الأحد، 9 يناير 2011

اللعب بالبارود

يسافر اليوم الانبا شنوده إلي الولايات المتحدة لاستكمال علاجه , هذا ما أوردته الصحف اليوم .
الأستاذ قرر السفر بعد ما أشعل النار و بات الموقف علي برميل من البارود لا ينقصه سوي اصغر عود للثقاب لينفجر. تسألني كبف ؟ أقول لك . الأستاذ أدمن اللعب علي الحكومة و ليس مع الحكومة فقد صار أقوي منها ، و أصبح يستغل كل موقف و حركة و إيماءة ليعلن للكرة الأرضية أن النصاري مضطهدين في بلادهم و لأن الحكومة و السلطة الحاكمة في أضعف حالاتها و لا تستطيع الرد أو اللعب معه ، فلا تملك سوي الإذعان لأوامره . أليس هو المحرك للنصاري ؟ لو انك دققت النظر و أرهفت السمع لكل ما يقوله النصاري في القنوات التلفزيونية أو ما يكتبونه في الجرائد المموله لأدركت علي الفور أن اللسان و القلم ليسا إلا أداتين من أدواته الكثيرة ، و تشم من الكلام رائحة الأنبا : إننا مهمشون ، إننا مضطهدون ، إننا غير آمنين علي أنفسنا و لا علي أولادنا و لا علي أموالنا ، و تعلو النبرة و يعلو الهتاف و العويل و البكاء ، ليتم أستغلال الموقف مقابل مكاسب سياسية للنصاري علي حساب المسلمين . و ليس أدل علي ذلك من قراءة أمرأتين لترانيم مسيحية في عربة السيدات بمترو الأنفاق بصوت عال جدا ، إحداهما تقف بمقدمة عربة السيدات و الأخري بمؤخرة العربة ، و كان واضحا أنهما يستفزان المسلمات فإذا ما تعرض أحد لهما فقل علي الدنيا السلام . واضح أن الأنبا شنوده لن يقبل بأقل من كوته للنصاري في مجلس الشعب و مجلس الشوري و الجالس المحلية و الوزارة ، علي أن يكون للنصاري وزارة الدفاع أو الداخلية و لهم وزارة الخارجية ، و منصب نائب الرئيس .هذا ما يريده الأنبا شنوده ، و في سبيله ما هو فاعل .
و لكن أخشي ما أخشاه أن ينفجر الموقف بما لا يحمد عقباه ، فإذا ما كان الأنبا يمارس الضغط علي الحكومة و لأنه لاعب حريف فهو يضغط حتي نقطة معينة يعلم أن الضغط بعدها سيؤدي للإنفجار، فهو لا يلعب بعبط و إنما بحرفية عالية ، يقابلها علي الطرف الأخر لاعبين هواة ، أخشي أن يسيء تقدير الموقف فإذا به يضغط ليمارس لعبته المعهودة فينجر برميل البارود و يكون ما لا يحمد عقباه ، و في حال ضعف السلطة الحاكمة و طغيان الداخلية و محاباة النصاري علي حساب المسلمبن ، فسيكون الأنفجار مروعا لن يبقي و لن يذر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق