الأحد، 19 سبتمبر 2010

ماذا قالوا عن أكتوبر؟1











لن أحدثكم اليوم كثيرا و لكن سأترك الأعداء يتكلمون بأنفسهم ، متمنيا أن تعود روح نصر أكتوبر العظيم إلينا ، و شكرا .

إن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة علي حقيقة الموقف السيء أم لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة. جولدا مائير - رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر .

ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في أن مصر قد كسبت الحرب .تريفور ديبوي - رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن .

إن الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة خاصة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره .الجنرال فارار هوكلي - مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني .

إن النجاح العظيم الذي حققه العرب في هجومهم يوم أكتوبر إنـما يكمن في أنهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي كذلك .الجنرال الفرنسي الراحل اندريه بوفر .

هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.المؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس .

إن الحرب قد أظهرت أننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان إسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم إذا اجترؤا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي أن إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لإرسال الدبابات إلي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا . موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر - مؤتمر صحفي في 1973/10/9.

إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون ، واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك إلي تغيير عقلية القادة الإسرائيليين . - من تصريحات موشي ديان ديسمبر 1973 .

لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر لذلك ينبغي ألا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في إسرائيل الآن بضرورة إعادة النظر في علم البلاغة الوطنية أن علينا أن نكون أكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة. أبا ابيان وزير خارجية إسرائيل خلال حرب أكتوبر - نوفمبر1973.
لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلي ما يجري في إسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الإجابة علي هذا السؤال . اهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق - ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس - 1974/9/16.

إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الإسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم أن يهاجموا و حتى في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد أصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض إرادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت إسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتى ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في إحداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الإسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية. من مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة إسرائيل الأسبق. لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل السادس من أكتوبر وكان ذلك يمثل احدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتى بدا العالم الخارجي يتجه إلي الثقة بأقوالهم وبياناتهم.من تعليقات هيروتزوج.


إن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب ، كما كلفت هذه الحرب إسرائيل ثمنا باهظا حوالي خمسة مليارات دولار ، و أحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادى في الدولة الإسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام ، رغم أن هذه الحالة لم تكن تركز على أسس صلبة كما ظهر إلى أزمة بالغه العمق كانت أكثر حده و خطورة من كل الأزمات السابقة ، غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي ، لقد انتهت ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل ، و هذا اخطر شيئ يمكن أن تواجهه الشعوب و بصفه خاصة إسرائيل . و قد تجسد هذا الضعف في صورتين متناقضتين أدتا إلى استقطاب إسرائيل على نحو بالغ الخطورة فمن ناحية كان هناك من بدأوا يشكون في مستقبل إسرائيل و من ناحية أخرى لوحظ تعصب و تشدد متزايد يؤدى إلى ما يطلق علية اسم عقدة الماسادا - القلعة التي تحصن فيها اليهود أثناء حركة التمرد اليهودية ضد الإمبراطورية الرومانية ، و لم يستسلموا و ماتوا جميعا. من كتاب إلى أين تمضى إسرائيل - ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق