هذه الصورة كانت سنة 1966 و تضم رحبعام زئيفي و مائير عميت والملا مصطفي البرازاني !!
و مصطفي هذا أبو مسعود حاكم كردستان العراق الذي من آرائه العظيمة أنه يرفض - البرزاني - اعتبار القوات الأميركية والمتعددة الجنسية عدوة لأنها حررت الشعب العراقي مضيفا أنه "لا يجد أي مبرر لاستهداف هذه القوات".
أحدثكم اليوم من خلال شلومو نكديمون في كتابه الموساد في العراق و دول الجوار عن التعاون بين الكيان الصهيوني وتحديدا جهاز الموساد بين مصطفى البرزاني للفترة بين الاعوام 1963م والى عام 1975م .
أأسف لطول المقال و لكنه حقيقة من يحكمون بلادنا ، سواء كان في كردستان أو تونستان أو مغربستان أو يمنستان أو مصرستان أو آي مكان نكون نحن العرب فيه .
ففي اب 1965م نظم الموساد دورة تدريبية لمدة ثلاثة اشهر لمقاتلي عصابة البرزاني (البيشمركة) والتي كان جلال الطالباني احد القياديين فيها حينها، واعقبتها دورات مشابهة لمجموعات اخرى من عملاء البرزاني وقد اطلق على الدورة الاولى الاسم الرمزي (مارفاد) اي السجادة.
في اواخر صيف 1966م طلب اثنان من مساعدي ليفي اشكول رئيس وزراء الكيان الصهيوني من المتخصصين بالشؤون العربية بالقيام بعملية مسح في شمال العراق وبالتنسيق مع البرزاني لغرض تقديم دراسة ميدانية وقد تم اعداد الدراسة واعتمادها من قبل الموساد و ووضع البرنامج تحت رئاسة (حاييم ليفاكوف)، حيث تم ارسال فريق طبي من اطباء و ممرضين صهاينة مع مستشفى عسكري ميداني الى شمال العراق وتم نقلهم بالطريق البري من ايران...!
يقول الييف سكرتير حزب العمل الصهيوني في بداية السبعينيات انه وصل الى حاج عمران في شمال العراق على رأس وفد صهيوني وقد نظمت الزيارة بواسطة احمد الجلبي وكان ذلك عام 1972م، انه كان بانتظارنا (كما يقول الييف) بعض مساعدي البرزاني وبعد قضاء ليلة هناك اخذونا على البغال الى المقر السري للبرزاني في الجبال... ((اول و افضل من ساعدنا ساعة الشدة ـ ويقصد البغال!! )) ثم قدم البرزاني خنجره الخاص هدية لي (اي الى الييف) واعطاني خنجرا اخر وناقشنا خلال اللقاء المساعدات الصهيونية للعصابات البرزانية، وقد قال البرزاني لي (والكلام مازال لالييف)، ـ ارجو ابلاغ رئيس الوزراء والوزراء الصهاينة اننا اخوة وسوف لن ننسى افضالكم ولن ننسى ما قدمتموه لنا.
كما قام البرزاني بعدة زيارات الى فلسطين المحتلة، زار خلالها المستوطنات الصهيونية وقادة صهاينة سياسيين بارزين من امثال مناحيم بيغن و موشيه دايان و ابا ايبان و شيمون بيريز و غيرهم، كما أن الموساد كان قد اسس نواة المخابرات البارزانية و دعمها والتي اطلق عليها ـ الباراستان ـ وكان المنسق في ذلك مردخاي هود في الكيان الصهيوني و الياهو كوهين في مقر البرزانيفي كردستان،، وكانت تصل الى البرزاني شهريا دفعة مالية بمقدار خمسين الف دولار لاستخدامها في التهياة لاعداد مقاتلي البيشمركة والقيام بعمليات لاشغال الجيش العراقي.
يواصل الكاتب حديثه عن مصطفى البرزانيي واتصالاته بالكيان الصهيوني حيث أن البارزاني زارها سرا في نيسان 1968م بترتيب من شخص يدعي بدير خان وتم استقباله هناك استقبالا رسميا فخما وانزل في بيت الضيافة الحكومي وقام رئيس الموساد اللواء مائير عاميت بتعريف البرزاني على يوفال نثمان رئيس ششعبة الاستخبارات الصهيونية .
شجع الصهاينة البرزاني على فكرة تدمير آبار النفط العراقية في الشمال وتم الحاق ثلاثة من البيشمركة بدورة فنية في فلسطين المحتلة للتدريب على عمليات تفكيك حقول الالغام و حصل البرزانيين من الصهاينة على راجمات ذات قطر 120 ملم يصل مداها ستة كيلومترات، وقد اكتشف الجيش العراقي خلال عمليات التطهير نهاية 1965م أن البرزاني استلم راجمات من الصهاينة و ذكرت ذلك صحيفة بغداد نيوز يوم 1 تشرين الثاني 1965م.
في تشرين الثاني 1965م تم تنظيم دورة خاصة في طهران لمقاتلين من البيشمركة واتضح بان الايرانيين يرغبون بان تكون هناك حروب مستمرة بين العرب و الصهاينة بحيث تشغل الجيوش العربية ـ بما فيها الجيش العراقي ـ ولا تدع مجالا للالتفات اليها. وكان يشرف على التدريب ضابط صهيوني اسمه (تسوري) والذي لم يبخل باعطاء ارشاداته ونصائحه للجيش الايراني
وفي اذار 1966م عاد المتدربون البيشمركة الى شمال العراق وتوجهوا الى ساحات القتال لمقاتلة الجيش العراقي.
وفي العام نفسه تسلل الطالباني الخصم اللدود للبارزاني مع 300 من مؤيديه الى شمال العراق و كان البرزاني يعتقد أن دخول الطالباني هو مؤامرة ايرانية تسعى للسيطرة على التمرد الكردي وعلى ادارته حسب رغبات الشاه.
في 8 شباط 1966م بدأ هجوم الربيع العراقي من محور راوندوز ـ حاج عمران، مثلما توقع تسوري مسبقا، حيث كان قد خرج مع مجموعته في جولة استطلاعية في هذا المحور و راقبوا مواقع العراقيين وكان معهم كل من مصطفى البارزاني وولديه ادريس و مسعود.
اقترح تسوري ومرافقيه على البرزاني أن يقوم باعداد عبوات جانبية ضخمة تتمثل في براميل كبيرة مملؤة بالحجارةوالمتفجرات، ويؤدي انفجارها الى سد طرق الوصول الى المواقع وقد قبل البرزاني الاقتراح بسرعة وكلف احد رجاله وهو طهار احد الذين خاضوا الدورة التدريبية التي عقدها تسوري مسؤولا عن هذه البراميل كما كلف المدعو يوسف جميل بالاشراف على عملية تصنيع قنابل يدوية محلية، بعد أن علم أن احتياطي القنابل اليدوية قد استنفذ بالكامل .
اثارت اعمال البرزاني وعصابته اهتمام رئيس حكومة الكيان الصهيوني و وزير دفاعه ليفي اشكول ورئيس الاركان عزرا وايزمان ورئيس الموساد عاميت وبدا أن هناك سببا رئيسيا يدعوهم لزيادة حجم المساعدات الى البرزاني لمواجهة العراقيين.
في 24 ايار 1966م طار وايزمان الى طهران للاجتماع بالشاه في طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها 5 اطنان من التجهيزات للاكراد تم ايصالها يوم 10 حزيران 1966م من قبل حهاز المخابرات الايراني.
يقول زئيفي انه عند اجتياز الحدود من ايران الى العراق وصل ليلا بسيارة جيب كانت هدية من الكيان الصهيوني الى البرزاني، تفاجأ بمشاهدة مصطفى البرزاني متواجدا في نقطة الحدود تبين انه قطع مسافة 3 ساعات مشيا هو و ابناءه و كبار حاشيته من اجل استقبال المبعوث الصهيوني، وقد اثنى مصطفى البرزاني على الكيان الصهيوني و دوره في استمرارية اعمال العصيان المسلح والمساعدات المتواصلة التي يقدمها من تسليح و تدريب و دعم مادي و معنوي و استشاري، لان عدونا مشترك و كوننا شعب مضطهد . وقد قام زئيفي الموفد الاسرائيلي بخلع رتبته واهدائها الى البرزاني وقد تقبلها الاخير بسرور و تأثر.
عاد (م) مع مائير عاميت الى فلسطين المحتلة بانتهاء مهمته وكان تسوري على وشك المغادرة لاستكمال دراسته في كلية القيادة والاركان الامريكية وتم تحديد شخصين اخرين لشغل مناصبهما في شمال العراق، هما حاييم ليفكوف و اليشاع رروني، اضافة الى المقدم ارييه يجوف وطولب هؤلاء بالاستعداد للسفر في حزيران 1966م و قيل لهم أن الامور تتجه اتجاها خطيرا وان تقارير تسوري تفيد بان البرزاني على استعداد لاعلان دولة كردية في شمال العراق تحت رعاية الكيان الصهيوني.
وصل هؤلاء الى حاج عمران في شمال العراق عن طريق طهران وطلبا من تسوري تفسيرا لمسألة اعلان هذه الدولة وقال البرزاني لهم أن سيارات جيب تحمل ضباطا عراقيين قدمت الى المنطقة وهي تحمل اعلاما بيضاء وطلبت التحدث معهم وقال اقدمهم انهم مخولون بالتفاوض مع البرزاني بصورة تؤدي الى الحفاظ على الحقوق الكردية وفقا لما يطالب به البرزاني.
في حزيران 1966م بدات مفاوضات مع حكومة عبدالرحمن البزاز في بغداد وارسل البرزاني مندوبا عنه هو محمد حبيب كريم وكان تلميذا سابقا لدى عبدالرحمن البزاز في كلية الحقوق، وقد اثارت المفاوضات العراقية مع البرزاني ثائرة الايرانيين وحينها قال ممثل السافاك – جهاز المخابرات الايراني - انه لا حاجة بعد لبقاء الصهاينة الثلاثة في شمال العراق الا أن البرزاني قال لن اسمح بمغادرة الصهاينة فانتم السلاح الحقيقي الموجود في حوزتي واضاف له أن حلم الايرانيين يتمثل في استمرار اقتتال العراقيين و الاكراد بحيث يقتل كلاهما الاخر.
في نيسان 1968م قام البرزاني بزيارة الكيان الصهيوني حيث هبطت طائرة اقلته من ايران إلي مطار اللد وكان بصحبته الدكتور احمد والمفتي وخمسة حراس شخصيين مسلحين واجتمع مع رئيس الكيان الصهيوني زيلمان شوفال وحضر هذا الاجتماع ولبكوب وقد رفض البرزاني كل التوسلات بان يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد وقال ولبكوب لتبرير الموقف (هل شاهدتم كلبا يتخلى عن ذيله؟)، وقد نصح الرئيس الصهيوني البرزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي وان يعمل من اجل اقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل ايضا وزير الدفاع موشيه دايان، كان من المفروض أن تبقى الزيارة سرا لكن امر الزيارة سرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البرزاني و محرري الصحف الصهيونية .
في عام 1968م زار شمال العراق اهارون ديفيدي قائد صهيوني ستراتيجي و زار راوندوز و راقب خلالها اللواء العراقي المتمركز هناك وكان الصهاينة يخططون لعملية ضخمة تدعى عملية اناناس ترمي لتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي في شمال العراق وكان موشيه دايان وزير الدفاع الصهيوني هو الذي اتخذ القرار في 10 ايار 1968م على أن تكون القوة المهاجمة المنفذة من البيشمركة البرزانية و غير أن دراسة الموضوع معمقا من قبل خبراء عسكريين صهاينة اظهرت استحالة تنفيذه لانه يحتاج الى اساليب قتال و هجوم و اسلحة و ذخائر لايتمكن منها البيشمركة، وكان من المؤمل أن يشرف عليها رئيس الموساد.
في اذار 1969م اندلعت النيران في مصافي تركيز النفط الخام الكبرى في مدينة كركوك بعد أن نفذ البيشمركة عملية تعرضية ضخمة وبمنتهى الدقة والتخطيط و ذكرت جريدة الديلي تلغراف البريطانية في 11 اذار 1969م أن العراقيين يعتقدون أن الصهاينة هم الذين نفذوا العملية. وفعلا كان الصهيوني المشرف والمتورط في تخطيط هذه العملية موجودا في فلسطين المحتلة و سميت تلك العملية بـ (عملية الكسندرا)، وكان قد وصل الى شمال العراق كأعارة من الموساد في 1 كانون اول 1968م وان قيادة العصيان المسلح قررت توجيه الضربة الى منشآت النفط في كركوك من اجل ثلاثة اسباب هي...
ـ خلق تهديد لاصحاب اسهم شركة نفط العراق من اجل ارغامهم على ارسال اموال الى البرزاني وعصابته لاتقاء شرهم مستقبلا للحيلولة دون تدمير منشآتهم البترولية في كركوك.
ـ اضعاف الاقتصاد العراقي وانهاكه.
ـ خلق اصداء واسعة لدى الرأي العالمي حول ما يسمى بالقضية الكردية وابراز القضية الى الواجهة.
ويتحدث المؤلف عن دور صدام حسين بأتجاه حل شامل للقضية الكردية وسماه بـ (عراب القضية الكردية) حيث بدات المفاوضات في ايلول 1969م و تواصلت على ثلاث مراحل و شارك البرزاني نفسه في المفاوضات... واحيانا يشترك معه الدكتور محمود وولدي لبرزاني كل من ادريس و مسعود وكانت مفاوضات مضنية وفي 21 كانون الثاني 1970م تم اكتشاف مؤامرة صهيونية ايرانية امريكية ضد حكومة الثورة وتم اعدامم مرتكبيها من من قبض عليهم فيما فر الباقون الى ايران.
في 8 اذار 1970م وصل صدام حسين الى قرية ناوفردان الكردية في اربيل وشرع بالتفاوض مع البرزاني و توصلا بعد مفاوضات مضنية الى اتفاق من خمسة عشر بندا و منح الاكراد حكم ذاتي. ويذكر أن البرزاني كان قد ارسل تقريرا الى الصهاينة حول سير المفاوضات و تطرق الى اتفاق سلام .
خلال عام 1974م كانت تدور معركة كبيرة المبادرة كانت بيد البرزاني اذ تمكن من السيطرة على منطقة عالية وعرة يبلغ طولها 725 كم على طول الحدود مع تركيا وايران فيما بدا الجيش العراقي يعد العدة لهجوم الربيع حال ذوبان الثلوج و حدد يوم 15 نيسان 1974م موعدا لبدء الهجوم، لكن توقيع كل من العراق وايران لاتفاقية الجزائر ادى الى انهيار اعمال العصيان المسلح وانهيار مصطفى البرزاني والبيشمركة حيث اعترف البرزاني اخيرا بان الايرانيين لا يحبوننا انهم يريدون استخدامنا كجسر لتحقيق مطامحهم ومصالحهم ). وتناسى هذا البرزاني أن الصهاينة والامريكان حالهم حال الايرانيين هم ايضا لا يحبون الاكراد انما يريدونهم جسرا لتحقيق المصالح الصهيونية الامريكية في المنطقة .
و مصطفي هذا أبو مسعود حاكم كردستان العراق الذي من آرائه العظيمة أنه يرفض - البرزاني - اعتبار القوات الأميركية والمتعددة الجنسية عدوة لأنها حررت الشعب العراقي مضيفا أنه "لا يجد أي مبرر لاستهداف هذه القوات".
أحدثكم اليوم من خلال شلومو نكديمون في كتابه الموساد في العراق و دول الجوار عن التعاون بين الكيان الصهيوني وتحديدا جهاز الموساد بين مصطفى البرزاني للفترة بين الاعوام 1963م والى عام 1975م .
أأسف لطول المقال و لكنه حقيقة من يحكمون بلادنا ، سواء كان في كردستان أو تونستان أو مغربستان أو يمنستان أو مصرستان أو آي مكان نكون نحن العرب فيه .
ففي اب 1965م نظم الموساد دورة تدريبية لمدة ثلاثة اشهر لمقاتلي عصابة البرزاني (البيشمركة) والتي كان جلال الطالباني احد القياديين فيها حينها، واعقبتها دورات مشابهة لمجموعات اخرى من عملاء البرزاني وقد اطلق على الدورة الاولى الاسم الرمزي (مارفاد) اي السجادة.
في اواخر صيف 1966م طلب اثنان من مساعدي ليفي اشكول رئيس وزراء الكيان الصهيوني من المتخصصين بالشؤون العربية بالقيام بعملية مسح في شمال العراق وبالتنسيق مع البرزاني لغرض تقديم دراسة ميدانية وقد تم اعداد الدراسة واعتمادها من قبل الموساد و ووضع البرنامج تحت رئاسة (حاييم ليفاكوف)، حيث تم ارسال فريق طبي من اطباء و ممرضين صهاينة مع مستشفى عسكري ميداني الى شمال العراق وتم نقلهم بالطريق البري من ايران...!
يقول الييف سكرتير حزب العمل الصهيوني في بداية السبعينيات انه وصل الى حاج عمران في شمال العراق على رأس وفد صهيوني وقد نظمت الزيارة بواسطة احمد الجلبي وكان ذلك عام 1972م، انه كان بانتظارنا (كما يقول الييف) بعض مساعدي البرزاني وبعد قضاء ليلة هناك اخذونا على البغال الى المقر السري للبرزاني في الجبال... ((اول و افضل من ساعدنا ساعة الشدة ـ ويقصد البغال!! )) ثم قدم البرزاني خنجره الخاص هدية لي (اي الى الييف) واعطاني خنجرا اخر وناقشنا خلال اللقاء المساعدات الصهيونية للعصابات البرزانية، وقد قال البرزاني لي (والكلام مازال لالييف)، ـ ارجو ابلاغ رئيس الوزراء والوزراء الصهاينة اننا اخوة وسوف لن ننسى افضالكم ولن ننسى ما قدمتموه لنا.
كما قام البرزاني بعدة زيارات الى فلسطين المحتلة، زار خلالها المستوطنات الصهيونية وقادة صهاينة سياسيين بارزين من امثال مناحيم بيغن و موشيه دايان و ابا ايبان و شيمون بيريز و غيرهم، كما أن الموساد كان قد اسس نواة المخابرات البارزانية و دعمها والتي اطلق عليها ـ الباراستان ـ وكان المنسق في ذلك مردخاي هود في الكيان الصهيوني و الياهو كوهين في مقر البرزانيفي كردستان،، وكانت تصل الى البرزاني شهريا دفعة مالية بمقدار خمسين الف دولار لاستخدامها في التهياة لاعداد مقاتلي البيشمركة والقيام بعمليات لاشغال الجيش العراقي.
يواصل الكاتب حديثه عن مصطفى البرزانيي واتصالاته بالكيان الصهيوني حيث أن البارزاني زارها سرا في نيسان 1968م بترتيب من شخص يدعي بدير خان وتم استقباله هناك استقبالا رسميا فخما وانزل في بيت الضيافة الحكومي وقام رئيس الموساد اللواء مائير عاميت بتعريف البرزاني على يوفال نثمان رئيس ششعبة الاستخبارات الصهيونية .
شجع الصهاينة البرزاني على فكرة تدمير آبار النفط العراقية في الشمال وتم الحاق ثلاثة من البيشمركة بدورة فنية في فلسطين المحتلة للتدريب على عمليات تفكيك حقول الالغام و حصل البرزانيين من الصهاينة على راجمات ذات قطر 120 ملم يصل مداها ستة كيلومترات، وقد اكتشف الجيش العراقي خلال عمليات التطهير نهاية 1965م أن البرزاني استلم راجمات من الصهاينة و ذكرت ذلك صحيفة بغداد نيوز يوم 1 تشرين الثاني 1965م.
في تشرين الثاني 1965م تم تنظيم دورة خاصة في طهران لمقاتلين من البيشمركة واتضح بان الايرانيين يرغبون بان تكون هناك حروب مستمرة بين العرب و الصهاينة بحيث تشغل الجيوش العربية ـ بما فيها الجيش العراقي ـ ولا تدع مجالا للالتفات اليها. وكان يشرف على التدريب ضابط صهيوني اسمه (تسوري) والذي لم يبخل باعطاء ارشاداته ونصائحه للجيش الايراني
وفي اذار 1966م عاد المتدربون البيشمركة الى شمال العراق وتوجهوا الى ساحات القتال لمقاتلة الجيش العراقي.
وفي العام نفسه تسلل الطالباني الخصم اللدود للبارزاني مع 300 من مؤيديه الى شمال العراق و كان البرزاني يعتقد أن دخول الطالباني هو مؤامرة ايرانية تسعى للسيطرة على التمرد الكردي وعلى ادارته حسب رغبات الشاه.
في 8 شباط 1966م بدأ هجوم الربيع العراقي من محور راوندوز ـ حاج عمران، مثلما توقع تسوري مسبقا، حيث كان قد خرج مع مجموعته في جولة استطلاعية في هذا المحور و راقبوا مواقع العراقيين وكان معهم كل من مصطفى البارزاني وولديه ادريس و مسعود.
اقترح تسوري ومرافقيه على البرزاني أن يقوم باعداد عبوات جانبية ضخمة تتمثل في براميل كبيرة مملؤة بالحجارةوالمتفجرات، ويؤدي انفجارها الى سد طرق الوصول الى المواقع وقد قبل البرزاني الاقتراح بسرعة وكلف احد رجاله وهو طهار احد الذين خاضوا الدورة التدريبية التي عقدها تسوري مسؤولا عن هذه البراميل كما كلف المدعو يوسف جميل بالاشراف على عملية تصنيع قنابل يدوية محلية، بعد أن علم أن احتياطي القنابل اليدوية قد استنفذ بالكامل .
اثارت اعمال البرزاني وعصابته اهتمام رئيس حكومة الكيان الصهيوني و وزير دفاعه ليفي اشكول ورئيس الاركان عزرا وايزمان ورئيس الموساد عاميت وبدا أن هناك سببا رئيسيا يدعوهم لزيادة حجم المساعدات الى البرزاني لمواجهة العراقيين.
في 24 ايار 1966م طار وايزمان الى طهران للاجتماع بالشاه في طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها 5 اطنان من التجهيزات للاكراد تم ايصالها يوم 10 حزيران 1966م من قبل حهاز المخابرات الايراني.
يقول زئيفي انه عند اجتياز الحدود من ايران الى العراق وصل ليلا بسيارة جيب كانت هدية من الكيان الصهيوني الى البرزاني، تفاجأ بمشاهدة مصطفى البرزاني متواجدا في نقطة الحدود تبين انه قطع مسافة 3 ساعات مشيا هو و ابناءه و كبار حاشيته من اجل استقبال المبعوث الصهيوني، وقد اثنى مصطفى البرزاني على الكيان الصهيوني و دوره في استمرارية اعمال العصيان المسلح والمساعدات المتواصلة التي يقدمها من تسليح و تدريب و دعم مادي و معنوي و استشاري، لان عدونا مشترك و كوننا شعب مضطهد . وقد قام زئيفي الموفد الاسرائيلي بخلع رتبته واهدائها الى البرزاني وقد تقبلها الاخير بسرور و تأثر.
عاد (م) مع مائير عاميت الى فلسطين المحتلة بانتهاء مهمته وكان تسوري على وشك المغادرة لاستكمال دراسته في كلية القيادة والاركان الامريكية وتم تحديد شخصين اخرين لشغل مناصبهما في شمال العراق، هما حاييم ليفكوف و اليشاع رروني، اضافة الى المقدم ارييه يجوف وطولب هؤلاء بالاستعداد للسفر في حزيران 1966م و قيل لهم أن الامور تتجه اتجاها خطيرا وان تقارير تسوري تفيد بان البرزاني على استعداد لاعلان دولة كردية في شمال العراق تحت رعاية الكيان الصهيوني.
وصل هؤلاء الى حاج عمران في شمال العراق عن طريق طهران وطلبا من تسوري تفسيرا لمسألة اعلان هذه الدولة وقال البرزاني لهم أن سيارات جيب تحمل ضباطا عراقيين قدمت الى المنطقة وهي تحمل اعلاما بيضاء وطلبت التحدث معهم وقال اقدمهم انهم مخولون بالتفاوض مع البرزاني بصورة تؤدي الى الحفاظ على الحقوق الكردية وفقا لما يطالب به البرزاني.
في حزيران 1966م بدات مفاوضات مع حكومة عبدالرحمن البزاز في بغداد وارسل البرزاني مندوبا عنه هو محمد حبيب كريم وكان تلميذا سابقا لدى عبدالرحمن البزاز في كلية الحقوق، وقد اثارت المفاوضات العراقية مع البرزاني ثائرة الايرانيين وحينها قال ممثل السافاك – جهاز المخابرات الايراني - انه لا حاجة بعد لبقاء الصهاينة الثلاثة في شمال العراق الا أن البرزاني قال لن اسمح بمغادرة الصهاينة فانتم السلاح الحقيقي الموجود في حوزتي واضاف له أن حلم الايرانيين يتمثل في استمرار اقتتال العراقيين و الاكراد بحيث يقتل كلاهما الاخر.
في نيسان 1968م قام البرزاني بزيارة الكيان الصهيوني حيث هبطت طائرة اقلته من ايران إلي مطار اللد وكان بصحبته الدكتور احمد والمفتي وخمسة حراس شخصيين مسلحين واجتمع مع رئيس الكيان الصهيوني زيلمان شوفال وحضر هذا الاجتماع ولبكوب وقد رفض البرزاني كل التوسلات بان يتخلى عن مسدسه الشخصي المحشو بالعتاد وقال ولبكوب لتبرير الموقف (هل شاهدتم كلبا يتخلى عن ذيله؟)، وقد نصح الرئيس الصهيوني البرزاني أن يتخلى عن فكرة الحكم الذاتي وان يعمل من اجل اقامة دولة كردية مستقلة وقد قابل ايضا وزير الدفاع موشيه دايان، كان من المفروض أن تبقى الزيارة سرا لكن امر الزيارة سرب وانتشر خاصة بعد مقابلة جرت بين البرزاني و محرري الصحف الصهيونية .
في عام 1968م زار شمال العراق اهارون ديفيدي قائد صهيوني ستراتيجي و زار راوندوز و راقب خلالها اللواء العراقي المتمركز هناك وكان الصهاينة يخططون لعملية ضخمة تدعى عملية اناناس ترمي لتوجيه ضربة قاصمة للجيش العراقي في شمال العراق وكان موشيه دايان وزير الدفاع الصهيوني هو الذي اتخذ القرار في 10 ايار 1968م على أن تكون القوة المهاجمة المنفذة من البيشمركة البرزانية و غير أن دراسة الموضوع معمقا من قبل خبراء عسكريين صهاينة اظهرت استحالة تنفيذه لانه يحتاج الى اساليب قتال و هجوم و اسلحة و ذخائر لايتمكن منها البيشمركة، وكان من المؤمل أن يشرف عليها رئيس الموساد.
في اذار 1969م اندلعت النيران في مصافي تركيز النفط الخام الكبرى في مدينة كركوك بعد أن نفذ البيشمركة عملية تعرضية ضخمة وبمنتهى الدقة والتخطيط و ذكرت جريدة الديلي تلغراف البريطانية في 11 اذار 1969م أن العراقيين يعتقدون أن الصهاينة هم الذين نفذوا العملية. وفعلا كان الصهيوني المشرف والمتورط في تخطيط هذه العملية موجودا في فلسطين المحتلة و سميت تلك العملية بـ (عملية الكسندرا)، وكان قد وصل الى شمال العراق كأعارة من الموساد في 1 كانون اول 1968م وان قيادة العصيان المسلح قررت توجيه الضربة الى منشآت النفط في كركوك من اجل ثلاثة اسباب هي...
ـ خلق تهديد لاصحاب اسهم شركة نفط العراق من اجل ارغامهم على ارسال اموال الى البرزاني وعصابته لاتقاء شرهم مستقبلا للحيلولة دون تدمير منشآتهم البترولية في كركوك.
ـ اضعاف الاقتصاد العراقي وانهاكه.
ـ خلق اصداء واسعة لدى الرأي العالمي حول ما يسمى بالقضية الكردية وابراز القضية الى الواجهة.
ويتحدث المؤلف عن دور صدام حسين بأتجاه حل شامل للقضية الكردية وسماه بـ (عراب القضية الكردية) حيث بدات المفاوضات في ايلول 1969م و تواصلت على ثلاث مراحل و شارك البرزاني نفسه في المفاوضات... واحيانا يشترك معه الدكتور محمود وولدي لبرزاني كل من ادريس و مسعود وكانت مفاوضات مضنية وفي 21 كانون الثاني 1970م تم اكتشاف مؤامرة صهيونية ايرانية امريكية ضد حكومة الثورة وتم اعدامم مرتكبيها من من قبض عليهم فيما فر الباقون الى ايران.
في 8 اذار 1970م وصل صدام حسين الى قرية ناوفردان الكردية في اربيل وشرع بالتفاوض مع البرزاني و توصلا بعد مفاوضات مضنية الى اتفاق من خمسة عشر بندا و منح الاكراد حكم ذاتي. ويذكر أن البرزاني كان قد ارسل تقريرا الى الصهاينة حول سير المفاوضات و تطرق الى اتفاق سلام .
خلال عام 1974م كانت تدور معركة كبيرة المبادرة كانت بيد البرزاني اذ تمكن من السيطرة على منطقة عالية وعرة يبلغ طولها 725 كم على طول الحدود مع تركيا وايران فيما بدا الجيش العراقي يعد العدة لهجوم الربيع حال ذوبان الثلوج و حدد يوم 15 نيسان 1974م موعدا لبدء الهجوم، لكن توقيع كل من العراق وايران لاتفاقية الجزائر ادى الى انهيار اعمال العصيان المسلح وانهيار مصطفى البرزاني والبيشمركة حيث اعترف البرزاني اخيرا بان الايرانيين لا يحبوننا انهم يريدون استخدامنا كجسر لتحقيق مطامحهم ومصالحهم ). وتناسى هذا البرزاني أن الصهاينة والامريكان حالهم حال الايرانيين هم ايضا لا يحبون الاكراد انما يريدونهم جسرا لتحقيق المصالح الصهيونية الامريكية في المنطقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق