الأحد، 17 أكتوبر 2010

ماذا حدث في الثغرة ؟ القصة الكاملة .









أولا و قبل كل شيء لابد لنا من تعريف ماهية الثغرةحتى يتسني لنا الحكم علي ما قامت به القوات الإسرائيلية ، ما إذا كان نصرا أم إنه نوع من الدعاية. الثغرة يا سادة عسكريا هي نوع من أنواع المعارك الحربية تقوم به قوة سريعة خفيفة بهدف كسر تماسك القوة الأخرى في مواضع ضعيفة ، والانتشار خلف خطوطها ، وتهديد خطوط المواصلات والاحتياطيات ومراكز القيادة مما يخلق واقع جديد .
و قد حدثت عده ثغرات في معارك العصر الحديث منها :
ثغرة الأردين في فرنسا عندما قامت القوات الألمانية في يناير 1944 بعملية هجومية جريئة وغير متوقعة بقوات مدرعة ضد اضعف المواقع الأمريكية ، واخترقتها وتوغلت في قلب العمق المتحالف بين قوات باتون و قوات مونتجومري مستغلة تفوق كاسح في المدرعات ، لكن نظرا لغلق الثغرة وندرة موارد الوقود لدي القوات الألمانية فقد فشل الهجوم الأخير للقوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية وكان رأس الحربة فيه الجنرال الألماني ) هسلر ) .
نعود لموضوعنا الأصلي ، بعد فشل تطوير الهجوم المصري سارعت إسرائيل بتنفيذ الخطة (شوفاح يونيم ) و أسمها الكودي ( الغزالة ) .
فتم تكليف 3 مجموعات عسكرية بواجب تنفيذ الثغرة تحت القيادة المباشرة لشارون ، وتحت إشراف الجنرال بارليف (ممثل رئاسة الأركان).
والمجموعات هي :
1 - مجموعة شارون المدرعة وتتكون من 2 لواء مدرع ولواء مظلات .
2 - مجموعة برن (ابراهام ادان) 2 لواء مدرع .
3 - مجموعة كلمان ماجن 2 لواء مدرع ولواء ميكانيكي .
أي تم تجهيز قوة من 6 لواء مدرع حوالي 540 دبابة ، و لواء ميكانيكي 30 دبابة ، و لواء مظلات 2000 مظلي لكي تكون مسئولة عن تنفيذ الثغرة .
وتركت باقي الجبهة للقوات التي وصلت من الجولان ومن القوات التي تم تعويض خسائرها بفضل الجسر الأمريكي الذي بلغ زروته بعد 14 أكتوبر .

ثانيا : التسلل الإسرائيلي لغرب القناة .
بدأ الإسرائيليون تنفيذ خطتهم للعبور إلي غرب القناة فور فشل تطوير الهجوم ، و يؤكد شارون في مذكراته أن ساعة 900 صباح 16 أكتوبر 1973 كانت لديه كتيبة دبابات وكتيبة مظلات غرب القناة .
ومن المرجح أن تكون تلك القوة قد عبرت من الطرف الشمالي للبحيرات المرة وليس من الدفرسوار ، وكانت مهمة تلك القوة هي مهاجمة منصات الصواريخ سام 2 وسام 3 بواسطة أسلوب الضرب من مسافات بعيدة بقوة 2 إلي 3 دبابة في كل هجوم .
ونظرا لعدم وجود إنذار أو تحذير مسبق فقد فوجئت عناصر الدفاع الجوي بقصف الدبابات الإسرائيلية عليها مستهدفة الرادارات وهوائيات البطاريات مما أدي إلي تعطل عدد من البطاريات وفتح ثغرة في السماء .
جاءت بلاغات قوات الدفاع الجوي إلي غرفة العمليات بهجمات العدو كأول إنذار بوجود ثغرة ، وتم تحليل تلك البيانات والتوصل إلي نتيجة أن قوة العدو ما هي إلا قوة إغارة لا تزيد عن سبع دبابات وفورا بدأت مدفعية الجيش الثاني الميداني في ضرب منطقة الدفرسوار بالمدفعية ، ونظرا لأنها منطقة زراعات مانجو كثيفة فقد كان للضرب المدفعي تأثير ضعيف ، وقامت قوة صغيرة محلية بمهاجمة قوة العدو ، وفور انسحابها إلي زراعات المانجو في الدفرسوار ابلغ قائد القوة المحلية ، بأن قوة العدو لا تزيد بأي حال عن 7: 10 دبابات ، وانه اجبرها علي الانسحاب وهو ما لم يكن صحيحا بالمرة ، فالقوة الإسرائيلية المعزولة طبقا لكلام شارون هي 30 دبابة و تقبع وسط زراعات المانجو وما يظهر فقط هو عدد منها ، يقوم بأغارات علي منصات الصواريخ لتدميرها بعد أن فشل ضربها من الجو .
وبناء علي بلاغ قائد القوة المحلية أكتفت قيادة الجيش الثاني وقياده القوات المسلحة بالضرب المدفعي عليها مع إنذار قوات الدفاع الجوي فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولم تفطن القيادة المصرية من مغزى تدمير عدد من بطاريات الصواريخ في تلك المنطقة تحديدا إلا بعد فوات الأوان .

ثالثا : معارك اللواء 16 مشاه أيام 15- 16 أكتوبر .
لا أظن أن هنالك وحدة في الجيش المصري قاتلت وتعرضت لقتال عنيف مثلما تعرض لها اللواء 16 مشاه ، واللواء 16 مشاه هو الجنب الأيمن في رأس جسر الفرقة 16 مشاه ، وهو يمثل أقصي الجنب الأيمن للجيش الثاني الميداني ، و رأس جسر الفرقة 16 مشاه يضم أيضا قيادة الفرقة 21 المدرعة التي منيت بخسائر في تطوير الهجوم ، وعادت إلي رأس الجسر لتتمركز به ، لذلك ففي رأس جسر الفرقة 16 كان هناك 6 لواءات علي الورق (3 لواء من الفرقة 16 مشاه ، و3 لواء من الفرقة 21 المدرعة ) مما جعله مكتظا إلي أقصي درجه ومما جعل القصف الإسرائيلي المركز ضد الفرقة مؤثرا للغاية في حجم الخسائر .
ويتحكم اللواء 16 مشاه في تقاطعي طرق هامين للغاية هما تقاطع طرطور وتقاطع اكافيش (الممتدين من الدفرسوار إلي وسط سيناء ) وكان من المفترض أيضا أن يكون اللواء مسيطر علي موقع تل سلام الحصين والذي حُرر يوم 6 أكتوبر ، لكن لسبب ما تم ترك الموقع المحصن مهجورا بعد تحريره يوم 6 ، ويشمل موقع اللواء أيضا مزرعة الجلاء للأبحاث الزراعية والتي سماها الإسرائيليون بعد النكسة المزرعة الصينية ، نظرا لوجود كتابه باللغة اليابانية علي جدران المباني نظرا لوجود خبراء يابانيين يعملون بها قبل النكسة .
بدأ أول هجوم علي اللواء ساعة 0500 يوم 15 أكتوبر بقصف مدفعي مركز جدا أعقب ذلك تقدم لواء مدرع ( لواء توفيا – من فرقه شارون ) ضد اللواء الثالث ميكانيكي ( لواء الوسط بالفرقة 16 مشاه ) بهدف جذب الأنظار إلي الشرق بينما التركيز الإسرائيلي تجاه الجنوب واللواء 16 مشاه ، واستنتج المصريون أن الإسرائيليين يريدون طي جناح رأس الجسر المصري بهدف تقليص حجمه .
في نفس الوقت تحرك لواء امنون (من فرقه شارون ) تجاه الجنوب ليجد نقطة تل سلام مهجورة مما أشاع روح من التفاؤل لديهم فقد ظهرت القناة علي الأفق وبدون مجهود يذكر .
بعدها قام امنون بدفع كتيبة دبابات تجاه الشمال لمحاولة فتح محور اكافيش إلا أنه وجد أن المصريين قد أغلقوه .
وقام بدفع بقيه اللواء (عدا كتيبة ) تجاه الشمال بمحاذاة القناة لمهاجمة الكتيبة 16 مشاه من اللواء 16 مشاه ، وعند لحظة وصوله لمفترق طريق طرطور انهالت عليه الصواريخ م د من الكتيبة 16 ، وتم علي الفور تدمير 27 دبابة من أصل 58 بدأ بهم التحرك ، أي انه خسر 30 % من قوة لواءه في دقائق ورغم الخسائر إلا أن عدد من دباباته انطلق بحذاء الساتر الترابي الشرقي وفي لحظة وجد امنون نفسه وسط منطقة الشئون الإدارية للفرقة 16 مشاه ، حيث المئات من عربات الفرقة 16 والفرقة 21 المدرعة وكانت مفاجأة رهيبة للجانبين ودارت معركة قصيرة استخدمت فيها كافه أنواع الأسلحة المتيسرة فقد ضربت مدفعية الفرقة ضرب مباشر تجاه الدبابات المخترقة لمواقع الفرقة . وقامت كتيبتان من اللواء الأول مدرع بهجوم مضاد ناجح اجبر قوة امنون علي الارتداد جنوبا تجاه نقطه تل سلام وهو ينعي حظه من خسائره الكبيرة في ذلك الصباح .
جدير بالذكر أن لواء امنون كان المكلف بزحزحة دفاعات اللواء 16 مشاه إلي الشمال بهدف فتح طريق للقناة مما يعني حتمية سيطرته علي تقاطع طرق اكافيش طرطور، و كانت مهمة امنون المباشرة هي السيطرة علي المزرعة الصينية ( قرية الجلاء ) كمهمة مباشرة حتى يتثني لبرن وماجن العبور غربا .
و قام امنون بهجومه الثالث في ذلك اليوم بقوة كتيبة ميكانيكية تدعمها سرية دبابات للهجوم علي مفترق الطرق ، لكن فور تقدم السرية المدرعة تم ضربها بسرعة خاطفه و دُمرت عن أخرها ، أما الكتيبة الميكانيكية فقد انهمرت عليها المدفعية و قذائف م د مما أرغمها علي التوقف ، وفشلت كل محاولات انسحابها وتخليصهما من الاشتباك ، و مع الوقت أدرك امنون تماما أن القوة)) الكتيبة الميكانيكية وسرية الدبابات قد دُمرت عن أخرها ) (.
فحاول مرة أخري تخليص ما تبقي من الكتيبة الميكانيكية علي أمل وجود أحياء ، فدفع بسريه دبابات إلا أن تلك السرية عانت من قصف مركز حال دون تنفيذ مهمتها وانسحبت علي الفور .
في نفس الوقت دار حوار تليفوني بين ديان وجونين تختصره عبارتان :
ديان : لقد حاولنا لكن كل محاولتنا ذهبت أدراج الرياح ، ولذا اقترح إلغاء فكرة العبور لان المصريين سيذبحون أولادنا علي الشاطئ الغربي .
جونين : لو كنا نعلم مسبقا أن ذلك سيحدث ما بدأنا عمليه العبور ، أما الآن فقد عبرنا فلنستمر حتى النهاية المريرة .
وهاتان العبارتان تظهران مدي فداحة الخسائر الإسرائيلية في عمليه فتح محور العبور .
في يوم 16 قام امنون بهجومه الرابع بكل ما تيسر له من دبابات ، فهاجم بواسطة كتيبة مدرعة مدعمة ببعض دبابات تم إصلاحها ليلا ، لكنه استفاد من أخطائه في اليوم السابق ، ونظرا لقيامه باستطلاع قوي في الصباح فقد استطلع بنفسه ، و أدرك أن الدفاعات المصرية تتكون من ستائر من صواريخ م د مالوتكا و ساجر و ار بي جي واستنتج أن تلك القوة (الكتيبة 16 من اللواء 16 ) لابد و ان تعاني من نقص حاد في الذخيرة نتيجة معارك اليوم السابق ، و لذلك فقد استخدم أسلوب جديد وهو الاشتباك مع القوة المصرية من مدي بعيد نوعا ما حتى تنفذ ذخيرة المصريين ، ثم يشن هجومه الرئيسي ، و رغم أن قوة لواء امنون أصبحت 27 دبابة فقط من أصل 120 دبابة بدأ بها القتال في اليوم السابق ، إلا انه لم ييأس ، وادي تكتيك امنون الجديد إلي ما يريده ، فقد انسحبت القوة المصرية من موقع تقاطع الطرق بعد أن نفذت الذخيرة ، و أمن امنون موقع تقاطع الطريق ، و دعمه شارون بعدد 2 كتيبه دبابات لمواصلة هجومه ضد اللواء 16 مشاه بهدف الوصول إلي المزرعة الصينية ، فترك امنون ما تبقي من لواءه الأصلي في موقع تقاطع الطريق واستخدم الدعم الجديد له في مهاجمة المزرعة الصينية ، لكن الطريق تجاه المزرعة ظل مغلقا ، فكان النجاح الوحيد لامنون هو تأمين موقع تقاطع الطرق ، وليس لاقتحام الدفاعات لكن لانسحاب قوة الدفاع عنه لنفاذ الذخيرة م د .
وكان صبر شارون قد بدأ في النفاذ نظرا لجسامة الخسائر في لواء امنون ولان المحور ظل مغلقا ، فطلب شارون أن يعبر ادان علي المعدية الوحيدة في الشاطئ الشرقي وان يتم تجاهل دفاعات المزرعة الصينية إلا أن بارليف رفض طلبه حيث أن إمداد 300 دبابة بالوقود والذخيرة سيكون معرضا للخطر الدائم طالما المزرعة الصينية مازالت في يد المصريين ، وعليه فقد اصدر بارليف أوامره بأن تقوم فرقه برن بتطهير محور اكافيش وطرطور من القوات المصرية ، و فور إعادة تجميع فرقه شارون المنهكة تتولي بعدها بالكامل احتلال المزرعة الصينية كواجب أساسي لها .

برن يواجه اللواء 16مشاه .
انسحبت فرقه شارون جنوبا لإعادة التجميع بعد خسائر لواء توفيا ولواء امنون في القتال ، واندفعت فرقه برن من الطاسة إلي الدفرسوار للتعامل مع اللواء 16 مشاه المنهك ، وكانت معظم دبابات برن جديدة من مخازن الأطلنطي ومرتباتها كاملة ، في حين أن اللواء 16 قد امضي 36 ساعة متواصلة في قتال كامل وفور وصول فرقه برن للمنطقة بدأت دباباته تصاب الواحدة تلو الأخرى ، فأطقم اقتناص الدبابات تملئ المنطقة ، فسحب قواته للخلف وطلب دعم مشاه ، وتمثل هذا الدعم في لواء مظلات وصل جوا من راس سدر ، وكانت مهمة اللواء كما شرحها برن لقائده المقدم ايزاك ( تطهير المحور ) . و في الساعة 2300 من ليله 16 أكتوبر بدأت وحدات المظلات في التقدم تجاه المواقع المصرية من الشرق للغرب ، وعند وصولها لمنطقة ضيقة لا يزيد عرضها عن 2 كيلو متر ، فتحت أبواب الجحيم علي هذا اللواء ، و انهمر سيل من قذائف المدفعية والهاون وصواريخ الكاتيوشا علي رأس اللواء المتقدم علي الأقدام ، واكتشف المظليون وجود عدد من الرشاشات المتوسطة ( جرينوف ) في مواقع حصينة تغمر المنطقة بطلاقتها ( وهنا يظهر أهمية استطلاع ارض المعركة قبل المعركة ) . و قرر المظليون التقدم بأي شكل و دارت معركة دموية بكل المعاني ، فلم يكن المصريون في حاجه لان يخرجوا من دفاعاتهم لمقابلة المظليين ، والذي قال قائدهم (( لقد تبعثرت أشلاء جنودي علي خطوط الدفاع المصرية )) .
وعبثا حاول المظليون التقدم أو الانسحاب ، و لكن كل ما استطاعوا القيام به هو إلصاق وجوههم في الأرض و الانكفاء طوال الوقت ، ومع أول ضوء من يوم 17 اتضح لبرن أن قوة المظليين في وضع سيء جدا مما يعني تأخر فتح المحور وتأخر دفع الجسر إلي المياه لتنفيذ العبور .
فأصدر برن أوامره باستطلاع محور اكافيش من الجنوب ، ووصلت سرية الاستطلاع إلي خط المياه في مفاجأة تامة، فقد أستطاع لواء المظلات الإسرائيلي بدون قصد أن يشد انتباه المصريين إليه ، وان يغفل المصريون بدون قصد ما يحدث في الجنوب منهم ، وعليه فقد أعطي برن أوامره بدفع الجسر إلي المياه بأقصي سرعة مستغلا انشغال المصريين في لواء المظلات وفعلا نزل الجسر إلي المياه في السادسة صباح 17 أكتوبر 1973 .
أما لواء المظلات ( المنهك ) فقد اصدر بارليف أوامره بدفع كتيبة دبابات بهدف ستر انسحاب هذا اللواء ، لكن قائد لواء المظلات كان يشك في مقدرة الدبابات في معرفة موقع قواته ، فقام بأكبر تصرف غبي في الحرب ، فقد أطلق قنبلة دخان ليرشد قائد الدعم لموقعه ، مما ساعد المصريين في ضبط توجيه المدفعية أكثر و أكثر ، وانهالت القذائف مرة أخري علي اللواء وعلي كتيبة الدبابات لتحدث خسائر اقل ما يقال عنها أنها فادحة جدا في صفوف الإسرائيليين . وانسحب اللواء المظلي بعد أن خسر 70 قتيلا و100 جريح مع خسارة 13 دبابة من كتيبة الدعم بعد 14 ساعة من القتال المتواصل .

اول تعامل مصري مع الثغرة .

وضح للقياده المصريه مع ليلة 17 / 16 أن القيادة الإسرائيلية تخطط للعبور غرب القناة .
فتم وضع خطة لغلق ممر المرور شرق القناة وتدمير قوات العدو غرب القناة .
وتمثلت في الآتي :
ضربة رئيسية من اللواء 25 مدرع من الجنوب للشمال .
ضربة رئيسية بقوة الفرقة 21 المدرعة من الشمال للجنوب .
ضربة رئيسية من اللواء116 ميكانيكي غرب القناة ( من الشرق للغرب) .
والهدف من الخطة هو غلق ممر الاختراق من الشرق ، و تدمير قوة العدو غرب القناة ، وذلك بناء علي المعلومات المتوافرة صباح يوم 16 أكتوبر .
ولم يتم عمل استطلاع قبل المعركة نهائيا، فلم يعرف المصريون أن قوة ال 7 دبابات التي قال عنها قائد القوة المحلية قد أصبحت مع ظهر يوم 17 / 300 دبابة .
وكان متوقع أن دبابات اللواء 25 مدرع ستتقابل وجها لوجه مع دبابات الفرقة 21 المدرعة في نقطة ما ، فتم عمل تنظيم تعاون سريع تحدد فيه ضرورة توخي الحذر البالغ ، وتم وضع اللواء 25 مدرع مستقل تحت قياده الجيش الثالث ، وتم سحب كتيبة من اللواء الثالث مدرع ليتم وضعها في رأس جسر الفرقة السابعة مشاه لسد فراغ خروج اللواء 25 مدرع . وجدير بالذكر أن اللواء 25 مدرع بقيادة العقيد احمد حلمي بدوي يعد من اقوي ألوية الدبابات المصرية ، بما له من دبابات تي 62 ذات مدفع 115 ملم الجبار والدقيق جدا في ذلك الوقت .
معركة اللواء 25 مدرع مستقل .
مع بدء تحرك اللواء من رأس جسر الفرقة السابعة مشاة تعرض اللواء لقصف مدفعي بعيد المدى وهجمات جوية بقنابل البلي ( الجيل الأول من القنابل العنقودية ) مما أدي لتوقف عده عربات نتيجة انفجار الإطارات ، و توقف كل عربات مدفعية اللواء بعد أن مر اللواء بنقطة كبريت المحررة مما حرم اللواء المدرع من قوة المدفعية الخاصة به .
ويقول الجنرال ادان ( لقد كنا بانتظار هذا اللواء وجهزنا له منطقة قتل وكانت الرؤية مثالية ، فقط كان لنا هذا اللواء هدف مثالي ) .و وصل اللواء إلي منطقة جنوب تل سلام ب 2 كيلو متر علي مسافة بعيدة جدا من منطقة دفعه ، و وقع في الكمين المحكم الذي أعده له ادان ، فوقعت كتيبة المقدمة في كمين من كافه الجهات ، و أصيبت بخسائر فادحة ، واستطاعت عدة دبابات الانتشار في اليمين واليسار وفتح نقاط ضرب علي الكمين ، وكانت ستائر صواريخ م د الإسرائيلية مؤثرة جدا علي اللواء ، وطلب قائد اللواء دعم مدفعي وجوي ، بالإضافة للسماح له بالتمسك بالأرض ، لكن قياده الجيش رفضت تمسكه بالأرض وأصرت علي تنفيذ المهمة ، وبناء عليه أمر قائد اللواء قواته بقتح النسق الثاني و محاولة تطويق كمين العدو ، فحاولت كتيبة اليمين التقدم ، لكنها أُصيبت بخسائر جسيمة ، و أما كتيبة اليسار والتي حاولت الفتح فقد وقعت في حقل ألغام و أُصيبت معظم الدبابات ، و طلب قائد اللواء مرة أخري التوقف وتحسين الأوضاع و طلب دعم مدفعي ، لكن الأوامر كانت صارمة بالتقدم و مقابلة الفرقة 21 المدرعة ( طب الراجل يعمل ايه ؟ ده في كمين ) ، لكن الرجل تصرف فقد أمر دبابته بالانتشار في نطاق اللواء والاستتار بالهيئات الحاكمة والتراشق النيراني فقط ، وعندما هبط الليل ارتد بما بقي من دباباته إلي نقطه كبريت .
وتقول المصادر الإسرائيلية أن اللواء 25 دخل المعركة ب 96 دبابة دُمر منهم 86 دبابة في ارض الكمين ، أما المؤرخ جمال حماد فيقول أن اللواء دخل المعركة ب 75 دبابة رجع منهم لنقطه كبريت عشر دبابات فقط .
وهكذا أُسدل الستار عن اللواء 25 مدرع يوم 17 أكتوبر بخسارته 85% من دباباته ،
في معركة أُسئ التخطيط لها ، و أُسئ القيادة فيها من قبل الجيش الثالث .

معركة الفرقة 21 المدرعة لغلق الثغرة .
تم وضع اللواء الأول مدرع من الفرقة 21 لتنفيذ تلك المهمة ألا و هي الالتقاء مع اللواء 25 مدرع في نقطه غلق الثغرة وكانت دبابات اللواء قد تقلصت إلي 53 دبابة فقد بعد خسائر في تطوير الهجوم
، و في الساعة 900 بدأ اللواء الهجوم ونجح في الوصول إلي جنوب المزرعة الصينية وتدمير العدو بها، لكنه تعرض لقصف مدفعي وجوي مكثف جعل استمرار تقدمه مستحيلا فحاول أن يتمسك بالأرض لكنه اضطر مرغما علي الانسحاب ليلا إلي داخل رأس الجسر بعد أن خسر عشرين دبابة ، ليصل عدد دباباته إلي 33 دبابة في نهاية اليوم وهو ما يعادل كتيبه دبابات .
وقام امنون بهجوم مضاد ناجح تمكن خلاله من احتلال المزرعة الصينية بعد أن أُنهكت قوة الدفاع عنها ونفذت ذخيرة جزء منها ، ليكون بذلك قد نفذ الهدف الأساسي الذي وُضع له منذ يومين وفشل فيه علي مدار 48 ساعة من القتال المتواصل ،
و نظرا لتردي حاله الفرقة 21 مدرعة واستنزاف دباباتها في معارك خاطئة فقد تم دعمها بكتيبة دبابات من اللواء 24 مدرع الملحق علي الفرقة الثانية مشاه .

معركة اللواء 18 ميكانيكي.
صدرت الأوامر للواء 18 ميكانيكي ( من الفرقة 21 ) بسرعة الهجوم علي الموقع الحيوي للمزرعة الصينية واستعاده الأوضاع كما كانت ، فبدأ اللواء هجومه في الخامسة مساء يوم 17 للهجوم من الشمال للجنوب ونظرا لان العدو استغل الدفاعات المصرية السابقة في المزرعة بكفاءة عالية ، فقد استطاع امنون أن يدافع عن موقعه بكفاءة عالية و يكبد اللواء 18 خسائر عالية ، حدت العميد العربي قائد الفرقة 21 إلي سحبه وتدعيمه بسرية من اللواء 14 مدرع والذي يُعاد تجميعه داخل رأس الجسر .
معركة اللواء 116 ميكانيكي ( غرب القناة ) .

هدف اللواء هو التقدم وتدمير قوة العدو في منطقه الدفرسوار و نظرا لان أخر البلاغات تقدر قوة العدو ب 7 دبابات فقط ، فقد كانت مهمة هينة لقائد اللواء ، وفور تقدم اللواء علي طريق أبو سلطان – المعاهدة . لكن القوات الإسرائيلية نصبت لها كمينا في منطقه تبعد عشر كيلو مترات عن بلاغات الاستطلاع ، ففوجئ قائد اللواء بالكمين الإسرائيلي المحكم وتم تدمير اللواء تقريبا واختراق خطوطه .

معارك القوات الخاصة يوم 17 / أكتوبر .
الصاعقة:
تم إصدار الأوامر للكتيبة 73 من المجموعة 129 صاعقة بالتقدم وتدمير قوات العدو علي الجانب الغربي للقناه ، وتم دفع سرية من تلك الكتيبة إلي اتجاه مطار الدفرسوار بهدف تأمين المطار ، وفور اقترابها اشتبكت السرية بكتيبه دبابات إسرائيلية تحتل المطار وتم تدعيم قوة العدو بسريه مظلات ، وظل الاشتباك قائما حتى الليل بدون تحقيق نتائج للجانبين ، لكن سرية الصاعقة اضطرت للانسحاب لنفاذ الذخائر ، أما باقي سرايا الكتيبة 73 فقد وصلت سريه منهم إلي شاطئ البحيرات المرة ، واشتبكت مع العدو في قتال شرس ، وتم تدمير عدة دبابات للعدو وصدرت الأوامر للسرية بالانسحاب ، لكنها لم تتمكن ، ونظرا لأنها مشتبكة بقوة فقد خسرت أفرادا كثيرة في الاشتباك
المظلات :
صدرت الأوامر للكتيبة 85 بقياده عاطف منصف بالتقدم مع كتيبة دبابات من الفرقة 23 ميكانيكي بهدف الوصول إلي مرسي أبو سلطان ( أقصي شمال البحيرات ) )و مطار الدفرسوار ). وبدأ التحرك الساعة الرابعة عصر يوم 17 القوة الأولي في اتجاه مرسي أبو سلطان ، و عند وصولها إلي ترعة السويس وقعت السرية في كمين واستشهد معظم ضباطها وفشلت في تحقيق المهمة . أما القوة الثانية فقد انفصلت عن كتيبه الدبابات نظرا لفارق السرعة ووقعت كتيبه الدبابات في كمين أخر و دُمرت علي أخرها ، واضطرت قوة المظلات إلي العمل بمفردها والاشتباك مع قوة العدو في مطار الدفرسوار بدون معاونه ثقيلة . وتعرضت الكتيبة لخسائر جسيمه وارتدت باقي الكتيبة إلي وصلة أبو سلطان حيث سحبت إلي انشاص لإعادة التجميع .
ويتضح لنا من سرد أحداث يوم 17 / أكتوبر فشل كل القوات التي أوكلت لها مهام في تحقيق المهام الموكلة لها ، وتدمير عدد كبير من الدبابات لسبب واحد هو غياب الاستطلاع ، حيث أدي
غياب الاستطلاع إلي وقوع اللواء 25 مدرع واللواء 116 و الكتيبة 73 و الكتيبة 85 في كمائن محكمة أدت إلي استشهاد المئات وخسارة العشرات من الدبابات . كذلك أدي غياب الاستطلاع إلي سوء تخطيط العمليات ، فاللواء 116 اشتبك في كمين علي مسافة بعيده جدا عما توقعه قائد اللواء ، فلم يكن قد قام بالفتح لقواته واعدها للاشتباك . كذلك أدي غياب الاستطلاع لعدم معرفه مواقع العدو للتعامل معها بما يجب ، فتم دفع سرية مظلات للتعامل مع كتيبه دبابات في مطار الدفرسوار ، وحيث أن القيادة المصرية لم تكن علي علم بوجود إلا 7 دبابات فقد اصطدمت القوات غرب القناة ب 100 دبابة هم قوة لواء من فرقه شارون ، والتي عبرت في غفلة من الزمن صباح يوم 17.
أوضاع القوات الإسرائيلية ليلة 17 / 18.
فرقة برن :
تقوم بإعادة التجميع والتنظيم بعد نجاحها في تدمير اللواء 25 مدرع مستقل وتم سحب لواء من قواته لمصلحة القيادة الجنوبية ، ومع حلول الليل أصبح جاهزا للعبور بقوة 200 دبابة ،
وليلا عبر برن القناة مع قواته تحت قصف عنيف جدا حيث أصبحت القيادة المصرية علي يقين بأنها ليست مسالة تسلل إسرائيلي فقط بل معركة تكتيكيه قويه جدا ، فتم حشد مجهود الجيش الثاني كله ومع مدفعية الفرقة 16 مشاه و الفرقة الثانية مشاه في الضرب ضد منطقه العبور ، و أُصيب الجسر وتم استكمال العبور بالمعديات وغرقت عده دبابات بأطقمها الكاملة من الجنود في قاع القناة و في الساعة 400 صباح يوم 18 كانت فرقه برن قد أتمت عبورها و أصبح لدي إسرائيل غرب القناة 300 دبابة ، عبارة عن لواء مدرع يتبع شارون ولواءين يتبعان برن ولواء مظلات تابع لشارون
فرقه كلمان ماجن :
لم تشتبك في قتال فعلي منذ يوم 14 ، ومرتباتها كاملة وفي انتظار الآذن بالعبور
فرقه شارون :
تقلصت إلي لواء مدرع و آخر مظلات فقط بعد سحب لواء للقيادة الجنوبية ( لواء امنون ) والذي أُوكل إليه الاستمرار في محاولات تعميق ممر العبور و إزاحة الفرقة 16 مشاه إلي الشمال
وهربت من يد القيادة المصرية فرصة ذهبية لتصفية الثغرة يوم 17 ، لكن الاستخدام الخاطئ للتكتيك العسكري في حرب المدرعات أدي لتلك الخسائر وعدم غلق الثغرة .
وعند زيارة ديان للجبهة للوقوف علي معارك 15و16و17 أكتوبر قال :
(( لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لأرض المعركة فقد كانت المئات من الدبابات والعربات العسكرية محترقة ومدمرة ومتناثرة في كل مكان ولا يبعد عن بعضها البعض سوي أمتار قليله ، وكانت من بين الأسلحة المدمرة صواريخ سام 2 وسام 3 ومع اقترابي من كل دبابة كنت أتمني أن لا أري العلامة الإسرائيلية عليها وانقبض قلبي كثيرا من كثرة الدبابات الإسرائيلية المدمرة ، فقد كان بالفعل هناك العشرات منها ، و لم أشاهد هذا المنظر طوال حياتي العسكرية حتى في أفظع الأفلام السينمائية الحربية فقد كان أمامي ميدان واسع لمذبحه أليمة تمتد إلي أخر البصر فقد كانت تلك الدبابات والعربات المحترقة دليلا علي المعركة الأليمة التي دارت هنا )).

أوضاع القوات المصرية صباح يوم 18 / 10 / 1973.

اللواء 25 مدرع ................... أُبيد تماما عدا عشر دبابات في نقطه كبريت للدفاع .
اللواء 116 ميكانيكي ............. دمر 90% منه .
اللواء 18 ميكانيكي ............... دمر 60% منه من يوم 14.
اللواء الأول مدرع ................ دمر له 80 % بدء من يوم 14.
اللواء 16 مشاه .................... دمر له 90% من معداته ويعاد تجميعه مرة أخري .
عامة الفرقة 21 مدرعة مجرد اسم فقط ، وقوتها لا تصل إلي حجم كتيبتي دبابات .
والفرقة 16 مشاه منهكة اشد الإنهاك من القتال المتواصل ونقص ذخائر م د .
باقي الفرق المصرية شرق القناة لم تتعرض لأي قتال يذكر .
أما غرب القناة فهناك الفرقة الرابعة في الجنوب عدا لواء ، وهناك اللواء الثالث مدرع من احتياطي القيادة العامة ، ولواء حرس جمهوري في القاهرة .
بالإضافة إلي مجموعة صاعقة ولواء مظلات عدا كتيبة .
خطه تصفيه الثغرة يوم 18 أكتوبر .

ضربة من رأس جسر الفرقة 16 مشاه تقوم بها الفرقة 16 و الفرقة 21 المدرعة ضد المزرعة الصينية بهدف إعادة احتلالها ، و ضد النقطة الحصينة في الدفرسوار و غلق ثغرة العبور في الدفرسوار و إعادة الأوضاع كما كانت .
ضربة ضد القوات الإسرائيلية غرب القناة يقوم بها اللواء 23 مدرع من احتياطي القيادة العامة ، يساعده ما تبقي من اللواء 116 ميكانيكي بينما يقوم اللواء 182 مظلات (عدا كتيبه ) باحتلال المصاطب الدفاعية غرب القناة و استخدامها في ضرب القوات الإسرائيلية ، وحماية جنب الفرقة 16 والفرقة 21 عبر القناة .

الفـــــــــــــرقة 21 تذبح .
قوة الهجوم شرق القناة وصلت إلي 80 دبابة بعد أن تم دعمها بكل ما يمكن من دبابات في قطاع الفرقة 16 ، و قبل الهجوم تم قصف مكثف ضد الفرقة 16 أُصيب فيها العميد عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 ، وتولي العميد أنور حب الرمان أركان حرب الفرقة القيادة ،
عند بدء تحرك اللواء 18 ميكا وقع تحت قصف جوي ومدفعي عنيف وتوقف عن التقدم و أُضطر للعودة لنقطة دفعه داخل رأس الجسر بعد أن تكبد خسائر عاليه حيث ظهر جليا مدي تأثير طيران العدو بدون غطاء الدفاع الجوي .
اللواء الأول مدرع و أثناء تقدمه أشتبك مع دبابات العدو ، ودمر للعدو 13 دبابة و خسر 41 دبابة ، بدء بهم القتال نظرا لتعرضه للضرب من الأجناب و عاد إلي مواقعه 9 دبابات فقط .
وتحول الهجوم المصري إلي دفاع مستميت ضد الهجوم المضاد الإسرائيلي الذي يقوده امنون بهدف توسيع ممر العبور إلي الشمال و لإنقاذ الموقف تحرك اللواء 24 من قطاع الفرقة الثانية مشاه إلي قطاع الفرقة 16 لمنع تقدم العدو بتعليمات من قائد الجيش الثاني اللواء عبد المنعم خليل .
عمليات اللواء 23 مدرع غرب القناة .
اللواء 23 من الفرقة الثالثة مش ميكانيكي احتياطي القيادة العامة :
وصل اللواء 23 مدرع إلي تقاطع عثمان احمد عثمان يوم 17 وظل مكانه 24 ساعة بدون أوامر ، و في يوم 18 صدرت له الأوامر بالتقدم لتدمير قوة العدو الموجودة بالدفرسوار علي أن تعاونه بقايا اللواء 116 ميكانيكي ، وقوات اللواء 182 مظلات و الصاعقة .
قام قائد اللواء – العميد حسن عبد الحميد بوضع خطة هجوم اللواء علي أساس هجوم بنسق واحد
(( يتساءل المؤرخ جمال حماد في كتابه ص 470 أن هذا اللواء تم سحب كتيبة منه يوم 17 ، و رغم ذلك فأن اللواء قد هاجم بتشكيل مكون من 3 كتائب فهل كان تشكيل اللواء مختلف عن باقي الجيش المصري؟؟؟؟ )) .
وجدير بالذكر أن قوة مدفعية اللواء قد سُحبت منه منذ فترة فهاجم بدون مدفعية .
بعد قصف مدفعي وجوي الساعة 700 صباح يوم 18 أكتوبر تمهيدا لتقدم اللواء ، بدء التقدم و مر بدفاعات اللواء 116 ميكانيكي ، و به قيادة الفرقة 23 ميكانيكي قيادة العميد احمد عبود الزمر ،
و أثناء تقدم اللواء تعرض لضرب مدفعي بعيد المدى من عيارات 155 و 175 ملم ،
و دخل اللواء ارض المعركة ( و كالعادة لعدم وجود استطلاع ) فقد وقع في كمين محكم من دبابات برن وستائر صواريخ م د . و لم يتمكن اللواء من الإفلات وقاتل رجال اللواء ببسالة ، و أُصيب قائد اللواء ، وعادت قوة من 8 دبابات فقط بعد أن قصف الجيش الثاني غلالة دخان لستر ارتداد ما تبقي من اللواء ، و ارتدت الثمان دبابات إلي موقع اللواء 116 ميكانيكي .
و هكذا لحق اللواء 23 مدرع بأخوته الألوية 25 و 1 و14 و 116 و 18 .
و تحولت القوات الإسرائيلية إلي الهجوم المضاد ، فقام لواء مدرع بقيادة ( نيتكا ) بمهاجمة موقع اللواء 116 ميكانيكي ، وكان محور هجومه من الشرق إلي الغرب ، أي أنه يأتي من خلف اللواء ،
و هاجم نيتكا و قاوم اللواء 116 ، و فتحت مدفعية اللواء نيرانها بالضرب المباشر مما احدث خسائر فادحه في لواء نيتكا ، وطوال يومي 18 / 19 أكتوبر لم تكف الاشتباكات مع بقايا اللواء 116 .
الملاحظ هنا هو سرعة رد فعل رجال المدفعية في الخطوط الخلفية عندما رصدوا تقدم لواء نيتكا من خلفهم ، فقد بدئوا الضرب بمدفعية الميدان عيار 120 ملم بضرب مباشر كان يقطع أوصال الدبابات المعادية ، وفي الساعة 900 يوم 19 أكتوبر هاجم نيتكا مرابض مدفعية اللواء ، ودار قتال يصفه الخبراء الإسرائيليون بالخيالي ، و استمرت المعركة لمده 3 ساعات من جانب رجال المدفعية و دبابات نيتكا . و أنقطع الاتصال بالجيش الثاني ، و اتضح بعدها أن دبابات العدو اخترقت دفاعات اللواء ، ووصلت لمقر قيادته ، وقاتل العميد احمد عبود الزمر ببسالة حتى أُستشهد تحت جنزير دبابة إسرائيلية .
وبعد انهيار اللواء 116 ميكانيكي بعد معركة بطولية ، تم سحب ما تبقي منه ، ومن اللواء 23 مدرع إلي منطقة أبو صوير لإعادة التجميع والتنظيم .
و بهذا تنتهي أخر المعارك الرئيسية في حرب أكتوبر المجيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق