السبت، 28 نوفمبر 2009

بروز الثعلب































لا أعلم السبب الذي جعلني اربط بين زيارة باراك اوباما
لمصر و بين قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي ।
إليكم القصيدة :
برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــينا
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرينا
و يــــــقول الحمـــــد لله إلــــه العالمــــينا
يا عبـــــاد الله توبوا فـهو كهف التـــائبينا
وازهـــــدوا فإن العيش عيش الزاهـــدينا
و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصـــبح فينا
فأتى الديك رسولا من إمـــــــام الناسكينا
عرض الأمر عليه و هو يرجــوا أن يلينا
فأجاب الديك عذرا يا أضـــل المــــــهتدينا
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحينا
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعينا
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــنا
مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا

الخميس، 19 نوفمبر 2009

يارب نفهم

في الفترة من 13 إلي 16 شعبان سنة 35 ه ، 635 م ، قامت معركة فاصلة بين الفرس و المسلمين هي معركة القادسية । كانت قوات المسلمين 32000 مقاتل + 6000 مدد من الشام ، تحت القيادة العامة لسيدنا سعد ابن أبي وقاص (( خال سيدنا رسول الله )) ، و كانت قوات الفرس 120000 (( مائة و عشرون الف )) مقاتل ، و 120000 (( مائة و عشرون الف )) احتياط ، كل هذا العدد تحت قيادة رستم فرخزاد الذي ما أن علم بوصول الأسد سعد أبن أبي وقاص فزحف إليه بجيشه و معداته و أفياله و عيونه । و لما كان قريبا منه ، أرسل إلي سعد أن ابعث إلينا رجلا نكلمه ، و تلفت سعد حوله انه ربعي أبن عامر أحد رجاله الأبطال . و علم رستم بمجيئه فأظهر زينته و جلس علي سرير من ذهب و بسط البسط و النمارق ، و أقبل ربعي علي فرسه و سيفه في خرقه و رمحه مشدود بعصب و قد .( هذا وصف المقاتلين وهم ذاهبون إلي المعارك و ليس وصف من يذهب للتفاوض ) فلما أنتهي إلي البسط ، قيل له أنزل . فحمل فرسه عليها و نزل و ربطها بوسادتين شقهما و أدخل الحبل فيهما .

فقالوا ضع سلاحك . فقال : لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ، أنتم دعوتموني فأخبروا رستم .

فقال : ائذنوا له .فأقبل يتوكأ علي رمحه و يقارب خطوه ، فلم يدع لهم غرقا و لا بساطا إلا أفسده و هتكه . فلما دنا من مجلس رستم جلس علي الأرض و ركز رمحه علي البسط . فقيل له : ما حملك علي هذا ؟ قال : إنا لا نستحب القعود علي زينتكم .فقال له الترجمان : ما جاء بكم ؟قال : الله جاء بنا ، و هو بعثنا لنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلي سعتها و من جور الأديان إلي عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلي خلقه ، فمن قبله قبلنا منه و رجعنا عنه و تركناه و أرضه دوننا ، ومن أبي قاتلناه حتى نفضي إلي الجنة أو إلي الظفر .

فقال رستم : قد سمعنا قولكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتي ننظر فيه ؟قال ربعي : نعم ، و إن مما سن لنا رسول الله صلي الله عليه و سلم ألا نمكن الأعداء أكثر من ثلاث ، فنحن مرتدون عنكم ثلاثا .فأنظر في أمرك و أختر واحدة من ثلاث إما السلام و ندعك و أرضك ، أو الجزية فنقبل و نكف عنك و إن احتجت إلينا نصرناك ،أو المنابذة في اليوم الرابع إلا أن تبدأ بنا و أنا كفيل بذلك عن أصحابي .

فقال رستم : أسيدهم أنت ؟ قال : لا و لكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجبر أدناهم أعلاهم .فلما كان من الغد أرسل رستم إلي سعد : أن أبعث إلينا ذلك الرجل .

فبعث إليهم حذيفة أبن محض ، فأقبل و لم ينزل عن فرسه ، و وقف علي رستم راكبا .
قال له : انزل . قال : لا أفعل .

فقال له : ما جاء بك و لم يجيء الأول ؟ فقال حذيفة : إن أميرنا يحب أن يعدل بيننا في الشدة و الرخاء و هذه نوبتي

فقال له : ما جاء بكم ؟ فقال مثل ما قال الأول .فقال رستم : أو الموادعة إلي يوم ما ؟
قال حذيفة بن محض : تعم ، ثلاثا من أمس .فرده و أقبل علي أصحابه : ويحكم أما ترون ما أري ؟ جاءنا الأول بالأمس فغلبنا علي أرضنا و حقر ما نعظم و أقام فرسه علي زبرجنا ( الحلية و الزينة من الجوهر ) ، و جاء هذا فوقف علينا في يمن الطير يقوم علي أرضنا دوننا .

فلما كان الغد قال رستم أبعثوا إلينا رجلا . فبعث سعد بن أبي وقاص إلي رستم المغيرة بن شعبة . فأقبل إليهم و عليهم التيجان و الثياب المنسوجة بالذهب ، و سار المغيرة حتى جلس مع رستم علي سريره . فوثبوا عليه و أنزلوه .

فقال المغيرة : قد كانت تبلغنا عنكم الأحلام و لا أري قوما أسفه منكم ، إنا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضا ،فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض .و إني لم آتكم و لكن دعوتموني ، اليوم علمت أنكم مغلوبون ، و أن ملكا لا يقوم علي هذه السيرة و لا هذه العقول .

إلي كل الأغبياء


إليكم صورة من المفاوضات بدون أي زيادات ، عسي نتعلم منها .


حين تقدم عمرو ابن العاص بجيشه لفتح مصر ، أرسل المقوقس إلي عمرو أن ابعثوا إلينا رسلا منكم نعاملهم و نتداعي نحن و هم إلي ما عسي أن يكون فيه صلاح لنا و لكم ।

يقول المقداد بن الأسود : فأرسل عمرو بن العاص عشرة من أصحاب رسول الله و أمر عليهم عبادة بن الصامت ،

و كان عبادة أسود ، طوله عشرة أشبار ।و لما دخل الوفد علي المقوقس هاب المقوقس من عبادة بن الصامت لسواده .

فقال : نحو عني هذا الأسود.

و رد عليه أحد أعضاء الوفد : إن هذا الأسود لأفضلنا رأيا و علما و هو سيدنا و خيرنا و المقدم علينا .

فقال المقوقس لعبادة : تقدم و كلمني برفق ، فاني أهاب سوادك .

فتقدم عبادة و قال : لقد سمعت مقالتك و إن فيمن خلّفت من أصحابي ألف رجل أسود ، كلهم أشد مني سوادا و أفظع مني منظرا ، و لو رأيتهم لكنت أهيب لهم منك لي ، و أنا قد وليت و أدبر شبابي و إني مع ذلك بحمد الله ما أهاب مائة رجل من عدوي و لو استقبلوني جميعا ، كذلك أصحابي ، و ذلك إنما رغبتنا و بغيتنا الجهاد في الله و ليس غزونا عدونا ممن حارب الله لرغبة في الدنيا ...و ما يبالي أحدنا أكان له قنطار من ذهب أم كان لا يملك إلا درهما لأن غاية أحدنا من الدنيا أكلة يأكلها ، و إن كان له قنطار من ذهب أنفقه في طاعة الله و أقتصر علي الذي بيده ॥ و عهد إلينا رسول الله ألا تكون همة أحدنا من الدنيا إلا فيم يمسك جوعته و يستر عورته ...

فلما سمع المقوقس ذلك قال لمن حوله : هل سمعتم مثل هذا الكلام قط ؟ لقد هبت منظره ، و إن قوله لأهيب عندي من منظره .

ثم أقبل المقوقس علي عبادة فقال : أيها الرجل قد سمعت مقالتك ... و قد توجه إلينا من جميع الروم مما لا يُحصي عدده ، قوم معروفون بالنجدة و الشدة ، ممن لا يبالي أحدهم من لقي و لا من قاتل و إنا لنعلم أنكم لن تقووا عليهم و لن تطيقوهم لضعفكم و قلتكم و قد أقمتم بين أظهرنا أشهرا و أنتم في ضيق و شدة من معاشكم و حالكم ، و نحن نرق عليكم لضعفكم و قلتكم و قلة ما بيدكم و نحن تطيب لنفوسنا أن نصالحكم علي أن نفرض لكل رجل منكم دينارين دينارين و لأميركم ألف دينار فتقبضوها و تنصرفون إلي بلادكم قبل أن يغشاكم ما لا قوة لكم به .

فقال عبادة : يا هذا لا تغرن نفسك و لا أصحابك . أما ما تخوفنا به من جمع الروم و عددهم و كثرتهم و أنا لا نقوي عليهم ، فلعمري ما هذا بالذي تخوفنا به ، و لا بالذي يكسرنا عما نحن فيه ، إن كان ما قلتم حقا فذلك والله ارغب ما يكون في قتالكم ... لان ذلك أعذر لنا عند ربنا إذا قدمنا عليه و إن قُتلنا عن أخرنا كان أمكن لنا في رضوانه و جنته ، و ما من شيء أقر لأعيننا و لا أرحب إلينا من ذلك ، و إنا منكم علي أحدي الحسنيين إما أن تعظم لنا بذلك غنيمة الدنيا إن ظفرنا بكم أو غنيمة الآخرة أن ظفرتم بنا ... و ما منا رجل إلا و هو يدعو ربه صباحاو مساء أن يرزقه الشهادة و ألا يرده إلي بلده و لا إلي أهله . و ليس لأحد منا هم فيما خلّفه ، و قد استودع كل واحد منا ربه أهله وولده ، و إنما همنا ما أمامنا . و أما قولك إنا في ضيق و شدة من معاشنا و حالنا فنحن في أوسع السعة و لو كانت الدنيا كلها لنا ما أردنا لأنفسنا أكثر مما نحن فيه فانظر الذي تريد فبينه لنا ، فليس بينناو بينكم خصلة نقبلها منكم إلا خصلة من ثلاث فاختر أيها شئت و لا تُطمع نفسك في الباطل .