الأحد، 5 سبتمبر 2010

أعرف نفسك



الإشاعتان المنتشرتان في المنشية منذ فترة طويلة ، تقول الأولي أن جمال شبع ، بناء علي أنه في قصر الرئاسة منذ 30 عام تقريبا و من قبلها 6 سنوات والده نائب رئيس ، فهو قادم من طبقة شبعت و لم تعد تحتاج لهبش أو لنهب من بلد شُفي لحمه و مُصمص عظامه ، و اسشترى الفساد في جسده الواهن حتى النخاع . و بناءا عليه فجمال الشبعان لن يغرف و لن يشفط من هنا و هناك .
و الثانية تقول أن اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش .
حين تأملت الإشاعتين لاحظت أنهما سُربتا عن عمد حتى يجريان في دم الناس الغلابة الفقراء ، فإذا ما قيل له وقع للشبعان لا يتوقف للحظة أو حتى لبرهة للتفكير ، يُأمر بالتوقيع فيوقع غميضي - عمياني – سكيتى – كتيمى . و هكذا سُلب أهل المنشية حتى ومضة أن يستعمل عقله أو فكره في أن يوافق أو لا يوافق .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، ألم يقل الإمام علي رضي الله عنه : اثنان لا يشبعان طالب علم و طالب مال ؟ أي أن الإنسان لا يمكن له أن يشبع ، و لو كان قد شبع لرحل و ترك وجع القلب و الدماغ اللي أحنا عايشين فيه ، و لكنه العرش يا سيادة و ما أدراكم ما العرش ، إنه الشيء الذي لا يقاوم . هذا من جهة و من جهة أخري فان رسول الله صلي الله عليه و سلم ذكر أن لو كان لأبن آدم واديا من ذهب لتمني الثاني و لا يملاْ عين أبن آدم إلا التراب . فإذا كان ذلك ما قاله سيدنا رسول الله ، و هو الصادق المصدوق ، فهل أقدم عليه قول من قال بأن الأستاذ شبعان و بناءا عليه فالتوقيع علي ترشيحه يكون أسرع من البرق في السماء .
أما عن الإشاعة الثانية – اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش - هو أنت يا بني عرفت غيره ؟
أعرف غيره و بعدين أختار من تشاء ، إنما تقول اللي نعرفه ، أنت لا تعرفه و لا تعرف حتى نفسك .
لو نزلت فيفي عبده الانتخابات لسوف أؤيدها و أعطيها صوتي و صوت كل من أستطيع إقناعه ، تقول لي فيفي عبده ؟ أقول لك آآآه . تحب تعرف الإجابة ، لأن أنا اللي جبتها و أقدر أمشيها و أختار غيرها . إنما اللي جاي عل غير إرادة مني و فُرض على فرضا فلا أملك و لا أستطيع أن أمشيه .
يا سادة الشيء يُعرف بضده ، لولا الملح ما عرفنا طعم السكر و لولا المرض ما عرفنا قيمة الصحة ، أي لابد أن تعرف الشيء و ضده حتى تستطيع أن تميز أيهما أفضل لك ، فاعرفه و أعرف غيره و قبل كل ذلك أعرف نفسك فمن عرف نفسه استطاع أن يعبر الغابة دون الوقوع في شراك الصيادين و فريسة لوحش لا يعرفه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق