وهكذا رحل الطاغية .بعدما يقرب من 4 أسابيع من المظاهرات المناوئة لحكم الطاغية ، سقط النظام و فر هوبل ( علي رأي الشيخ القرضاوي ) . من كان يتخيل أو يحلم أو يخطر حتي علي باله أن تُحدث تلك المظاهرات أو تلك الأنتفاضة ما لم يكن ليخطر علي بال اكثر الناس تفاؤلا و هو رحيل الطاغية . حقا لقد صدق قول الشاعر : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد لليل أن ينجلي و لابد للقدر أن يستجيب .
ما كنت أومن بأقوال الشعراء ، حتي هب شعب تونس يريد الحياة فكان محتما أن يستجيب القدر .السؤال الشاغل لي الآن كيف لم يصمد هذا النظام ؟ كيف انهار بهذه السرعة ؟ و لماذا فر هاربا ؟ أيها السادة : من صفات الظالم أنه لابد أن يكون جبان ، سيدنا عمر لم يكن ليأمن علي نفسه لو كان ظالم ، و لكن حكم فعدل فأمن فنام ، نم يا عمر كما يحلو لك فالعدل يحميك .و لأن زين العابدين ( و الله لا يستحق الأسم ) ظالم و نتج عن ظلمه جبن تملكه ، حتي إنه ليظن كل صرخة عليه ، فما أن قامت بضع مظاهرات متفرقات حتي إنهار الطاغية . تعلمت منه أنه مهما بلغت من طغيان و جبروت و قوة و نفوذ و حراس و شياكة و أناقة فإنك في النهاية جبان ، لماذا لأنك طاغية و كل طاغية جبان (( معادلة مثل معادلات الرياضة )) ، فكل ما حولك إن هو إلا ديكور من قش من ورق ، فإذا ما جاءت انتفاضة الحرافيش فلن تبقي و لن تذر . أما لماذا هرب ؟ فهو يعلم قبل غيره أنه لو حوكم بالعدل ( ليس العدل علي طريقته ) فإنه مان بألف ألف تهمة و لن يفلت من آي منها .فهو أكثر الناس علما بما فعل بالشعب من تدمير و تخريب و تعذيب و قتل . يارب يتعظ الحكام العرب اللي بالي بالكم ، و لكن مافيش فايدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق