إذا كانت القوة الإسرائيلية التي يقودها ثلاث جنرالات هم شارون و ادان و ماجن قد تمكنت من الوصول لمشارف الإسماعيلية شمالا والسويس جنوبا مطوقة بذلك الجيش الثالث .
فقد فشل شارون من دخول الإسماعيلية يوم 22 أكتوبر بسبب بسالة رجال الصاعقة و المظلات المصريين الذين أنيط لهم دور الدفاع عن الإسماعيلية ، و بسبب حسن توقع اللواء عبد المنعم خليل القائد الجديد للجيش الثاني لمحاور الهجوم وتركيزه في الدفاع عن تلك المحاور ، فلم يحاول شارون مرة أخري مهاجمة الإسماعيلية بعد أن كبدته قوات الصاعقة و خاصة المجموعة 127 صاعقة بقيادة العميد أسامة إبراهيم خسائر كبيرة .
أما الجنرال ادان و من خلفه الجنرال ماجن اللذين انطلقا بفرقهم المدرعة تجاه السويس لاحتلالها بعد أن استمع لنصيحة الجنرال بارليف القائد الفعلي للقيادة الجنوبية الإسرائيلية ، والذي أعطاه الاختيار (( إذا كانت بئر سبع فتقدم ، إنما إذا كانت ستالنجراد فلا تتقدم (( أي إذا كان احتلال السويس مثل بساطة احتلال بئر سبع عام 1948 فليتقدم ، أما إذا كانت عنيدة و صلبة كستالنجراد فلا تتقدم .
وتوقع ادان أن تكون السويس مثل بئر سبع فتقدمت دباباته ترفع أعلام المغرب والجزائر لخداع أي قوة مقاومة بالمدينة ، ورغم القصف الجوي العنيف للسويس يومي 22 و 23 إلا أن قوات المقاومة الشعبية تعاونها وحدات من الفرقة 19 مشاه متخصصة في اصطياد الدبابات تمكنت من صد التوغل الإسرائيلي علي كل المحاور ، و كبدت الدبابات الإسرائيلية خسائر كبيرة ، و أيضا سقط العشرات من جنود المظلات الإسرائيليين قتلي في معارك ضارية بين البنايات وداخلها ، فقد كانت معركة من شارع لشارع ومن بناية لأخرى .
وبعد فشل هجومه تأكد ادان أن السويس لم تكن بئر سبع ولم تكن ستالنجراد ، إنما وضعت السويس أسمها في موقع جديد لمدينة باسلة هب شعبها مع جنود جيشها للدفاع عنها ومنع سقوطها .
فقد فشل شارون من دخول الإسماعيلية يوم 22 أكتوبر بسبب بسالة رجال الصاعقة و المظلات المصريين الذين أنيط لهم دور الدفاع عن الإسماعيلية ، و بسبب حسن توقع اللواء عبد المنعم خليل القائد الجديد للجيش الثاني لمحاور الهجوم وتركيزه في الدفاع عن تلك المحاور ، فلم يحاول شارون مرة أخري مهاجمة الإسماعيلية بعد أن كبدته قوات الصاعقة و خاصة المجموعة 127 صاعقة بقيادة العميد أسامة إبراهيم خسائر كبيرة .
أما الجنرال ادان و من خلفه الجنرال ماجن اللذين انطلقا بفرقهم المدرعة تجاه السويس لاحتلالها بعد أن استمع لنصيحة الجنرال بارليف القائد الفعلي للقيادة الجنوبية الإسرائيلية ، والذي أعطاه الاختيار (( إذا كانت بئر سبع فتقدم ، إنما إذا كانت ستالنجراد فلا تتقدم (( أي إذا كان احتلال السويس مثل بساطة احتلال بئر سبع عام 1948 فليتقدم ، أما إذا كانت عنيدة و صلبة كستالنجراد فلا تتقدم .
وتوقع ادان أن تكون السويس مثل بئر سبع فتقدمت دباباته ترفع أعلام المغرب والجزائر لخداع أي قوة مقاومة بالمدينة ، ورغم القصف الجوي العنيف للسويس يومي 22 و 23 إلا أن قوات المقاومة الشعبية تعاونها وحدات من الفرقة 19 مشاه متخصصة في اصطياد الدبابات تمكنت من صد التوغل الإسرائيلي علي كل المحاور ، و كبدت الدبابات الإسرائيلية خسائر كبيرة ، و أيضا سقط العشرات من جنود المظلات الإسرائيليين قتلي في معارك ضارية بين البنايات وداخلها ، فقد كانت معركة من شارع لشارع ومن بناية لأخرى .
وبعد فشل هجومه تأكد ادان أن السويس لم تكن بئر سبع ولم تكن ستالنجراد ، إنما وضعت السويس أسمها في موقع جديد لمدينة باسلة هب شعبها مع جنود جيشها للدفاع عنها ومنع سقوطها .
ما بعد فشل سقوط الإسماعيلية و السويس .
بحياديه تامة نستطيع أن نؤكد أن القوات الإسرائيلية قد وضعت نفسها بدءا من يوم 25 أكتوبر في وضع عسكري قاتل لها من كل النواحي ، فلم يكن لديها حل سوي الثبات في موقعها والبدء في معركة صبر وتحمل و استنزاف ، مما يعني الاستمرار في حاله تعبئة عسكرية طويلة وهو ما كان يعني إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي أكثر و أكثر .
الوضع العسكري الإسرائيلي :
1-فقدت القوات الإسرائيلية قوة الهجوم ، و أُجبرت علي التوقف لعدم وجود أهداف يمكن التقدم نحوها لتحقيق هدف عسكري أو إعلامي .
2- تحتل القوات الإسرائيلية مساحة اكبر بكثير من حجم القوات الموجودة فعليا داخل الثغرة ، مما يعني عدم تحكمها الكامل في كل المناطق ، وهذا يؤدي إلي سهولة تسلل عناصر الصاعقة المصرية إلي قلب معسكرات القوات الإسرائيلية وقطع خطوط الإمداد الحيوية لها ، وهو ما حدث في الفترة من أول نوفمبر 73 و حتى يناير 74 .
3- القوات الإسرائيلية تتنفس عبر ممر ضيق عرضه 10 كيلو مترات في منطقة الدفرسوار وهو الممر الوحيد البري المؤدي إلي القوات داخل منطقه الثغرة ، وهو وضع خاطئ .
4- القوات الإسرائيلية لا يمكنها التقدم تجاه القاهرة غربا لوجود الفرقة الرابعة المدرعة ، ولا يمكنها التقدم تجاه الإسماعيلية شمالا لوجود ترعة الإسماعيلية كمانع طبيعي ، ومن أمامها قوات صاعقة ومظلات مدربة علي اصطياد الدبابات ، ولا يمكنها التقدم جنوبا بحذاء البحر الأحمر لعدم وجود أهداف تكتيكية أو إستراتيجية مهمة لها في الجنوب غير مدينه الغردقة و التي تبعد مائتي كيلو متر تقريبا ولا تمثل آي أهمية إستراتيجية أو عسكرية.
5- تعاني القوات الإسرائيلية من طول خطوط الإمدادات لها ، والتي تمتد من الطاسه علي المحور الأوسط لمسافة طويلة جدا إلي الثغرة ، وتلك الخطوط معرضة لقطع بقوات الفرقة 16 مشاه شرق القناة .
وضع القوات المصرية :
إذا كانت القوات المصرية قد عانت بدءا من يوم 14 أكتوبر من قرارات القيادة العامة الخاطئة (( من قرار تطوير الهجوم الخاطئ ومرورا بالتعامل الخاطئ مع الثغرة )) .
فقد كانت الفترة من 14 إلي 25 أكتوبر فترة تخبط ، لكن بعد أن توقفت القوات الإسرائيلية و نفذت أهدافها وفشلت في احتلال الإسماعيلية والسويس بدأت القيادة المصرية في اتخاذ قرارات صحيحة وتمثل ذلك في الآتي :
1- سحب قيادة و أفراد الفرقة 21 المدرعة ، بدون دبابات إلي الغرب مرة أخري ، و إعادة تجميع الفرقة في منطقة أبو سلطان مرة أخري ( كما أراد الفريق سعد الشاذلي يوم 17 أكتوبر ) .
2- ارتداد حائط الدفاع الجوي للنسق الثاني واستمرار عمله بنجاح رغم الخسائر .
3- سحب مجموعات اقتناص الدبابات من الشرق و إعادة تكوينها تحت قياده الجيش الثاني .
4- إعادة تكوين الفرقة 23 مشاه ميكانيكي والفرقة 6 مشاه ميكانيكي مرة أخري وذلك بناء علي الإمدادات السوفيتية التي بدأت في الوصول بفاعليه بعد انتهاء القتال يوم 25 أكتوبر .
5- إعادة تجميع الفرقة الرابعة المدرعة في نطاق الجيش الثالث الميداني تحت القيادة العامة مباشرة بعد أن تم تغيير مسمي قوات الجيش الثالث شرق القناة إلي اسم قوات بدر .
6- حشد فرقة مشاه جديدة ، تتكون لواء مشاه مغربي ولواء مشاه مختلط من كتائب سودانية و إماراتية و فلسطينية وكويتية ، ووضعها في نطاق الجيش الثالث وتدعيمها بالمدفعيات اللازمة .
7- إعادة تدعيم الفرقة 16 مشاه شرق القناة ، بعد الخسائر التي تعرضت لها في معارك طاحنه أيام 15 و 16 و17 أكتوبر .
8- وضع اللواء المدرع الجزائري علي طريق السويس لصد أي هجوم إسرائيلي تجاه القاهرة .
و بلغة بسيطة أمكن للقوات المصرية في أول ديسمبر 1973 من تحقيق التوازن للقوات المصرية شرق القناة وغربها وتكوين قوة مدرعة و ميكانيكية كبيرة غرب القناة تحت مظلة حائط الصواريخ و في ظل خطوط إمداد قصيرة جدا .
وليس أدل علي ذلك مما قاله اللواء كمال حسن علي مدير إدارة المدرعات في حرب أكتوبر ، لكي يخبرنا في مذكراته عن كيفية استعادة الفرق المدرعة و الميكانيكية كفاءتها بسرعة .
فيقول في مذكراته (( مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه 354
(( يوم 26 أكتوبر قمت بزيارة الفرقة الرابعة المدرعة التي تم إمدادها بعدد كبير من الدبابات التي تم إصلاحها ، كما زرت اللواء المدرع الجزائري وقد تمركز فوق جبل غره جنوب الثغرة ، وكان المنظر من فوق الجبل لأرض المعركة يؤكد إمكانية تدمير القوات الإسرائيلية داخل الثغرة بسهوله حيث كان عرض المنطقة التي عبرت منها القوات الإسرائيلية في الدفرسوار 7 كيلومترات فقط ، وقد قامت لجنه من الكونجرس الأمريكي بزيارة الموقع يوم 7 نوفمبر بصحبة اللواء سعد مأمون و خرجت بانطباع يؤكد ضرورة التسوية السلمية لهذا الصراع ، لان القوات الإسرائيلية المحصورة داخل الثغرة أصبحت في حصار أوشك أن يكتمل ))
(( و في السابع من نوفمبر كنت في زيارة لوحدات شرق القناة وسمعت تصريحا لموشي ديان في الإذاعة الإسرائيلية يقول فيه أن مصر أكملت دفع الجيش الرابع الميداني حول الثغرة ، ولقد سعدت بهذا القول جدا حيث لم يكن الجيش الرابع في واقع الأمر سوي الإمدادات التي تلقيها إدارة المدرعات إلي الجبهة باستمرار تعويضا لخسائر القتال ، بعد أن وصل إلي مصر من يوغوسلافيا 94 دبابة جاهزة لركوب أطقمها ، كما استقبلنا لواء مدرع من ليبيا بدون أفراد ، علاوة علي وصول مدافع اقتحام من الجزائر ، وبعد زيارة بومدين إلي الاتحاد السوفيتي وصل إلينا 200 دبابة تي 62 خصصت بالكامل لدعم الفرقة 21 المدرعة ، حيث تركت دبابات الفرقة 21 المتبقية لدعم رأس جسر الفرقة 16 ، وعادت الفرقة 21 بدون دبابات إلي منطقه تمركزها الجديدة ، و تم تدريب أفرادها علي الدبابات الجديدة من طراز تي 62 خلال أسبوع واحد فقط ، ثم دُفعت الفرقة 21 إلي الجبهة مرة أخري علي مدار ثلاث أيام ، و أثارت غبارا يزيد طوله علي 30 كيلو متر ، و كان أخر يوم لوصولها هو 7 نوفمبر ، وهو ما واكب تصريح ديان بأن الجيش الرابع قد اكتمل حول الثغرة)) في هذه السطور نستطيع أن نتعرف تماما علي الحالة النفسية لوزير الدفاع الإسرائيلي ، الذي ظن أن إعادة تجهيز الفرقة الرابعة و الفرقة 21 المدرعتين هو بمثابة تجهيز جيش جديد يُسمي الجيش الرابع وهو ما لم يكن له وجود حقيقي )) .
الخطة شامل و تطورها .
رغم بدء سريان وقف إطلاق النار فعليا يوم 25 أكتوبر 1973 وبدء توافد قوات الأمم المتحدة علي المنطقة إلا أن الجبهة لم تكن هادئة بالمرة ، فالقوات المصرية الخاصة تقوم بعمل الكمائن لعربات الإمداد .
ذكر المؤرخ جمال حماد في كتابه المعارك الحربية علي الجبهة المصرية )) انه فور استعادة القوات المصرية لتوازنها بعد فشل القوات الإسرائيلية احتلال السويس ، فقد بدأت حرب استنزاف ثانية شملت 1500 اشتباك وقصف مدفعي شارك فيه مع القوات المصرية قوات من الجزائر والمغرب ، و أدت تلك الاشتباكات إلي الآتي :
- تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مجنزرة و10 رشاشات ثقيلة.- تدمير 36 بلدوزر و معدة هندسية وعربة ركوب.- إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية (سيرينا) بعطب جسيم.- إغراق قارب إنزال بحري.- قتل 187 فرد إسرائيلي فضلا عن مئات الجرحى.
وذلك خلال 440 عمليه هجوميه مصريه من شرق وغرب القناة .
لقد كان التخطيط والاستعداد للخطة شامل يسير جنبا إلي جنب مع حرب استنزاف طاحنة ، أبطالها بلا منازع رجال الصاعقة و المظلات التي عملت داخل عمق العدو ، و أحالت حياته إلي جحيم لدرجة أن عناصر الاستطلاع والمخابرات رصدت شيئين جديرين بالاهتمام :
الأول : أن القوات الإسرائيلية تنتشر نهارا ، و تعود إلي معسكراتها ليلا خوفا من الكمائن الليلية لقوات الصاعقة ، مما جعل دوريات إمداد الجيش الثالث السرية تسير بانتظام تام بعيدا عن القوافل التي تكون تحت سيطرة الأمم المتحدة وتحاول إسرائيل عرقلتها .
الثاني : تم رصد عملية زرع ألغام هستيرية تقوم بها القوات الإسرائيلية حول معسكرات قواتها ، و أن معدلات نشر الألغام تماثل ما قام به روميل بعد معركة العلمين ، وهي نسبة كبيرة مرجعها الخوف والرعب الشديد للقوات الإسرائيلية داخل الثغرة .
نعود إلي الخطة شامل التي وضعها اللواء سعد مأمون لتصفيه الثغرة ، و شارك فيها اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، الذي يطلعنا في مذكراته بدءا من صفحه 325 ، علي حقائق جديدة تتعلق بتعديلات جوهرية في الخطة قبل عرضها علي الرئيس :
منها إغلاق الفاصل بين قوات الجيشين الثاني و الثالث شرق القناة وغربها والتي تمتد إلي 30 كيلو متر هي طول البحيرات المرة ، وتحديد مسئوليات القادة ، لتجنب عيوب ترك تلك المساحة خالية شرق القناة مما جعل العدو يستغلها بحرية تامة .
و طبقا لكلمات اللواء عبد المنعم واصل ، فقد تم استقطاع قوات محددة من القوات الرئيسية ، بهدف حصار قوات العدو ومنعها من التوسع في أي اتجاه و هي كالآتي :
1- اللواء المغربي في منطقة بير عديب علي خليج السويس لمنع العدو من التوسع جنوبا .
2- اللواء المدرع الجزائري و معه اللواء السادس ميكانيكي والكتيبة 339 ميكانيكيه من اللواء 113 ميكانيكي تحتل النطاق الدفاعي الثاني للجيش الثالث من جبل عتاقة و حتى المدقات 12 و 13و 14 .
3- اللواء 18 ميكانيكي من الفرقة 21 المدرعة و معه اللواء 182 مظلات ( البعض يطلق عليه اللواء 150 ) واللواء 116 ميكانيكي تحتل المنطقة شرق جبل شبراويت إلي جنوب الإسماعيلية .
حددت خطة "العملية شامل2 " مهاجمة القوات الإسرائيلية في الغرب من 5 محاور محددة ،
ويمكن استنتاج نتائج المعركة وفق أوضاع القوات المتحاربة في ذلك الوقت .
المرحلة الأولي: ( تصفيه القوات الإسرائيلية غرب القناة ) .
الوضع العسكري الإسرائيلي :
1-فقدت القوات الإسرائيلية قوة الهجوم ، و أُجبرت علي التوقف لعدم وجود أهداف يمكن التقدم نحوها لتحقيق هدف عسكري أو إعلامي .
2- تحتل القوات الإسرائيلية مساحة اكبر بكثير من حجم القوات الموجودة فعليا داخل الثغرة ، مما يعني عدم تحكمها الكامل في كل المناطق ، وهذا يؤدي إلي سهولة تسلل عناصر الصاعقة المصرية إلي قلب معسكرات القوات الإسرائيلية وقطع خطوط الإمداد الحيوية لها ، وهو ما حدث في الفترة من أول نوفمبر 73 و حتى يناير 74 .
3- القوات الإسرائيلية تتنفس عبر ممر ضيق عرضه 10 كيلو مترات في منطقة الدفرسوار وهو الممر الوحيد البري المؤدي إلي القوات داخل منطقه الثغرة ، وهو وضع خاطئ .
4- القوات الإسرائيلية لا يمكنها التقدم تجاه القاهرة غربا لوجود الفرقة الرابعة المدرعة ، ولا يمكنها التقدم تجاه الإسماعيلية شمالا لوجود ترعة الإسماعيلية كمانع طبيعي ، ومن أمامها قوات صاعقة ومظلات مدربة علي اصطياد الدبابات ، ولا يمكنها التقدم جنوبا بحذاء البحر الأحمر لعدم وجود أهداف تكتيكية أو إستراتيجية مهمة لها في الجنوب غير مدينه الغردقة و التي تبعد مائتي كيلو متر تقريبا ولا تمثل آي أهمية إستراتيجية أو عسكرية.
5- تعاني القوات الإسرائيلية من طول خطوط الإمدادات لها ، والتي تمتد من الطاسه علي المحور الأوسط لمسافة طويلة جدا إلي الثغرة ، وتلك الخطوط معرضة لقطع بقوات الفرقة 16 مشاه شرق القناة .
وضع القوات المصرية :
إذا كانت القوات المصرية قد عانت بدءا من يوم 14 أكتوبر من قرارات القيادة العامة الخاطئة (( من قرار تطوير الهجوم الخاطئ ومرورا بالتعامل الخاطئ مع الثغرة )) .
فقد كانت الفترة من 14 إلي 25 أكتوبر فترة تخبط ، لكن بعد أن توقفت القوات الإسرائيلية و نفذت أهدافها وفشلت في احتلال الإسماعيلية والسويس بدأت القيادة المصرية في اتخاذ قرارات صحيحة وتمثل ذلك في الآتي :
1- سحب قيادة و أفراد الفرقة 21 المدرعة ، بدون دبابات إلي الغرب مرة أخري ، و إعادة تجميع الفرقة في منطقة أبو سلطان مرة أخري ( كما أراد الفريق سعد الشاذلي يوم 17 أكتوبر ) .
2- ارتداد حائط الدفاع الجوي للنسق الثاني واستمرار عمله بنجاح رغم الخسائر .
3- سحب مجموعات اقتناص الدبابات من الشرق و إعادة تكوينها تحت قياده الجيش الثاني .
4- إعادة تكوين الفرقة 23 مشاه ميكانيكي والفرقة 6 مشاه ميكانيكي مرة أخري وذلك بناء علي الإمدادات السوفيتية التي بدأت في الوصول بفاعليه بعد انتهاء القتال يوم 25 أكتوبر .
5- إعادة تجميع الفرقة الرابعة المدرعة في نطاق الجيش الثالث الميداني تحت القيادة العامة مباشرة بعد أن تم تغيير مسمي قوات الجيش الثالث شرق القناة إلي اسم قوات بدر .
6- حشد فرقة مشاه جديدة ، تتكون لواء مشاه مغربي ولواء مشاه مختلط من كتائب سودانية و إماراتية و فلسطينية وكويتية ، ووضعها في نطاق الجيش الثالث وتدعيمها بالمدفعيات اللازمة .
7- إعادة تدعيم الفرقة 16 مشاه شرق القناة ، بعد الخسائر التي تعرضت لها في معارك طاحنه أيام 15 و 16 و17 أكتوبر .
8- وضع اللواء المدرع الجزائري علي طريق السويس لصد أي هجوم إسرائيلي تجاه القاهرة .
و بلغة بسيطة أمكن للقوات المصرية في أول ديسمبر 1973 من تحقيق التوازن للقوات المصرية شرق القناة وغربها وتكوين قوة مدرعة و ميكانيكية كبيرة غرب القناة تحت مظلة حائط الصواريخ و في ظل خطوط إمداد قصيرة جدا .
وليس أدل علي ذلك مما قاله اللواء كمال حسن علي مدير إدارة المدرعات في حرب أكتوبر ، لكي يخبرنا في مذكراته عن كيفية استعادة الفرق المدرعة و الميكانيكية كفاءتها بسرعة .
فيقول في مذكراته (( مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه 354
(( يوم 26 أكتوبر قمت بزيارة الفرقة الرابعة المدرعة التي تم إمدادها بعدد كبير من الدبابات التي تم إصلاحها ، كما زرت اللواء المدرع الجزائري وقد تمركز فوق جبل غره جنوب الثغرة ، وكان المنظر من فوق الجبل لأرض المعركة يؤكد إمكانية تدمير القوات الإسرائيلية داخل الثغرة بسهوله حيث كان عرض المنطقة التي عبرت منها القوات الإسرائيلية في الدفرسوار 7 كيلومترات فقط ، وقد قامت لجنه من الكونجرس الأمريكي بزيارة الموقع يوم 7 نوفمبر بصحبة اللواء سعد مأمون و خرجت بانطباع يؤكد ضرورة التسوية السلمية لهذا الصراع ، لان القوات الإسرائيلية المحصورة داخل الثغرة أصبحت في حصار أوشك أن يكتمل ))
(( و في السابع من نوفمبر كنت في زيارة لوحدات شرق القناة وسمعت تصريحا لموشي ديان في الإذاعة الإسرائيلية يقول فيه أن مصر أكملت دفع الجيش الرابع الميداني حول الثغرة ، ولقد سعدت بهذا القول جدا حيث لم يكن الجيش الرابع في واقع الأمر سوي الإمدادات التي تلقيها إدارة المدرعات إلي الجبهة باستمرار تعويضا لخسائر القتال ، بعد أن وصل إلي مصر من يوغوسلافيا 94 دبابة جاهزة لركوب أطقمها ، كما استقبلنا لواء مدرع من ليبيا بدون أفراد ، علاوة علي وصول مدافع اقتحام من الجزائر ، وبعد زيارة بومدين إلي الاتحاد السوفيتي وصل إلينا 200 دبابة تي 62 خصصت بالكامل لدعم الفرقة 21 المدرعة ، حيث تركت دبابات الفرقة 21 المتبقية لدعم رأس جسر الفرقة 16 ، وعادت الفرقة 21 بدون دبابات إلي منطقه تمركزها الجديدة ، و تم تدريب أفرادها علي الدبابات الجديدة من طراز تي 62 خلال أسبوع واحد فقط ، ثم دُفعت الفرقة 21 إلي الجبهة مرة أخري علي مدار ثلاث أيام ، و أثارت غبارا يزيد طوله علي 30 كيلو متر ، و كان أخر يوم لوصولها هو 7 نوفمبر ، وهو ما واكب تصريح ديان بأن الجيش الرابع قد اكتمل حول الثغرة)) في هذه السطور نستطيع أن نتعرف تماما علي الحالة النفسية لوزير الدفاع الإسرائيلي ، الذي ظن أن إعادة تجهيز الفرقة الرابعة و الفرقة 21 المدرعتين هو بمثابة تجهيز جيش جديد يُسمي الجيش الرابع وهو ما لم يكن له وجود حقيقي )) .
الخطة شامل و تطورها .
رغم بدء سريان وقف إطلاق النار فعليا يوم 25 أكتوبر 1973 وبدء توافد قوات الأمم المتحدة علي المنطقة إلا أن الجبهة لم تكن هادئة بالمرة ، فالقوات المصرية الخاصة تقوم بعمل الكمائن لعربات الإمداد .
ذكر المؤرخ جمال حماد في كتابه المعارك الحربية علي الجبهة المصرية )) انه فور استعادة القوات المصرية لتوازنها بعد فشل القوات الإسرائيلية احتلال السويس ، فقد بدأت حرب استنزاف ثانية شملت 1500 اشتباك وقصف مدفعي شارك فيه مع القوات المصرية قوات من الجزائر والمغرب ، و أدت تلك الاشتباكات إلي الآتي :
- تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مجنزرة و10 رشاشات ثقيلة.- تدمير 36 بلدوزر و معدة هندسية وعربة ركوب.- إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية (سيرينا) بعطب جسيم.- إغراق قارب إنزال بحري.- قتل 187 فرد إسرائيلي فضلا عن مئات الجرحى.
وذلك خلال 440 عمليه هجوميه مصريه من شرق وغرب القناة .
لقد كان التخطيط والاستعداد للخطة شامل يسير جنبا إلي جنب مع حرب استنزاف طاحنة ، أبطالها بلا منازع رجال الصاعقة و المظلات التي عملت داخل عمق العدو ، و أحالت حياته إلي جحيم لدرجة أن عناصر الاستطلاع والمخابرات رصدت شيئين جديرين بالاهتمام :
الأول : أن القوات الإسرائيلية تنتشر نهارا ، و تعود إلي معسكراتها ليلا خوفا من الكمائن الليلية لقوات الصاعقة ، مما جعل دوريات إمداد الجيش الثالث السرية تسير بانتظام تام بعيدا عن القوافل التي تكون تحت سيطرة الأمم المتحدة وتحاول إسرائيل عرقلتها .
الثاني : تم رصد عملية زرع ألغام هستيرية تقوم بها القوات الإسرائيلية حول معسكرات قواتها ، و أن معدلات نشر الألغام تماثل ما قام به روميل بعد معركة العلمين ، وهي نسبة كبيرة مرجعها الخوف والرعب الشديد للقوات الإسرائيلية داخل الثغرة .
نعود إلي الخطة شامل التي وضعها اللواء سعد مأمون لتصفيه الثغرة ، و شارك فيها اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، الذي يطلعنا في مذكراته بدءا من صفحه 325 ، علي حقائق جديدة تتعلق بتعديلات جوهرية في الخطة قبل عرضها علي الرئيس :
منها إغلاق الفاصل بين قوات الجيشين الثاني و الثالث شرق القناة وغربها والتي تمتد إلي 30 كيلو متر هي طول البحيرات المرة ، وتحديد مسئوليات القادة ، لتجنب عيوب ترك تلك المساحة خالية شرق القناة مما جعل العدو يستغلها بحرية تامة .
و طبقا لكلمات اللواء عبد المنعم واصل ، فقد تم استقطاع قوات محددة من القوات الرئيسية ، بهدف حصار قوات العدو ومنعها من التوسع في أي اتجاه و هي كالآتي :
1- اللواء المغربي في منطقة بير عديب علي خليج السويس لمنع العدو من التوسع جنوبا .
2- اللواء المدرع الجزائري و معه اللواء السادس ميكانيكي والكتيبة 339 ميكانيكيه من اللواء 113 ميكانيكي تحتل النطاق الدفاعي الثاني للجيش الثالث من جبل عتاقة و حتى المدقات 12 و 13و 14 .
3- اللواء 18 ميكانيكي من الفرقة 21 المدرعة و معه اللواء 182 مظلات ( البعض يطلق عليه اللواء 150 ) واللواء 116 ميكانيكي تحتل المنطقة شرق جبل شبراويت إلي جنوب الإسماعيلية .
حددت خطة "العملية شامل2 " مهاجمة القوات الإسرائيلية في الغرب من 5 محاور محددة ،
ويمكن استنتاج نتائج المعركة وفق أوضاع القوات المتحاربة في ذلك الوقت .
المرحلة الأولي: ( تصفيه القوات الإسرائيلية غرب القناة ) .
1. الاتجاه الأول ضربة من الجانب الأيمن لرأس كوبري الفرقة 16 (من الشرق) في اتجاه جنوب غرب، بهدف إغلاق ثغرة الاختراق من الشرق وتصفيتها ، و من المتوقع أن يقوم بهذه الضربة اللواء 22 مدرع ، والذي الحق علي الفرقة 16 مشاه بالتدريج من الفرقة الثانية مشاه نظرا لتحرج موقف الفرقة 16 مشاه طوال أيام القتال في الثغرة .
ونظرا لتوقع إسرائيل مثل هذا الهجوم فأنه كان من المتوقع ألا يكون ناجحا 100% نظرا لوجود عدد كبير من المدرعات الإسرائيلية تقاتل في معركة حياة أو موت لعدم غلق المحور المؤدي إلي غرب القناة ، ولكنه كان من المحتمل أن يضع القوات المصرية في موقف أحسن كثيرا ، لتهديد محور الإمداد الإسرائيلي الهام ، و من ثم تقليل أو تعطيل جزء كبير من تلك الإمدادات .
ونظرا لتوقع إسرائيل مثل هذا الهجوم فأنه كان من المتوقع ألا يكون ناجحا 100% نظرا لوجود عدد كبير من المدرعات الإسرائيلية تقاتل في معركة حياة أو موت لعدم غلق المحور المؤدي إلي غرب القناة ، ولكنه كان من المحتمل أن يضع القوات المصرية في موقف أحسن كثيرا ، لتهديد محور الإمداد الإسرائيلي الهام ، و من ثم تقليل أو تعطيل جزء كبير من تلك الإمدادات .
2. الاتجاه الثاني ضربة على محور أبو سلطان ، في اتجاه الدفرسوار، لتصفية قاعدة الثغرة التي يرتكز عليها إمدادها من الشرق إلى الغرب ( نطاق عمل مجموعة شارون ) ، وتقوم بتلك المعركة الفرقة 21 المدرعة و المكونة من 250 دبابة تقريبا ، مقابل مجموعة شارون المدرعة المكونة من عدد مماثل تقريبا ، وكان من المتوقع أن تكون تلك معركة تكسير عظام بشكل رهيب حيث أن شارون ليس لديه القدرة علي المناورة بقواته في تلك المنطقة الضيقة ، لذا سيكون دفاعه بالمواجهة مع الدبابات المصرية التي تتوجه إلي نقطة الدفرسوار الرئيسية لتدمير الجسر وعزل القوات
الإسرائيلية تماما شرق القناة ، وكان مخططا أيضا أن تقوم عناصر الصاعقة بالضغط علي قوات شارون من تجاه الإسماعيلية لتثبيت جزء من قواته لتسهيل مهمة الفرقة 21 المدرعة ، ومن ناحية أخري فان معرفة الفرقة 21 الواسعة لأرض المعركة المتوقعة كانت ستشكل عاملا في اختيار محاور الهجوم الثانوية للوصول إلي الأهداف مع استخدام وحدات المشاة الموجودة باللواء 18 ميكانيكي من الفرقة 21 في اكتساب أراضي والتمسك بها .
وتكون الفرقة 23 ميكانيكي نسق ثان للفرقة 21 المدرعة لتعزيز هجومها والتدخل في حالة أي طارئ يستوجب ذلك .
3. الاتجاه الثالث ضربة على محور طريق جنيفة ، في اتجاه البحيرات المرة الصغرى، لتصفية القوات الموجودة من فايد و حتى منطقة الجناين، وتقوم بها الفرقة الثالثة مشاه ميكانيكي بهدف عزل قوات الجنرال شارون عن قوات الجنرال ادان و قوات الجنرال ماجن في الجنوب ، و نظرا لوجود زراعات كثيفة بتلك المناطق تم اختيار الفرقة الميكانيكية الثالثة لكي تستطيع وحدات المشاة الانتشار في الزراعات ، وتكوين خطوط دفاعية محمية في حالة وجود هجوم مضاد من الجنوب أو من الشمال ، و تلك المهمة كانت ستكون أسهل المهام في الخطة حيث أن تلك المناطق التي كانت ستتحرك لها الفرقة الثالثة كانت ضعيفة الدفاع الإسرائيلي من حيث أن مساحة الأرض المحتلة من جانب القوات الإسرائيلية كانت كبيرة جدا مقارنة بحجم القوات الموجودة بها ، لذلك كان من السهل تجنب أماكن تمركز القوات الإسرائيلية والتحرك في محاور شبه خالية لتحقيق هدف قطع وعزل القوات الإسرائيلية عن بعضها البعض ، وقوات الجنرال ماجن هي القوات المتواجدة بتلك المنطقة ، وهي قوات جديدة لم تشارك في معارك كثيرة وخبرتها بالأرض منعدمة .
الإسرائيلية تماما شرق القناة ، وكان مخططا أيضا أن تقوم عناصر الصاعقة بالضغط علي قوات شارون من تجاه الإسماعيلية لتثبيت جزء من قواته لتسهيل مهمة الفرقة 21 المدرعة ، ومن ناحية أخري فان معرفة الفرقة 21 الواسعة لأرض المعركة المتوقعة كانت ستشكل عاملا في اختيار محاور الهجوم الثانوية للوصول إلي الأهداف مع استخدام وحدات المشاة الموجودة باللواء 18 ميكانيكي من الفرقة 21 في اكتساب أراضي والتمسك بها .
وتكون الفرقة 23 ميكانيكي نسق ثان للفرقة 21 المدرعة لتعزيز هجومها والتدخل في حالة أي طارئ يستوجب ذلك .
3. الاتجاه الثالث ضربة على محور طريق جنيفة ، في اتجاه البحيرات المرة الصغرى، لتصفية القوات الموجودة من فايد و حتى منطقة الجناين، وتقوم بها الفرقة الثالثة مشاه ميكانيكي بهدف عزل قوات الجنرال شارون عن قوات الجنرال ادان و قوات الجنرال ماجن في الجنوب ، و نظرا لوجود زراعات كثيفة بتلك المناطق تم اختيار الفرقة الميكانيكية الثالثة لكي تستطيع وحدات المشاة الانتشار في الزراعات ، وتكوين خطوط دفاعية محمية في حالة وجود هجوم مضاد من الجنوب أو من الشمال ، و تلك المهمة كانت ستكون أسهل المهام في الخطة حيث أن تلك المناطق التي كانت ستتحرك لها الفرقة الثالثة كانت ضعيفة الدفاع الإسرائيلي من حيث أن مساحة الأرض المحتلة من جانب القوات الإسرائيلية كانت كبيرة جدا مقارنة بحجم القوات الموجودة بها ، لذلك كان من السهل تجنب أماكن تمركز القوات الإسرائيلية والتحرك في محاور شبه خالية لتحقيق هدف قطع وعزل القوات الإسرائيلية عن بعضها البعض ، وقوات الجنرال ماجن هي القوات المتواجدة بتلك المنطقة ، وهي قوات جديدة لم تشارك في معارك كثيرة وخبرتها بالأرض منعدمة .
4. الاتجاه الرابع ضربة على محور طريق السويس، طريق 12 (الضربة الرئيسية)، لتصفية القوات الموجودة من الشلوفة و حتى السويس، وفك حصار السويس، وتقوم بها قوات الفرقة الرابعة المدرعة في مواجهة فرقة ادان مباشرة ، وهي أيضا معركة تكسير عظام ، وهدفها الدعائي فك الحصار عن السويس .
ويمكن توقع أن الفرقة الرابعة المدرعة كانت قد تتمكن من فتح طريق للسويس وفك الحصار عنها ، لكن في نفس الوقت لا يمكن الادعاء بقدرتها الكاملة علي تدمير فرقه ادان المقاتلة والخبيرة بالحرب و المتمرسة علي القتال من أول يوم قتال .
وتكون فرقة المشاة المكونة حديثا من لواء جزائري ووحدات كويتية و سودانية هي النسق الثاني للفرقة الرابعة المدرعة .
ويمكن توقع أن الفرقة الرابعة المدرعة كانت قد تتمكن من فتح طريق للسويس وفك الحصار عنها ، لكن في نفس الوقت لا يمكن الادعاء بقدرتها الكاملة علي تدمير فرقه ادان المقاتلة والخبيرة بالحرب و المتمرسة علي القتال من أول يوم قتال .
وتكون فرقة المشاة المكونة حديثا من لواء جزائري ووحدات كويتية و سودانية هي النسق الثاني للفرقة الرابعة المدرعة .
5. الاتجاه الخامس ضربة على المحور الساحلي الموازي لخليج السويس من الجنوب إلى الشمال، لتصفية القوات الموجودة جنوب السويس وفي الأدبية ، وهي ضربة ثانوية يقوم بها اللواء المغربي بهدف فتح طريق إمداد جنوبي لمدينة السويس ، و أيضا تثبيت قوات إسرائيلية لتأمين جنب الفرقة الرابعة المدرعة في هجومها ، ويمكن توقع نجاح هذا اللواء في تحرير ميناء الأدبية والوصول لمشارف مدينه السويس من الجنوب .
تحليل الخطة شامل :
* الخطة شامل وضعت علي أسس جيدة ، فهناك الحشد للقوات في محاور محددة ، وهناك تركيز لقوة الهجوم في تلك المحاور مما يزيد من فرص نجاحها في تنفيذ الأهداف الموكولة لها .
* القوات المصرية المدربة جيدا قبل حرب أكتوبر اكتسبت رصيدا هائلا من الخبرات طوال أيام القتال و أصبحت بتلك الخبرات قوات متمرسة علي الحرب المتحركة ، وعلي علم بالتكتيكات الإسرائيلية المتبعة .
* محاور هجوم القوات المصرية قصيرة و أهدافها قريبة و معروفة و مدروسة جيدا ، مما يعني أن زخم الهجوم لن يحتاج إلي قوه صغيرة لصده ، إنما يحتاج إلي قوات إسرائيلية كبيرة لوقف أي محور من المحاور .
* تناست إسرائيل المبدأ العسكري الهام )) إذا أردت أن تكون قويا في كل مكان ، فستصبح ضعيفا في كل مكان (( ،أي أنها أغفلت مبدأ الحشد للقوات ، فمن الواضح أن المساحات التي اكتسبتها القوات الإسرائيلية للوصول إلي السويس و الإسماعيلية انقلبت لتكون عبئا إداريا وعسكريا علي القيادة الإسرائيلية ، فاللواء المدرع الإسرائيلي المفترض أن يحتل مواجهه تصل إلي عشرة كيلو متر مثلا ، أصبح مكلفا بأن يكون علي خط مواجهه لعشرين كيلو متر ، مما يعني تواجد فواصل بين كتائبه مما يجعل قوة صده للهجوم تضعف إلي الثلث ، فبدلا من تصد دباباته المائة تقريبا هجوما في قطاع ما ، أصبح قوة الصد ثلاثين دبابة فقط .
مما يعني أن القوات المدرعة الإسرائيلية الموجودة في الثغرة والتي تتكون من 3 مجموعات عمليات والتي تتكون من 6 الويه مدرعة بأجمالي 600 دبابة تقريبا بالإضافة إلي لواء مظلات ولواءين ميكانيكيين ، تلك الدبابات بدلا من أن يتم حشدها في مواجهة واحدة لصد هجوم مصري ، استوجب تأمين مناطق الاحتلال الجديدة أن تكون تلك الدبابات موزعة علي مواجهة كبيرة مما قلص من قوتها ومن تأثير هجماتها المضادة .
* اعتمدت الخطة شامل علي استغلال عيوب الموقف العسكري الإسرائيلي ، فغلق ممر الهروب الوحيد للقوات الإسرائيلية والمتمثل في الجسر الحجري علي قناة السويس كان من أولويات الخطة المصرية ، ولتتحول القوات الإسرائيلية إلي رهينة في يد القوات المصرية و تفاوض في تسليمها ، حيث أوكل لتلك النقطة الحيوية الفرقة 21 المدرعة واللواء 22 مدرع شرق القناة مع دعم كامل من مدفعيه الجيش الثاني وعناصر الصاعقة والمظلات .
كذلك غلق ممر الهروب و الإمداد الإسرائيلي الضيق في الدفرسوار كفيل جدا بجعل باقي القوات الإسرائيلية غير جادة في القتال لعدم وجود موارد للقتال (( أود أن اذكر هنا أن جميع مخازن الوقود والذخيرة الإسرائيلية غرب القناة كانت هدفا لعناصر الصاعقة المصرية في حرب الاستنزاف الثانية )) مما يجعل مخزون الذخيرة والوقود اللازم للقتال يعتمد اعتماد كلي علي الإمدادات من شرق القناة .
* لا يوجد ما يشير إلي توقيت الهجوم ، و يُعتقد انه كان سيكون في منتصف اليوم لإتاحة الوقت الكافي في النهار لوصول الدبابات المصرية الغير متمرسة علي القتال الليلي ، لوصولها لأهدافها ، واستغلال الليل في نشر قوات المشاة الميكانيكية و الصاعقة لنصب كمائن للقوات الإسرائيلية المتوقع لها الهجوم مع صباح اليوم التالي والله اعلم .
* وضع الطيران المصري أفضل بكثير من وضع الطيران الإسرائيلي ، فرغم خسائر الطيران المصري الكبيرة مع بدء الثغرة والتخلف التكنولوجي للطائرات المصرية كما وكيفا ، فأن وجود المطارات المصرية بالقرب من خط الجبهة كفيل بطيران تلك الطائرات علي ارتفاع منخفض مع وجود مخزون كاف من الوقود للبقاء فوق الهدف الذي لا يبعد عن اقرب مطار أكثر من 3 دقائق طيران ، مما يعني تواجد أكثر للطائرات المصرية لدعم القوات البرية .
* ارتداد حائط الصواريخ و استعادته لخطورته المعهودة علي النسق الثاني غرب القناة سيمكن القوات البرية المصرية من التعامل مع قوات الثغرة الإسرائيلية بدون تدخل كثيف للطيران الإسرائيلي .
* فك حصار السويس وفتح الطريق للجيش الثالث له هدف إعلامي ومعنوي فقط للجيش والشعب المصري .
لذلك اعتقد أن دفع الفرقة الرابعة المدرعة لفك الحصار عن السويس سيكون هجوم متوقع جدا ، ومن المتوقع أن يحشد الجنرال ادان دباباته غرب السويس لصد الفرقة الرابعة ، وكانت ستكون معركة رهيبة جدا لو تمت والخسائر كانت ستكون عالية وغير قابلة للحصر، وفي رأيي الخاص أن وضع الفرقة الرابعة كنسق ثاني لدعم الفرقة الثالثة ميكانيكية في هجومها تجاه فايد لعزل فرقه الجنرال ادان في الجنوب وحصارها سيكون اقل خطورة و أكثر فائدة و أكثر مفاجأة ، والله اعلم .
في النهاية
لماذا لم تنفذ الخطة شامل ؟
إن وزير الخارجية الأمريكي تدخل بقوة لوقف تنفيذ تلك الخطة ، وهذا ثابت في مذكراته الشخصية .
وفي كتاب اللواء كمال حسن علي (( مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه334 يقول
(( وهكذا انقلبت الثغرة الإسرائيلية إلي مصيدة ، حتى انه مع مجيء كسينجر إلي مصر في الأول من نوفمبر 1973 ، لخص له الرئيس السادات الموقف قائلا ، أنا عندي 800 دبابة و إسرائيل لها 400 دبابة وعندي صاروخ ونص لكل دبابة إسرائيلي ، والإسرائيليين محصورين في منطقه عرضها 6.5 كيلومتر شرق القناة و إذا أغلقناه فأن القوات الإسرائيلية مقضي عليها بلا جدال .
وجاء رد كسينجر بأنه يعلم حقيقة الموقف ، وقد زوده البنتاجون بصور أقمار صناعية تظهر استرداد حائط الدفاع الجوي لفاعليته وصور ال 800 دبابة و المدافع الخ )) .
و كان من بين ردود كسينجر : هل تعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتركك تعمل هذا ؟
ولو درسنا ذلك التصريح لأدركنا أن أمريكا مدركة تماما الوضع الحقيقي للقوات الإسرائيلية غرب القناة والمتمثل في :
1- انخفاض معنويات الجنود الإسرائيليين جراء الخسائر المستمرة وعدم تحقيق أهدافهم من الثغرة .
2- فشل إسرائيل في تركيع الجيش الثالث .
3- حاولت إسرائيل اللعب بورقة أن الجيش الثالث رهينة في يدها ، و أذاعت صور قوافل الإمداد التي تتحرك في حماية قوات الأمم المتحدة ، ونشرتها علي أنها تمن علي مصر بتلك الإمدادات الضئيلة رغبة منها في كسر معنويات الشعب المصري وهو ما لم يحدث وفشلت إسرائيل فيه .
4- فشلت إسرائيل في احتلال السويس واكتساب مجد إعلامي كبير .
5- عامل الوقت أصبح ضد إسرائيل بكل المقاييس ، فقواتها تتعرض للاستنزاف يوما بعد الآخر ، والقوات المصرية تستعيد تماسكها غرب القناة وتتحول إلي قوة مدرعة كبيرة تهدد إسرائيل .
6- أصبح خروج القوات الإسرائيلية من مأزق الثغرة أمرا لا بديل عنه لكن كيف ؟؟؟ كيف تنسحب القوات الإسرائيلية بدون خسائر ، لتستمر في الترويج لهذا النصر الزائف وتلك المعركة التلفزيونية .
7- إن تنفيذ الخطة شامل كافي جدا لتعريض القوات الإسرائيلية لمذبحة كبيرة غرب القناة .
لذلك تدخل وزير الخارجية الأمريكي اليهودي كيسينجر ، مطالبا مصر وبكل قوة آلا تنفذ تلك الخطة لكن كيف ؟
أستثمر كيسنجر اجتماعات الكيلو 101 في عقد اتفاقية فض اشتباك أولي ، تلاها اتفاقية فض اشتباك ثانية ، والتي بموجبها انسحبت القوات الإسرائيلية من غرب القناة تماما في 14 يناير 1974 وعلي مدي أربع أيام فقط إلي شرق المضايق ، مبتعدة 40 كيلو مترا عن الحد الرئيسي للقوات المصرية شرق القناة ، وفي مقابل ذلك وافقت مصر علي تخفيض القوات المصرية شرق القناة ،(( رغم أن هذا التخفيض كان كبيرا جدا جدا جدا ، كما أن وضع القوات المصرية قد عُدل ، فتغير وضعها القتالي من وضع قتالي نموذجي لوضع قتالي من أسوأ ما يمكن )) كدليل علي حسن النية في مفاوضات سلام مستقبلية ، ولفتح قناة السويس ، مع عدم تنازل مصر علي مكاسبها العسكرية شرق القناة .
ويقول اللواء معتز الشرقاوي عن فترة الحصار والتي امتدت مائة يوم كامل ، انه فور إعلان اتفاقية فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية لشرق القناة ، شاهد المئات من طلقات الإشارة في سماء غرب السويس ، فقد أطلق الإسرائيليين كل ما يحملون من طلقات إشارة - تشبه الألعاب النارية - في سماء المنطقة ابتهاجا بخروجهم من الثغرة أحياء ، وتعانقت تلك الألعاب النارية مع مئات الطلقات النارية التي أطلقها نفس الجنود في السماء علي امتداد منطقه الثغرة من الإسماعيلية إلي السويس والتي امتدت لساعات طويلة ، فقد أحسوا بأنهم قد تم إنقاذهم.
فهل هذا تصرف قوه عسكريه متماسكة تحاصر الجيش الثالث ؟ أم انه تصرف قوات منهزمة نفسيا لأنها تعرف المأزق الذي تم زجها فيه بدون وعي أو دراسة لمجرد الهالة الإعلامية والمجد الدعائي لجنرالات إسرائيل .
من إسرائيل ، يعرف أنها لا تتنازل عن شبر من الأرض بدون مقابل أمامه .
فلماذا أذن انسحبت القوات الإسرائيلية من الثغرة ، ومن خط المواجهة مع الجيش الثاني والثالث شرق القناة لتعود إلي شرق المضايق ..؟؟؟؟
وفي كتاب اللواء كمال حسن علي )) مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) يلخص لنا سبب انسحاب إسرائيل من وجهة نظر محارب ومدير سلاح المدرعات ، أي انه من المطلعين علي أدق التفاصيل في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الصراع :
(( لا يمكن لأحد أن يدعي أن إسرائيل قبلت وقف إطلاق النار الثاني يوم 25 أكتوبر ثم الانسحاب إلي شرق المضايق بسبب رغبتها في السلام، الحقيقة أن إسرائيل لم تقبل ذلك إلا تحت شبح التهديد داخل مصيدة الثغرة .
و الحقيقة أن الثغرة والجيب الإسرائيلي غرب القناة لم يحقق أمل القادة الإسرائيليين في قلب نتيجة الحرب لأسباب عديدة ، منها أن الخسائر الإسرائيلية المعلنة وصلت إلي 400 قتيل و 1200 جريح ، وان كانت حقيقة الأمر اكبر من ذلك بكثير ........
ومن ضمن الأسباب أيضا أن الفرصة أتيحت للقوات المصرية خلال فترة توقف إطلاق النار لإعادة تنظيم قواتها و إمدادها بحيث أصبحت من القوة بحيث لا تتيح للجانب الإسرائيلي توسيع رقعه الثغرة أو الانسحاب منها ..........
وبلغ حجم القوات المصرية حول الثغرة خمس فرق منها فرقتين مدرعتين ، و3 فرق ميكانيكية فكانت مقارنة القوات لصالحنا بنسبه 1:3 في المشاة ، و 1:6 في المدفعية و 1:2.5 في الدبابات
تحليل الخطة شامل :
* الخطة شامل وضعت علي أسس جيدة ، فهناك الحشد للقوات في محاور محددة ، وهناك تركيز لقوة الهجوم في تلك المحاور مما يزيد من فرص نجاحها في تنفيذ الأهداف الموكولة لها .
* القوات المصرية المدربة جيدا قبل حرب أكتوبر اكتسبت رصيدا هائلا من الخبرات طوال أيام القتال و أصبحت بتلك الخبرات قوات متمرسة علي الحرب المتحركة ، وعلي علم بالتكتيكات الإسرائيلية المتبعة .
* محاور هجوم القوات المصرية قصيرة و أهدافها قريبة و معروفة و مدروسة جيدا ، مما يعني أن زخم الهجوم لن يحتاج إلي قوه صغيرة لصده ، إنما يحتاج إلي قوات إسرائيلية كبيرة لوقف أي محور من المحاور .
* تناست إسرائيل المبدأ العسكري الهام )) إذا أردت أن تكون قويا في كل مكان ، فستصبح ضعيفا في كل مكان (( ،أي أنها أغفلت مبدأ الحشد للقوات ، فمن الواضح أن المساحات التي اكتسبتها القوات الإسرائيلية للوصول إلي السويس و الإسماعيلية انقلبت لتكون عبئا إداريا وعسكريا علي القيادة الإسرائيلية ، فاللواء المدرع الإسرائيلي المفترض أن يحتل مواجهه تصل إلي عشرة كيلو متر مثلا ، أصبح مكلفا بأن يكون علي خط مواجهه لعشرين كيلو متر ، مما يعني تواجد فواصل بين كتائبه مما يجعل قوة صده للهجوم تضعف إلي الثلث ، فبدلا من تصد دباباته المائة تقريبا هجوما في قطاع ما ، أصبح قوة الصد ثلاثين دبابة فقط .
مما يعني أن القوات المدرعة الإسرائيلية الموجودة في الثغرة والتي تتكون من 3 مجموعات عمليات والتي تتكون من 6 الويه مدرعة بأجمالي 600 دبابة تقريبا بالإضافة إلي لواء مظلات ولواءين ميكانيكيين ، تلك الدبابات بدلا من أن يتم حشدها في مواجهة واحدة لصد هجوم مصري ، استوجب تأمين مناطق الاحتلال الجديدة أن تكون تلك الدبابات موزعة علي مواجهة كبيرة مما قلص من قوتها ومن تأثير هجماتها المضادة .
* اعتمدت الخطة شامل علي استغلال عيوب الموقف العسكري الإسرائيلي ، فغلق ممر الهروب الوحيد للقوات الإسرائيلية والمتمثل في الجسر الحجري علي قناة السويس كان من أولويات الخطة المصرية ، ولتتحول القوات الإسرائيلية إلي رهينة في يد القوات المصرية و تفاوض في تسليمها ، حيث أوكل لتلك النقطة الحيوية الفرقة 21 المدرعة واللواء 22 مدرع شرق القناة مع دعم كامل من مدفعيه الجيش الثاني وعناصر الصاعقة والمظلات .
كذلك غلق ممر الهروب و الإمداد الإسرائيلي الضيق في الدفرسوار كفيل جدا بجعل باقي القوات الإسرائيلية غير جادة في القتال لعدم وجود موارد للقتال (( أود أن اذكر هنا أن جميع مخازن الوقود والذخيرة الإسرائيلية غرب القناة كانت هدفا لعناصر الصاعقة المصرية في حرب الاستنزاف الثانية )) مما يجعل مخزون الذخيرة والوقود اللازم للقتال يعتمد اعتماد كلي علي الإمدادات من شرق القناة .
* لا يوجد ما يشير إلي توقيت الهجوم ، و يُعتقد انه كان سيكون في منتصف اليوم لإتاحة الوقت الكافي في النهار لوصول الدبابات المصرية الغير متمرسة علي القتال الليلي ، لوصولها لأهدافها ، واستغلال الليل في نشر قوات المشاة الميكانيكية و الصاعقة لنصب كمائن للقوات الإسرائيلية المتوقع لها الهجوم مع صباح اليوم التالي والله اعلم .
* وضع الطيران المصري أفضل بكثير من وضع الطيران الإسرائيلي ، فرغم خسائر الطيران المصري الكبيرة مع بدء الثغرة والتخلف التكنولوجي للطائرات المصرية كما وكيفا ، فأن وجود المطارات المصرية بالقرب من خط الجبهة كفيل بطيران تلك الطائرات علي ارتفاع منخفض مع وجود مخزون كاف من الوقود للبقاء فوق الهدف الذي لا يبعد عن اقرب مطار أكثر من 3 دقائق طيران ، مما يعني تواجد أكثر للطائرات المصرية لدعم القوات البرية .
* ارتداد حائط الصواريخ و استعادته لخطورته المعهودة علي النسق الثاني غرب القناة سيمكن القوات البرية المصرية من التعامل مع قوات الثغرة الإسرائيلية بدون تدخل كثيف للطيران الإسرائيلي .
* فك حصار السويس وفتح الطريق للجيش الثالث له هدف إعلامي ومعنوي فقط للجيش والشعب المصري .
لذلك اعتقد أن دفع الفرقة الرابعة المدرعة لفك الحصار عن السويس سيكون هجوم متوقع جدا ، ومن المتوقع أن يحشد الجنرال ادان دباباته غرب السويس لصد الفرقة الرابعة ، وكانت ستكون معركة رهيبة جدا لو تمت والخسائر كانت ستكون عالية وغير قابلة للحصر، وفي رأيي الخاص أن وضع الفرقة الرابعة كنسق ثاني لدعم الفرقة الثالثة ميكانيكية في هجومها تجاه فايد لعزل فرقه الجنرال ادان في الجنوب وحصارها سيكون اقل خطورة و أكثر فائدة و أكثر مفاجأة ، والله اعلم .
في النهاية
لماذا لم تنفذ الخطة شامل ؟
إن وزير الخارجية الأمريكي تدخل بقوة لوقف تنفيذ تلك الخطة ، وهذا ثابت في مذكراته الشخصية .
وفي كتاب اللواء كمال حسن علي (( مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه334 يقول
(( وهكذا انقلبت الثغرة الإسرائيلية إلي مصيدة ، حتى انه مع مجيء كسينجر إلي مصر في الأول من نوفمبر 1973 ، لخص له الرئيس السادات الموقف قائلا ، أنا عندي 800 دبابة و إسرائيل لها 400 دبابة وعندي صاروخ ونص لكل دبابة إسرائيلي ، والإسرائيليين محصورين في منطقه عرضها 6.5 كيلومتر شرق القناة و إذا أغلقناه فأن القوات الإسرائيلية مقضي عليها بلا جدال .
وجاء رد كسينجر بأنه يعلم حقيقة الموقف ، وقد زوده البنتاجون بصور أقمار صناعية تظهر استرداد حائط الدفاع الجوي لفاعليته وصور ال 800 دبابة و المدافع الخ )) .
و كان من بين ردود كسينجر : هل تعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتركك تعمل هذا ؟
ولو درسنا ذلك التصريح لأدركنا أن أمريكا مدركة تماما الوضع الحقيقي للقوات الإسرائيلية غرب القناة والمتمثل في :
1- انخفاض معنويات الجنود الإسرائيليين جراء الخسائر المستمرة وعدم تحقيق أهدافهم من الثغرة .
2- فشل إسرائيل في تركيع الجيش الثالث .
3- حاولت إسرائيل اللعب بورقة أن الجيش الثالث رهينة في يدها ، و أذاعت صور قوافل الإمداد التي تتحرك في حماية قوات الأمم المتحدة ، ونشرتها علي أنها تمن علي مصر بتلك الإمدادات الضئيلة رغبة منها في كسر معنويات الشعب المصري وهو ما لم يحدث وفشلت إسرائيل فيه .
4- فشلت إسرائيل في احتلال السويس واكتساب مجد إعلامي كبير .
5- عامل الوقت أصبح ضد إسرائيل بكل المقاييس ، فقواتها تتعرض للاستنزاف يوما بعد الآخر ، والقوات المصرية تستعيد تماسكها غرب القناة وتتحول إلي قوة مدرعة كبيرة تهدد إسرائيل .
6- أصبح خروج القوات الإسرائيلية من مأزق الثغرة أمرا لا بديل عنه لكن كيف ؟؟؟ كيف تنسحب القوات الإسرائيلية بدون خسائر ، لتستمر في الترويج لهذا النصر الزائف وتلك المعركة التلفزيونية .
7- إن تنفيذ الخطة شامل كافي جدا لتعريض القوات الإسرائيلية لمذبحة كبيرة غرب القناة .
لذلك تدخل وزير الخارجية الأمريكي اليهودي كيسينجر ، مطالبا مصر وبكل قوة آلا تنفذ تلك الخطة لكن كيف ؟
أستثمر كيسنجر اجتماعات الكيلو 101 في عقد اتفاقية فض اشتباك أولي ، تلاها اتفاقية فض اشتباك ثانية ، والتي بموجبها انسحبت القوات الإسرائيلية من غرب القناة تماما في 14 يناير 1974 وعلي مدي أربع أيام فقط إلي شرق المضايق ، مبتعدة 40 كيلو مترا عن الحد الرئيسي للقوات المصرية شرق القناة ، وفي مقابل ذلك وافقت مصر علي تخفيض القوات المصرية شرق القناة ،(( رغم أن هذا التخفيض كان كبيرا جدا جدا جدا ، كما أن وضع القوات المصرية قد عُدل ، فتغير وضعها القتالي من وضع قتالي نموذجي لوضع قتالي من أسوأ ما يمكن )) كدليل علي حسن النية في مفاوضات سلام مستقبلية ، ولفتح قناة السويس ، مع عدم تنازل مصر علي مكاسبها العسكرية شرق القناة .
ويقول اللواء معتز الشرقاوي عن فترة الحصار والتي امتدت مائة يوم كامل ، انه فور إعلان اتفاقية فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية لشرق القناة ، شاهد المئات من طلقات الإشارة في سماء غرب السويس ، فقد أطلق الإسرائيليين كل ما يحملون من طلقات إشارة - تشبه الألعاب النارية - في سماء المنطقة ابتهاجا بخروجهم من الثغرة أحياء ، وتعانقت تلك الألعاب النارية مع مئات الطلقات النارية التي أطلقها نفس الجنود في السماء علي امتداد منطقه الثغرة من الإسماعيلية إلي السويس والتي امتدت لساعات طويلة ، فقد أحسوا بأنهم قد تم إنقاذهم.
فهل هذا تصرف قوه عسكريه متماسكة تحاصر الجيش الثالث ؟ أم انه تصرف قوات منهزمة نفسيا لأنها تعرف المأزق الذي تم زجها فيه بدون وعي أو دراسة لمجرد الهالة الإعلامية والمجد الدعائي لجنرالات إسرائيل .
من إسرائيل ، يعرف أنها لا تتنازل عن شبر من الأرض بدون مقابل أمامه .
فلماذا أذن انسحبت القوات الإسرائيلية من الثغرة ، ومن خط المواجهة مع الجيش الثاني والثالث شرق القناة لتعود إلي شرق المضايق ..؟؟؟؟
وفي كتاب اللواء كمال حسن علي )) مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) يلخص لنا سبب انسحاب إسرائيل من وجهة نظر محارب ومدير سلاح المدرعات ، أي انه من المطلعين علي أدق التفاصيل في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الصراع :
(( لا يمكن لأحد أن يدعي أن إسرائيل قبلت وقف إطلاق النار الثاني يوم 25 أكتوبر ثم الانسحاب إلي شرق المضايق بسبب رغبتها في السلام، الحقيقة أن إسرائيل لم تقبل ذلك إلا تحت شبح التهديد داخل مصيدة الثغرة .
و الحقيقة أن الثغرة والجيب الإسرائيلي غرب القناة لم يحقق أمل القادة الإسرائيليين في قلب نتيجة الحرب لأسباب عديدة ، منها أن الخسائر الإسرائيلية المعلنة وصلت إلي 400 قتيل و 1200 جريح ، وان كانت حقيقة الأمر اكبر من ذلك بكثير ........
ومن ضمن الأسباب أيضا أن الفرصة أتيحت للقوات المصرية خلال فترة توقف إطلاق النار لإعادة تنظيم قواتها و إمدادها بحيث أصبحت من القوة بحيث لا تتيح للجانب الإسرائيلي توسيع رقعه الثغرة أو الانسحاب منها ..........
وبلغ حجم القوات المصرية حول الثغرة خمس فرق منها فرقتين مدرعتين ، و3 فرق ميكانيكية فكانت مقارنة القوات لصالحنا بنسبه 1:3 في المشاة ، و 1:6 في المدفعية و 1:2.5 في الدبابات