نحلق اليوم مع جواب الآفاق ، و لمن لا يعلمون من هو جواب الآفاق ، فإنه سلمان الفارسي (( انتبه إنه ليس سليمان اياه بتاع الإسكان )) إنه سلمان الصحابي الذي قال فيه رسول الله - صلي الله عليه و سلم -سلمان منا آل البيت ، إنه سلمان الذي كان يفر من الإمارة و يقول (( ان استطعت ان تأكل من التراب فكل منه و لا تكونن اميرا علي اثنين ، و اتق دعوة المظلوم و المضطر فانها لا تحجب ))الراجل بيقول كل تراب و لا تكن أميرا علي أثنين ، النهارده عاوز يبقي أمير علي ثمانين مليون ، مع العلم أنه سيُسأل عن صغيرهم و كبيرهم سبابهم و عجوزهم و كل كبيرة و صغيرة .
روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلي سلمان ليتولي إمارة المدائن و لكن سلمان رفض ، و أصر عمر رضي الله عنه ، و أمام إصرار عمر ذهب سلمان تحمله دابته إلي الإمارة ، يصف أحد المؤرخين دخول سلمان المدائن فيقول (( رأيت سلمان الفارسي علي حمار عرة – بغير بردعة - و عليه قميص قصير ضيق ، و كان رجلا طويل الساقين ، كثير الشعر ، و قد ارتفع القميص حتي بلغ قريبا من ركبته ، و رأيت الصبيان يحضرون خلفه ، فقلت ألا تتنحون عن الأمير ؟ فقال : دعهم فانما الخير و الشر فيما بعد اليوم )) . و رتب عمر رضي الله عنه عطاء لسلمان خمسة آلاف و كان سلمان يوزعها علي الرعية ، و يأكل من جدل الخوص ، و لما أرادوا أن يقيموا له بيتا للإمارة رفض ، و لكن أحد الرجال أقنعه بحقيقة البيت الذي سيبني له قائلا : ألا أبني لك بيتا تستظل به من الحر ، و تسكن فيه من البرد ؟ فقال سلمان : نعم ، كيف تبنيه ؟ فقال : ابنيه ان قمت فيه أصاب رأسك ، و إن اضطجعت فيه أصاب رجلك .(( الظاهر كده ان الراجل ده كان يقصد يبني قبر مش بيت للسكن ، المشكلة أن الثاني وافق و كان مبسوط )) فقال سلمان نعم . و كان سلمان يخرج كل يوم في إمارته يختلط بالناس و في يوم لقيه رجل قادم من الشام و معه حمل تين و تمر فلم يكد يبصر امامه رجلا يبدو عليه انه من عامة الناس و فقرائها حتي بدا له أن يضع الحمل علي كاهله ، حتي إذا أبلغه وجهته اعطاه شيئا نظير حمله . و اشار الرجل فاقبل عليه سلمان ، فقال الشامي احمل عني هذا ، فحمله . و إذ هما في الطريق بلغا جماعة من الناس ، فسلم عليهم فأجابو ا واقفين : و علي الأمير السلام .أمير ؟أمير ايه ؟
آي أمير يعنون ؟ هذا ما سأل الشامي نفسه ، و جاءت الإجابه حين رأي بعضا من هؤلاء يسارع صوب سلمان ليحمل عنه : عنك أيها الأمير .فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي ، فسقط في يده و اقترب ينتزع الحمل و لكن سلمان هز رأسه رافضا و هو يقول : لا .. حتي ابلغك منزلك .
روي أن رجلا دخل علي سلمان فرآه يعجن ، فقال : يرحمك الله أيها الأمير ، أين الخادم ؟ فقال سلمان : بعثناها لحاجة فكرهنا أن نجمع عليها عملين .
يدخل سعد بن أبي وقاص علي سلمان الفارسي يعوده في مرض الموت ، فوجده يبكي : فقال سعد : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ توفي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هو عنك راض ، و تلقي أصحابك و ترد علي الحوض . فقال سلمان : و الله ما ابكي جزعا من الموت ، و لا حرصا علي الدنيا ، و لكن رسول الله صلي الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا فقال : (( لتكن بلغة – ما يكفي لسد الحاجة ، و لا يفضل عنها - أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب )) و انا حولي الأساود . قال سعد : فنظرت فلم أر إلا إكافا و وطاء و متاعا قوَم نحوا من عشرين درهما .
أوشك الكتاب أن يبلغ أجله فقال سلمان لزوحته : هلمي خبيك الذي استخبأتك .(( انا قلت في نفسى الراجل مخبي الذهب سبائك و القلوس بالقناطير و اوراق ملكية الأراضي )) .
قالت : فجئته بصرة مسك . قال : ائتيني بقدح فيه ماء ، فنثر المسك فيه ثم أذابه بيده ثم قال : أنضحيه حولي ، فانه يحضرني خلق من خلق الله يجدون الريح و لا يأكلون الطعام ، ثم أغلقي علي الباب و أنزلي .
قالت : ففعلت ، و جلست هنيهه فسمعت هسهسة ، فصعدتُ فإذا هو قد مات . رحمة الله عليك يا منة آل البيت .
السؤال الذي شغلني : هل من وال أو حاكم للمسلمين اليوم يمكنه أن يكون مثل سلمان ؟
و لما لا ؟ و هل من رجل مثل عمر يعرف كيف يختار ولاة المسلمين ؟ لم يكن عمر يكتفي بارسال الولاة و ينتهي دوره ، و لكنه كان يرسل العيون من خلفهم و يتقصي افعالهم و اعمالهم مع الرعية ، أليس هو القائل : لو عثرت دابة في العراق لسئل عمر عنها لما لم تمهد لها الطريق ؟
إن لم تكونوا من الرجال فتشبهوا ، إن التشبه بالرجال فلاح .
آي أمير يعنون ؟ هذا ما سأل الشامي نفسه ، و جاءت الإجابه حين رأي بعضا من هؤلاء يسارع صوب سلمان ليحمل عنه : عنك أيها الأمير .فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي ، فسقط في يده و اقترب ينتزع الحمل و لكن سلمان هز رأسه رافضا و هو يقول : لا .. حتي ابلغك منزلك .
روي أن رجلا دخل علي سلمان فرآه يعجن ، فقال : يرحمك الله أيها الأمير ، أين الخادم ؟ فقال سلمان : بعثناها لحاجة فكرهنا أن نجمع عليها عملين .
يدخل سعد بن أبي وقاص علي سلمان الفارسي يعوده في مرض الموت ، فوجده يبكي : فقال سعد : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ توفي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هو عنك راض ، و تلقي أصحابك و ترد علي الحوض . فقال سلمان : و الله ما ابكي جزعا من الموت ، و لا حرصا علي الدنيا ، و لكن رسول الله صلي الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا فقال : (( لتكن بلغة – ما يكفي لسد الحاجة ، و لا يفضل عنها - أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب )) و انا حولي الأساود . قال سعد : فنظرت فلم أر إلا إكافا و وطاء و متاعا قوَم نحوا من عشرين درهما .
أوشك الكتاب أن يبلغ أجله فقال سلمان لزوحته : هلمي خبيك الذي استخبأتك .(( انا قلت في نفسى الراجل مخبي الذهب سبائك و القلوس بالقناطير و اوراق ملكية الأراضي )) .
قالت : فجئته بصرة مسك . قال : ائتيني بقدح فيه ماء ، فنثر المسك فيه ثم أذابه بيده ثم قال : أنضحيه حولي ، فانه يحضرني خلق من خلق الله يجدون الريح و لا يأكلون الطعام ، ثم أغلقي علي الباب و أنزلي .
قالت : ففعلت ، و جلست هنيهه فسمعت هسهسة ، فصعدتُ فإذا هو قد مات . رحمة الله عليك يا منة آل البيت .
السؤال الذي شغلني : هل من وال أو حاكم للمسلمين اليوم يمكنه أن يكون مثل سلمان ؟
و لما لا ؟ و هل من رجل مثل عمر يعرف كيف يختار ولاة المسلمين ؟ لم يكن عمر يكتفي بارسال الولاة و ينتهي دوره ، و لكنه كان يرسل العيون من خلفهم و يتقصي افعالهم و اعمالهم مع الرعية ، أليس هو القائل : لو عثرت دابة في العراق لسئل عمر عنها لما لم تمهد لها الطريق ؟
إن لم تكونوا من الرجال فتشبهوا ، إن التشبه بالرجال فلاح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق