السبت، 27 فبراير 2010

المولد الشريف


أنقسم الرافضون للأحتفال بالمولد النبوي الشريف قسمين ، منهم من يقول بأن الأحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة ، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ، و منهم من يسأل هل أحتفل النبي أو آي من الصحابة بميلاده صلي الله عليه و سلم ؟ وبما أن الإجابة بلا ، فلا يصح الأحتفال به .
و اقول للقسم الأول أن البدعة في اللغة هي إيجاد علي غير مثال سابق . و قد ذكر البيهقي عن الأمام الشافعي قوله : المحدثات من الأمور ضربان ، 1- ما احدث مما يخالف الكتاب أو السنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة . 2 - ما أحدث من الخير و هي محدثة غير مذمومة . فمن البدع ما هو مذموم و ما هو ممدوح ، مثل ما قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه ، يعني انها محدثة ممدوحة و إن لم تكن موجودة من قبل .
و بناءا عليه فليست كل بدعة ضلالة لأن منها الحسن الذي لا يخالف حكما شرعيا ، و منها المخالف للشرع الذي يعد مذموما فلا يؤخذ به .
أما القول بأن النبي لم يحتفل بميلاده و لا الصحابة فعلوا ، فقد أتفق العلماء بأن الترك ليس مسلكا للإستدلال . فلكي نثبت حكما شرعيا سواء كان هذا الحكم واجب أو مندوب أو مباح أو مكروه أو محرم فلابد من 1- وجود نص من القرآن . 2- ورود نص من السنة . 3- إجماع علي حكم . 4- وجود قياس . إلخ ....و لكن لم يرد أن الترك مصدر من مصادر الحكم الشرعي ، و عليه فإن الترك من النبي أو من الصحابة لا يفيد تحريم أو كراهة .

ألم يقل المولي عز و جل في سورة إبراهيم (( و ذكرهم بأيام الله ))
ألم يقل النبي "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً". فمما لا شك فيه أن مولد النبي من أعظم أيام الله إن لم يكن أعظمها علي الأطلاق ، فيكون الأحتفال به تطبيقا لأمر الله و يكون بذلك سنة حسنة .
عندما استقر النبي صلي الله عليه و سلم بالمدينة ، و رأي اليهود يصومون يوم عاشوراء و سأل عن السبب ، قالوا إنه اليوم الذي نجي الله فيه موسي من فرعون و أغرقه ، فقال صلي الله عليه و سلم نحن أحق بموسي منهم و صام يوم عاشوراء و قال بانه سيصوم تاسعه و عاشره العام المقبل ؟ ألا يعد هذا أحتفالا !
و إذا كان مولده أعظم النعم علينا و الشريعة حثت علي إظهار شكر النعم ، أفلا نحتفل بمولده ! و هذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال : لأن في هذا الشهر من الله تعالي علينا بسيد الأولين و الآخرين ، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات و الخير و شكر المولي علي ما أولانا به من النعم العظيمة .

و قد نقل السيوطي عن أبن الجوزي أنه صح أن ابا لهب يخفف عنه العذاب في النار يوم الأثنين ، لفرحه بولادة النبي ، و أنه أعتق ثويبة التي بشرته .
و في ذلك قال الحافظ شمس الدين الدمشقي :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
و تبت يداه في الجحيم مخلدا
أتي أنه في يوم الأثنين دائما
يُخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق