك علي الشغل , و أذن المغرب و انا كنت في المنشية – و ما ادراك ما المنشية – و كالمعتاد برضه ركنت العربية و طلعت اصلي المغرب في الجامع , لكن لما دخلت لقيت صندوق دفن الموتي – الخشبة – موضوع في اخر المسجد ، قلت في نفسي يمكن يكون متوفي و الناس حيصلوا عليه بعد صلاة المغرب ، و الناس هنا لا بيهمهم دفن بالليل و لا بالنهار ، و في النهاية كله دفن ، و اكرام الميت دفنه .
المهم دخلت للوضوء و خرجت اصلي المغرب ، لكن اللي جوه الصندوق شاغلني جدا ، لدرجة انه خدني من نفسي و من كل مما حولي فلم اشعر و لم افكر و لم احس بأي مما حولي من موجودات سواء كانت كائنات حية - انسان أو حيوان أو نبات - أو كائنات غير حية ، الميت ده اخدني من نفسي لدرجة ان انا كان نفسي افتح الصندوق و انام في حضن الميت ده شوية ، طب بلاش انام في حضنه ، ممكن ابوسة ؟ ليه ؟ ما اعرفش ! (( انا لا أعرف إن كان في الخشبة ميت أم لا ، ولا أعرف أذكر هو أم أنثي ، كبير السن أم صغيره )) كانت حالة أول مرة أتعرض لها ، و بعدين خطر في بالي و انا بأصلي المغرب أن المتوفي ممكن يكون بيحسدنا - لا أقصد المعني الشرعي - دلوقتي ان احنا قادرين نقف و بنصلي و أن لسان حاله بيقول : يا بختكم بتصلوا ، و ان هو كمان لو قادر يتكلم كان خرج و قال : صلوا يا اولاد ، صوموا ، زكوا ، الدنيا ما تستحق ، العملية كلها في الأخر ، الدنيا لو طالت حتكون كام سنة ؟ 60 ، 70 ، 80 ، 90 سنة علي اقصي تقدير ، انتم ممكن تقفوهم علي رجل واحدة في سبيل العبور إلي الجانب الأخر و انتم في حال حسن و انتم مطمئنين ، كل لحظة بتمر عليكم لازم تستغلوها في عمل أي طاعة - و ان كنت انا ضد كلمة استغلال - المهم كل ده و انا حاسس إن المتوفي عاوز يخرج يقول لنا كده ، و انا في صلاة المغرب – ما أعرفش صلاة ايه دي اللي الواحد سرحان عنها و مشغول بالميت و سايب الحي ، سايب الخالق و مشغول بالمخلوق – تقوم نفسي تقول لي آه لو واحد يروح الناحية التانية و يرجع يحكي لنا الموضوع و ايه اللي فيه . و افتكرت الواد هشام كنت انا و هو في الترب - المدافن - في البلد ، دخل يقول لهم : ازيكم ؟ و ازي حالكم و عاملين ايه ؟ شدوا حيلكم ، ادركت وانا في جامع المنشية معني شدوا حيلكم و ازيكم و عاملين ايه ؟
و ردت علي نفسي : ما هو حضرة النبي الصادق المصدوق لم يترك شيء إلا و أخبرنا به . إن سيدنا رسول الله قال لنا كل حاجة في الجانب الآخر و حكي لنا التفاصيل بالتفصيل ، و لم يترك لنا سؤال دون اجابة . ثم انت يا معلم أحمد – اسم شهرتي – قرأت في هذا الموضوع باستفاضة ، و تعرفه أكثر من كثير من الناس .
حمدت ربنا و كنت قد انتهيت من الصلاة – انا ما أعرفش هي مقبولة ام لا ؟ – قلت في نفسي يمكن يصلوا دلوقتي و لكن لا حياة لمن تنادي ، الظاهر كده ان الناس هم اللي ماتوا و الأموات هم اللي صاحيين .
نزلت و اتكلت علي الله و رجعت شغلي تاني و اثناء نزولي العتبة مررت بجامع ابو المكارم و الجامع ده عاملين فيه دار مناسبات للعزاء في الأموات العضمة الكبيرة – ليس المقصود كبار السن و لكن من كان له شان و شنشان في الدنيا و نفس الشيء في دار مناسبات الشرطة التي لا تبعد عن ابو المكارم كثيرا – المهم لقيت عزا زحمة جدا و راجل لواء شرطة ملو هدومه واقف ، و رتب شرطة متنطورة في الميدان غير الأمناء ممن لا حصر لهم ، و المرور كان من الصعوبة بمكان ، و الميدان واقف تماما عن الحركة ، رغم كل محاولات الضباط و الأمناء تسيل المرور إلا ان هذه المحاولات كانت فاشلة ، بسبب كمية العربيات التي تنبيء عن نوعية المعزيين – مرسيدس والكل علي نفس الشاكله ، يقوم واحد كان معايا يقول الظاهر كده ان الميت ده كان عضمة كبيرة ،
فخطر في بالي : انتم عاملين صوان و مقريْ ب 5000 جنيه / الليلة و لواء شرطة عل باب السرادق و ضباط و أمناء ليس لهم عدد ، يا تري يا ميت انت عامل اية دلوقت تحت ؟ هم فوق لابسين و معلقين الرتب و بدل و سيارات لا يعلم بعددها و نوعياتها إلا الله و التاني تحت بيتعمل فيه ايه ! هل بت هو ممكن يكون بينضرب بالجزمة دلوقت ، اغلب ظني ان زمانه دلوقتي بينضرب بالبلغ و الجزم و ما فيش حد يحوش عنه و لا حد يلحقه ، طيب ما بدل ما انتم واقفين كده منظرة الحقوا الراجل ده ، اقرأوا له أي حاجة تنفعه ، الحقوه يا أخونا ، الراجل مفيص تحت ، و تحت ما عندهمش يا امه ارحميني ، بدل ما انتوا واقفين عاملين هلمة بالأونطة و بروبجاندا الحقوه ، ده زمانه في عرض حد يقرأ له الفاتحة ، طيب أي حاجة .
آه لو رجع ثاني حيخرج يقول للعالم دي ايه ؟ ده قليل لو ضربهم بالجزمة ، و قال لهم يا أولاد ... و يا أولاد ... انا في عرض حد يقرأ لي آي حاجة تنفعني ، أخوكم مزنوق و العملية تحت مش زي فوق ، و انتم جايين جايين ، حاسبوا نفسكم ، انصحوا لنفسكم ، العملية موش سهلة ، الموضوع كبير .
سألت أمين واقف و انا سايق الهبل علي العبط : هو فيه لجنة ؟
فال : لا يا حاج ، دا عزا ميت . قلت له : هو عامل ايه ؟
رد : مين ؟ الراجل مفيص تحت و تحت ما عندهمش يا امه ارحميني ، بدل ما انتوا واقفين ع قلت : اللي تحت ، ده زمانه بينضرب بالبُلغ – جمع بُلغة –
فاجابني و هو زهقان و قرفان من الوقفة و الصلبه اللي هو فيها : انا عارف ؟ عدي يا حاج عدي .
و عديت و روحت و لكني لم انم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق