الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

ما بين القمة و التهويد


كشفت صحيفة «هآرتس» النقاب عن جهد إسرائيلي غير مسبوق لتفريغ القدس الشرقية من سكانها الفلسطينيين عبر سحب هوياتهم الزرقاء. وأشارت إلى أنه جرى في العام الماضي وحده سحب هويات 4577 مواطنا مقدسيا وهو ما يعادل 21 ضعف ما سحبته سنويا منذ احتلال القدس الشرقية في حرب العام 1967. ونقلت «هآرتس» عن تقرير أعده قناصل الدول الأوروبية في القدس وشكل أساس المقترح السويدي بشأن الاعتراف بشرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، توصية بتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية.وأشارت «هآرتس» في عنوانها الرئيسي إلى أن إسرائيل ضربت الرقم القياسي في سحب الهويات الزرقاء من أهالي القدس الشرقية. وتمنح الهوية الزرقاء حاملها حق الإقامة والتنقل في القدس الشرقية، وهو حق غير ممنوح للفلسطينيين من بقية مناطق الضفة والقطاع. وقالت الصحيفة أن العام 2008 شهد الرقم القياسي في عدد سكان شرقي القدس الذين سحبت وزارة الداخلية منهم مكانة مقيم. وأنه في العام الماضي تم سحب الهويات من 4577 من سكان شرقي القدس، وهو ما يعادل 21 ضعف المتوسط العام في السنوات الأربعين السابقة.ففي السنوات الأربعين الأولى للسيطرة الإسرائيلية في شرقي القدس سحبت هويات 8558 مقيما بالاجمال. وهكذا يعني أنه فقط في العام 2008 تم سحب هويات حوالي ثلث الفلسطينيين المقدسيين الذين سحبت هوياتهم منذ العام 1967.وأوضحت «هآرتس» أن الارتفاع الحاد في سحب الهويات جاء اثر مبادرة قام بها وزير الداخلية من كديما، مئير شطريت لفحص من يمكن سحب هوياتهم. وقالت الداخلية الإسرائيلية أن الفحص أظهر أن آلافا من أهالي القدس لم يعودوا مقيمين في إسرائيل وبالتالي يمكن سحب هوياتهم.وشدد المحامي يوتم بن هيلل من مركز «هموكيد» لحماية الأفراد أن إسرائيل تتعامل مع سكان القدس وكأنهم مهاجرون، ليس بفعل «قانون العودة» (الخاص باليهود) «رغم أن اسرائيل دخلت اليهم في العام 1967»، وهي لا تعتبرهم وفق القانون «مواطنين» وإنما مقيمون يمكن إلغاء إقامتهم بسهولة. وبحسب القانون الإسرائيلي يكفي أن يغادر المقيم إسرائيل لسبع سنوات أو يحصل على مكانة قانونية، مواطنة، أو إقامة دائمة في دولة اخرى حتى تسحب اقامته فورا.وأعرب مركز «هموكيد» عن قلقه من ان قسما ممن فقدوا مكانتهم القانونية لا يعرفون ذلك على الاطلاق. وقالت المديرة العامة للمركز داليا كرشتاين إن «ظاهرة سحب الاقامة بلغت أحجاماً مذهلة. وحملة وزارة الداخلية في العام 2008 هي فقط جزء من سياسة شاملة هدفها تقليص عدد السكان الفلسطينيين والحفاظ على غالبية يهودية في القدس. الفلسطينيون هم من مواليد هذه المدينة وليسوا مقيمين جاؤوا إليها منذ زمن قريب».وشكل هذا الوضع أساسا لتقرير سري أعده القناصل الأوروبيون في القدس الشرقية، يؤكد أن إسرائيل تحاول تغيير الميزان الديموغرافي في شرقي القدس. وينتقد التقرير بشدة سياسة اسرائيل في شرقي القدس ويوصي الاتحاد الاوروبي بالعمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في المدينة، واتخاذ خطوات احتجاجية ضد إسرائيل، وفرض عقوبات على المحافل التي تشارك في «نشاطات استيطانية» في المدينة وفي محيطها. وأوضح المراسل السياسي لـ«هآرتس» باراك رابيد أن التقرير وثيقة حساسة للغاية في ضوء موضوع مكانة القدس، وظل طي الكتمان. وقد انتهت كتابته في 23 تشرين الثاني الماضي، وقبل بضعة ايام عرض في بحث مغلق في مؤسسات الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وخشيت وزارة الخارجية من نشر التقرير في وسائل الإعلام، الأمر الذي سيلحق الضرر الشديد بصورة اسرائيل لدى الرأي العام في اوروبا. ونقلت «هآرتس» عن محافل رفيعة المستوى في وزارة الخارجية قولها أن عرض التقرير في مؤسسات الاتحاد الاوروبي «ترك انطباعا شديدا»، وساعد السويد على إطلاق مبادرتها بشأن تغيير مكانة القدس واقرارها كعاصمة فلسطين. ويبين التقرير أن حكومة اسرائيل وبلدية القدس تعملان وفق «استراتيجية ورؤية» هدفهما تغيير الميزان الديمغرافي في المدينة و«فصل شرق المدينة عن الضفة الغربية». كما يقضي التقرير بان حكومة اسرائيل والبلدية تساعدان الجمعيات اليمينية، بينها «عطيرت كوهانيم» و«العاد» على تطبيق هذه الرؤية والسيطرة أساسا على منطقة «الحرم القدسي». وحسب التقرير، فان محافل يمينية خاصة تشتري منازل فردية في احياء عربية وتحاول غرس مستوطنات يهودية في قلب الحي الإسلامي. وجاء في التقرير انه منذ العام 1967 صدر 20 تصريح بناء فقط في قرية سلوان. وكل سنة تعطي البلدية 200 إذن بناء فقط في الاحياء الفلسطينية في المدينة. وحسب النمو السكاني هناك حاجة لـ1500 تصريح بناء على الأقل. وتبين الوثيقة أنه رغم واقع أن 35 في المئة من سكان القدس هم فلسطينيون، إلا أن ما يستثمر في الاحياء الفلسطينية يتراوح بين 5 و10 في المائة من ميزانية البلدية.واعتبرت الوثيقة أن «الحفريات الايديولوجية في سلوان في البلدة القديمة، وفي منطقة الحرم تركزت اساسا على التاريخ اليهودي». ويظهر التقرير تمييز الشرطة الإسرائيلية ضد المواطنين العرب في القدس الشرقية وإغلاق المؤسسات الفلسطينية. ويوصي باتخاذ خطوات لتعزيز تواجد السلطة الفلسطينية في شرقي القدس وكذلك ممارسة ضغط على اسرائيل للكف عن المس بالسكان العرب في المكان. ويحوي التقرير توصيات تشدد على أن شرقي القدس عاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية. وبناء على ذلك يوصي القناصل باستضافة مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية في وجبات عشاء ولقاءات مع وزراء اوروبيين في القنصليات الاوروبية في شرقي المدينة؛ ورفض اي مرافقة من الشرطة الاسرائيلية لمسؤولين اوروبيين يزورون المنطقة؛ والامتناع عن عقد لقاءات مع محافل حكومية اسرائيلية في مكاتبهم في شرقي القدس. والى جانب تلك العقوبات الدبلوماسية والسياسية، يقترح القناصل في الوثيقة فرض عقوبات اقتصادية على «المستوطنين» في القدس. الى ذلك تراجعت الحكومة الإسرائيلية مجدداً عن قرارها تعليق أعمال بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية بتصديقها، أمس، على بناء 84 وحدة سكنية جديدة في هذه المستوطنات .وهذه هي الحالة الثانية التي تصدق فيها الحكومة الإسرائيلية على أعمال بناء جديدة منذ إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تعليق البدء بأعمال البناء لمدة عشرة أشهر. وكان نتنياهو قد تدخل شخصياً، قبل يومين، للمصادقة على بناء 25 وحدة سكنــية جـديدة في مستوطنة «كيدار» (يو بي أي)

بعد كل ما سبق وجدت أن افضل ما أهديه لفخامة الرؤساء و الملوك و الأمراء قصيدة مظفر النواب

القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟
ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة ؟
أولاد القحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
أصرخ فيكم
أصرخ أين شهامتكم..؟
إن كنتم عربا.. بشرا.. حيوانات
فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها
و الكلبة تحرس نطفتها
و النملة تعتز بثقب الأرض
وأما انتم فالقدس عروس عروبتكم
أهلا..
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض
فأي قرون أنتم
أولاد قراد الخيل كفاكم صخبا
خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشد ضفائرها وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
ستقيء الحمل عليكم بيتا بيتا
وستغرز أصبعها في أعينكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق